شهد أول أيام معرض القاهرة الدولي للكتاب غيابا كبيرا من الجمهور الذي اعتاد الحضور إلى المعرض سنويا، فكانت طرقات المعرض شبه خالية إلا من عدد قليل جدا من الزوار، بينما ما زال الناشرون يجهّزون أماكن العرض الخاصة بهم. وكانت هناك حالة سخط كبيرة بين الناشرين الذين فوجئوا بضعف الإقبال على معرض الكتاب، وعلّق محمد سامي صاحب دار ليلى للنشر: "المعرض شهد في أول أيامه ضعفا كبيرا في الإقبال، حتى إن العربات التي كانت تكرّس نفسها للذهاب إلى المعرض لم تتواجد تقريبا، ولا يعرف أحد أن هناك معرضا للكتاب". وأرجع سامي هذا الأمر إلى سوء الدعاية الذي شهده المعرض هذا العام، وعدم الاهتمام به تقريبا، وأن الأحداث السياسية الموجودة على الساحة تسببت في اختفاء أغلب رواد المعرض. بينما عبّر محمد جميل -أحد الناشرين في المعرض- عن تفاؤله بالأيام القادمة، وأن أغلب الجمهور يعلم أن المعرض في يومه الأول لا يكون مخصصا للجماهير، لذا فإن أغلبهم مع هذا الجو البارد لم يحضر. بينما أكد أحد زوار المعرض القلائل أن أغلب من يعرفهم قرروا النزول في اليومين اللذين يسبقان يوم 25 يناير؛ حتى يشتروا ما يريدونه من كتب؛ لأنهم لا يضمنون وجود المعرض بعد أحداث هذا اليوم. ويعتمد العديد من الناشرين على معرض الكتاب في مبيعاتهم؛ حيث يمثل معرض الكتاب نسبة 60% من مبيعاتهم طوال العام، وقد تسبب إلغاء المعرض العام الماضي في اختفاء عدد من دور النشر الصغيرة التي تعتمد على المعرض بشكل كبير. وكان الدكتور كمال الجنزوري -رئيس الوزراء- قد قام أمس بافتتاح معرض الكتاب مع الدكتور شاكر عبد الحميد -وزير الثقافة- ومعهما وزير الثقافة التونسي ممثل الدولة الضيف هذا العام. وقد تعرّض معرض الكتاب هذا العام لعدد من المشكلات؛ منها نقله من قاعة المؤتمرات إلى أرض المعارض مرة أخرى، على الرغم من وجود بعض الإصلاحات في أرض المعارض، ومنها عدم تحديد موعده بشكل دقيق حتى فترة قريبة، مع وجود تهديدات بخروجه من الخطة الدولية لو حدث أي تأجيل أو إلغاء له هذا العام.