أ ش أ أعلن الدكتور محمد مرسي -رئيس حزب الحرية والعدالة- أن حزبه متمسك بخارطة الطريق التي وضعها المجلس العسكري، ووافق عليها الشعب في استفتاء مارس العام الماضي؛ لنقل السلطة لحكم مدني منتخب. وقال مرسي في ندوة "قراءة في الوضع الراهن" التي نظّمها اتحاد طلاب جامعة الزقازيق اليوم (الأحد) بحضور الدكتور محمد عبد العال -رئيس جامعة الزقازيق- أن مجلسي الشعب والشورى سيعقدان اجتماعا مشتركا يوم 4 مارس القادم لاختيار أعضاء الجمعية التأسيسية للدستور، والتي سوف يستغرق عملها ما بين شهرين إلى ثلاثة رغم صعوبة ذلك، ثم يطرح الدستور على الشعب للاستفتاء، وتتم بالتوازي مع ذلك إجراءات انتخابات الرئاسة، ليكون هناك رئيس للبلاد في 30 يونيو. وأكد مرسي أن الجميع يقدّر الدور الإيجابي الذي قامت به القوات المسلحة في حماية ثورة الشعب، وأن هذا الدور غير مسبوق في تاريخ الشعوب جميعا، وعلامة مضيئة في تاريخ مصر والمصريين، وأنه حتى بعد تسليم السلطة لحكم مدني منتخب، فإنه سيكون للجيش دور كبير في حماية هذه السلطة؛ لأنه لا دولة بدون قوات مسلحة وجهاز شرطة وطنيين. وأضاف مرسي أن حزب الحرية والعدالة يحاول وضع مشروع للدستور لتسليمه للجمعية التأسيسية حتى يساعدها ويسهل مهمتها، مشيرا إلى أن المجلس العسكري اكتسب شرعيته من الشعب يوم 11 فبراير الماضي، وسقط الدستور والنظام والبرلمان القديم، وأن الحزب ضد من يحاول هزّ هذه الشرعية؛ لأن ذلك سيؤدي إلى الفوضى. وتساءل مرسي قائلا: "ما الفرق بين أن تبدأ إجراءات انتخابات الرئاسة يوم 23 فبراير أو 15 إبريل؟"، مؤكدا رفضه وحزبه لصدور إعلان دستوري جديد حتى ولو كان فيه بعض المصلحة؛ لأنه سيفتح الباب للفوضى، وكذلك لأي نوع من أنواع الوصاية على الشعب بوضع شروط أو معايير لاختيار أعضاء الجمعية التأسيسية. وأشار إلى أن المجلس العسكري سلّم شرعية التشريع بخطاب رسمي إلى مجلس الشعب المنتخب يوم 23 يناير الماضي، وبالتالي أيضا تكون الحكومة ممثلة للبرلمان؛ لأنه لا يمكن أن تكون غير معبرة عن الأغلبية، موضحا أن هناك مشاورات ونقاشا دائما حول وضع القوات المسلحة في الدستور القادم، وأن المجلس العسكري أكد أن دورها لن يختلف عنه في الدستور القديم. وأضاف مرسي أنه رغم وجود أخطاء وسلبيات في إدارة المرحلة الانتقالية، لكن يجب علينا جميعا حراسة اتجاه الشرعية ويجب ألا نتجاوزه. ورأى الدكتور محمد مرسي أن موقف الحزب لا يُعتبر دفاعا عن المجلس العسكري، ولكنه من دافع الخوف على الوطن وحمايته من الدخول في نفق مظلم، متسائلا عن ماهية الشرعية التي يمكن وجودها الآن إذا سقطت شرعية المجلس العسكري؟ وأكد محمد مرسي أن ما وقع في بورسعيد حادث أليم وأدمى قلوب المصريين، وأنه مدبر من قبل أذناب النظام السابق بأموالهم والبلطجية. وشدد على أن حزب الحرية والعدالة لن يتردد أو يتقاعس عن تشكيل حكومة جديدة، في حال تم سحب الثقة من حكومة الجنزوري أو إقالته، مشيرا إلى أن ذلك يعد مسئولية كبيرة ولن يقوم بها حزب بمفرده، ولكن لا بد من اختيار كفاءات بغض النظر عن انتماءاتهم السياسية؛ لأن المرحلة خطيرة وتحتاج لحكومة قوية قادرة على قيادة هذه المرحلة والوصول بمصر لبر الأمان.