كتبت: شيماء عمرو الأسد لا يزال يخطط لاستنزاف أرواح شعبه؛ ففي الوقت الذي رفضت فيه حكومته قرارات الجامعة العربية لحل الأزمة السورية؛ يكشف عن إتمام صفقة استيراد 36 طائرة تدريب قتالية من طراز "ياك "130 من روسيا، والتي تقدر قيمتها بحوالي 550 مليون دولار (تقريبا 15.3 مليون دولار للطائرة الواحدة). الدولتان كانتا قد أنهيتا المباحثات التمهيدية لتلك الصفقة في شهر ديسمبر الماضي (أي بعد اجتياح الربيع العربي لسوريا)، ومن ثمّ تبع ذلك التوقيع على العقد بصيغته النهائية؛ بحسب صحيفة "كوميرسانت" استنادا إلى مصدر في مؤسسة "روس أبورون إيكسبورت". تلك هي خطة الإصلاحات الشاملة التي أعلن عنها بشار والتي تجاهلتها الجامعة العربية: "هذه الإصلاحات التي تفتقد إليها العديد من الدول العربية التي قادت الحملة العدائية ضد سوريا"؛ بحسب ما ذكر مصدر لم يكشف عن هويته لوكالة الأنباء السورية "سانا" الرسمية. وزراء الخارجية العرب كانوا قد أقروا بالإجماع مساء أول أمس (الأحد) مبادرة عربية لحل الأزمة السورية، وقرروا رفعها إلى مجلس الأمن الدولي؛ طلبا لدعمها، مؤكدين حرصهم على تجنب أي تدخل عسكري. إلا أن مسئول حكومي لم يكشف عن هُويته، وصرح لوكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا" أمس بأن "دمشق تعتبر هذه القرارات انتهاكا لسيادتها الوطنية وتدخلا سافرا في شئونها الداخلية، وخرقا فاضحا لأهداف إنشاء الجامعة العربية، بالإضافة إلى تناقضها مع مصالح الشعب السوري! كما أنها تتجاهل عن عمد الجهود التي بذلتها سوريا في تنفيذ ما اعتبرها المسئول السوري إصلاحات شاملة".
وزراء الخارجية الأوروبيين المجتمعين في بروكسل أقروا أمس فرض عقوبات جديدة على سوريا تشمل 22 من أعضاء الأجهزة الأمنية، وثماني منظمات سيتم الإعلان عن أسمائهم اليوم؛ بسبب استمرار قمع الحركة الاحتجاجية؛ لتطال الإجراءات الأوروبية حوالي 150 شخصا ومنظمة مرتبطة بنظام الرئيس السوري؛ بحسب ما أفاد به المكتب الصحفي لمجلس الاتحاد الأوروبي. وتعتبر هذه السلسلة ال11 من العقوبات التي تستهدف شخصيات أو شركات، وتشمل تجميد الأصول، ومنع منح تأشيرات السفر إلى أوروبا. روسيا هي الأخرى قد أصدرت وزارة خارجيتها بيانا أمس؛ تؤيد فيه مواصلة الجامعة العربية جهودها في سوريا سلميا ودون تدخل أجنبي. موسكو أكدت أنه لا يجوز السماح بانحدار الوضع إلى نزاع مسلح واسع؛ وحتى الحرب الأهلية على خلفية طائفية إثنية، وأنها على قناعة بأن لهذا عواقب مأساوية بالنسبة لسوريا والمنطقة كلها؛ بحسب ما ذكرته وكالة إيتار- تاس الروسية. فهل يمكن أخذ تصريحات روسيا على محمل الجد بعد صفقة الطائرات التي صدرتها للأسد؟! واعتبار بيان وزارة خارجيتها تراجعا عن موقفها بشأن سوريا في مجلس الأمن؛ لعدم تكرار الأخطاء التي ارتكبتها بعض دول الغرب خلال الربيع العربي. من جانبه صرح محمد أحمد الدابي -رئيس بعثة المراقبين العرب في سوريا- خلال مؤتمر صحفي عقده أمس في القاهرة بأن حدة العنف بدأت تهدأ تدريجيا بعد بدء عمل بعثة المراقبين في سوريا؛ إلا أن اختلاف الموالين للأسد ومعارضيه حول نية البعثة كان سببا ل"مناوشات ساخنة" شارك فيها بعض المراقبين؛ فالموالين يتهمون المراقبين بأنهم جاءوا لإيجاد ذريعة للتدخل الخارجي في شئون بلادهم، بينما يقول المعارضون إن هدف البعثة هو تمديد عمر النظام السوري. كارول بوغيرت -نائبة مدير منظمة "هيومان رايتس واتش"- صرحت في لقاء مع قناة "روسيا اليوم" بأن النظام السوري لم ينفذ الالتزامات التي فرضتها عليه الخطة العربية لتسوية الأزمة السورية، لافتة النظر إلى عدم سحب دمشق آلياتها العسكرية من المدن، ومواصلتها عمليات الاعتقال والعنف والقتل للمتظاهرين. هيومان رايتس واتش كانت سعيدة في البداية لإرسال بعثة المراقبين العرب إلى سوريا؛ إلا أنها في الوقت ذاته تشعر بقلق منذ البداية من سجل رئيس البعثة الجنرال السوداني محمد الدابي المشتبه بارتكابه جرائم في دارفور، وأكدت ضرورة وصول المراقبين إلى طرفي النزاع، وألا يكون المسئولون السوريون بمرافقة البعثة في جميع الأماكن، ومراقبة تحركاتها بحسب بوغيرت.