بعد ما يقارب العام من ظهور الجزء الأول من سلسلة "Twilight" أصبحت السلسلة بالفعل واحدة من أهم السلاسل التي صدرت سينمائيًا على الإطلاق، وذلك رغم أننا نتحدث اليوم عن الجزء الثاني فحسب من سلسلة أربعة أجزاء. وقد امتلأت السنة الماضية بأخبار المشاهير الذين يقومون بأدوار في السلسلة، فتجد بأن هناك أخبارا لا تنتهي عن الفتى تايلور لوتنير ذي ال15 عامًا، والذي ظهر بدور صغير في الجزء الأول، وهل هو مناسب كي يقدّم دورًا أكبر في الجزء المقبل؟ ثم تجد ملايين المقالات التي تتحدث عن قضائه ست ساعات في اليوم في الجيم يتمرن، ثم ظهوره أخيرًا بمجموعة من العضلات تناسب رافع أثقال ولا تناسب مراهقا صغيرا مثله.
ولا ننسى طبعًا الملاحقة شبه العمياء للممثل روبرت باتينسون، والذي تحول إلى واحد من أهم ممثلي هوليود مؤخرًا؛ فقط لأن يتمتع بدور مصاص الدماء شديد الخصوصية والجمال (إدوارد) في هذه السلسلة.
سلسلة "Twilight" أكدت أن مايرز لا تجيد الكتابة مطلقاً! دعك من كل هذا الهراء وتعالَ لأحكي لك ما حدث في الجزء الثاني من السلسلة: بعد أن تعرفت بيلا على إدوارد مصاص الدماء في الجزء الأول، وأصبحا متحابين، واكتشفت بأنه لا يشرب دماء البشر بل دماء الحيوانات فحسب؛ لأنه مصاص دماء طيب، مرت الشهور عليهما وهما في أجمل لحظات حياتهما.
المشكلة الوحيدة هاهنا أنه سيتركها بعد أيام معدودة، أنا وأنت نعرف ذلك؛ لأننا ندرك بأن هناك مشكلة ستحدث في أي فيلم؛ وإلا سيكون أقرب إلى فيديو عائلي لأجمل الذكريات يشاهده مجانين الحب هؤلاء بعد سنوات.
وبالفعل يترك إدوارد بيلا بعد حادث غريب جعل أحد أقرباء إدوارد على وشك أن يلتهم الفتاة المسكينة. بيلا تظن أن إدوارد تركها؛ لأنها إنسانة بسيطة؛ في حين أن إدوارد يتركها؛ لأنه لا يريدها أن تتأذى.
بعد شهور من العزلة تقضيها بيلا في السرير دون حراك، تقرر أن تذهب للقاء جايكوب، وهو ابن أحد اصدقاء أبيها؛ طبعًا بيلا هي مغناطيس لكل ما هو مرعب ومخيف وأسطوري، ستكتشف مع مرور الفيلم بأن جايكوب في الواقع هو رجل مستذئب، وأن مهمته في الحياة هي اصطياد مصاصي الدماء.
هل تظل بيلا مع جايكوب وتحبه إلى الأبد؟ هل سيعود إدوارد مرة أخرى؟ كلها أسئلة يجيب عنها هذا الفيلم.
شخصة "بيلا" تعد مشكلة في حد ذاتها نظراً للرسالة التي تقدمها بيلا لهؤلاء الفتيات!
هل تجيد مايرز الكتابة؟ حاولت أن أتذكر طوال الساعة الماضية قائل العبارة التالية؛ ولكنني لم أستطع، أعتقد بشدة أنه أحد مخرجي هوليود في مقابلة صحفية على واحد من مواقع الإنترنت؛ ولكنني لا أستطيع أن أجزم بذلك.
العبارة قيلت كالتالي: "الفرق الوحيد بين ستيفن مايرز كاتبة سلسلة "Twilight" ورولينج كاتبة سلسلة "Harry Potter" هو أن مايرز لا تجيد الكتابة على الإطلاق".
وأعتقد بشدة أن هذا الكلام واقعي جدًا؛ بل ومن أكثر الملاحظات دقة في نقد ما كتبته ستيفن مايرز؛ فبعد أن تحملت قراءة ثلاثة كتب من أصل الأربعة كتب التي قدمتها مايرز في سلسلة "Twilight" أستطيع أن أؤكد بأن مايرز -بالفعل- لا تجيد الكتابة على الإطلاق.
فمايرز في كتبها تحاول جاهدة أن تبتعد قدر الإمكان عن المناطق المتشابكة في الأحداث، وتهرب منها دائمًا مقدمة إياها عبر تقديم نتائجها فحسب، دون الخوض في تفاصيلها نفسها، لتجد بأن معركة دامية بين قطيع من الرجال المستذئبين ومجموعة من مصاصي الدماء قد تم تجاهلها تمامًا، ولم نسمع عن تفاصيلها أكثر من أنها قد انتهت لصالح مصاصي الدماء، في حين أن مايرز تقضي الساعات والصحفات والفصول تتحدث عن دواخل بيلا، ومحبتها لإدوارد مصاص الدماء الطيب، ورغبتها في أن تبقى معه إلى الأبد.
المشكلة في هذا أن بيلا لا تتطور، لا يوجد -في الواقع- أي من التطور لأي من الشخصيات في سلسلة الكتب، وهذا ما ينعكس بشكل واضح على سلسلة الأفلام التي لا تعتمد على الإطلاق على الحبكة في تقديم أفلامها قدر اعتمادها على الخيوط الرومانسية، وحب المراهقين، ورغبة بعض الفتيات في دخول عالم من الفانتازيا عندما يقعن في حب مصاص دماء لديه الاستعداد لأن يفعل أي شيء من أجلهن.
لم يعد أحد يهتم إن كان الممثلون الثلاثة يجيدون التمثيل أم لا! مشكلة أخرى في سلسلة أفلام "Twilight" وفي شخصية بيلا بالذات، هي الرسالة التي تقدمها بيلا لهؤلاء الفتيات؛ فطوال أحداث السلسلة نجد بأن بيلا هي فتاة لا تهتم بدراستها، تقع في حب مصاص دماء وتصبح على استعداد للتخلي عن العالم كله من أجل حبها هذا، عندما يتركها ويرحل تقرر أن تقفز من فوق منحدرات صخرية نحو البحر وحيدة في حركات انتحارية فقط كي تستطيع أن تراه مرة أخرى، تطالبه بأن يحولها هي أيضًا إلى مصاصة دماء (رغم أنه مصرّ على أنها قد تخسر روحها في تلك العملية) فقط كي تظهر في الثامنة عشرة من عمرها إلى الأبد بجانبه، تتجاهل دراستها تمامًا، فلا نراها لا في الأفلام ولا في الكتابة وهي مهتمة بأي من أمور المدرسة، بل تحاول جاهدة التهرب من الجامعة؛ لأنها -ببساطة- ستبعدها عن حبيبها اللطيف، بيلا هي فتاة بلا أي حول أو قوة، تترك كل شيء لرجلها كي ينفذ ما يراه مناسبًا؟ هي ليست محور الأحداث وليست محركة الأحداث! هي فقط ردة فعل على كل ما يقوم به حبيبها مصاص الدماء.
أليست هذه رسالة مدمرة لعقلية أي فتاة في السينما تتقافز كلما ظهر إدوارد وهو عاري الصدر ويحاول أن ينقذ بيلا من أي خطر؟! ما الذي سيدور في عقلهن وما الذي ستتعلمنه من هذا الفيلم عدا أن مصاصي الدماء قد يكونون خيرين؟! لا أستطيع أن أتصور هذا للحظة!
بعيدًا عن كل هذا الهراء، فيلم "New Moon" استطاع أن يكون أكثر نجاحًا بكثير من الجزء الأول من السلسلة "Twilight"، وذلك لسبب بسيط: المخرج الجديد كريس ويتز، والذي قدم لنا مجموعة من أجمل الأفلام منها "The Golden Campass" و"About a Boy"، استطاع أن ينتبه إلى نقاط الضعف في كتاب اليوم، ويتجاوزها مقدمًا المزيد من الحركة والأكشن في الفيلم، وجاعلاً من الساعتين التي قضيناها ونحن نشاهده ساعتين محتملتين؛ إذ تستطيع أن تلاحظ قدرته على تقديم الأكشن والحركة مع موازنتها بتقديم الحبكة الرومانسية التي لفتت أنظار الجميع قبل ذلك في سلسلة الكتب، جاعلاً من ذلك موازنة مميزة وناجحة ما بين ما يريده المشاهد وما يستطيع هو كمخرج أن يقدمه.
هذا الأمر لا تراه في الجزء الأول من السلسلة؛ حيث كانت المخرجة كاثرين هاردووك التي قدمت الجزء الأول أكثر أمانة في نقل الكتاب دون أن تغير من أحداثه شيئاً؛ مما قلل من حجم المتعة البصرية في الفيلم؛ فمايرز لا تجيد كتابة المشاهد البصرية قدر إجادتها لكتابة مونولوجات طويلة عن الحب الذي تكنه بيلا لمصاص الدماء إدوارد.
الممثلون الثلاثة روبرت باتينسون وكريسيتين ستيوارت وتايلور لوتنر لم يعد أحد يهتم إن كانوا يجيدون التمثيل أم لا، فثلاثتهم أصبحوا علامات إثارة واضحة بمجرد ظهورهم في أي مكان، تتناولهم قصص الصحف والمجلات وتبثها للمراهقين الذين ينتظرونها دون اهتمام بالتفاصيل، ثم في الواقع من يريد حقًا أن يعرف إن كان تايلور يجيد التمثيل؛ في حين أنه يجيد خلع قميصه في أغلب مشاهده في الفيلم كي يظهر ساعات التمرين التي قضاها قبل الفيلم؟
الفيلم بشكل عام يستحق الدخول لو أنك من محبي سلسلة كتب "Twilight"، أما لو أنك لا تعرف عن تلك السلسلة شيئاً، وسمعت بأنه فيلم "رعب" فهذا ليس حقيقيًا على الإطلاق، هو فيلم رومانسي بمعنى الكلمة، فلا تدخله مهما كانت الأسباب؛ إلا لو كنت فتاة مراهقة متقافزة أو من محبي سلسلة الكتب.
تعرف على أبطال الفيلم: نيو مون * كلام في الفن اضغط على الصورة لمشاهدة الجاليري: