انقسم كتّاب اليوم حول الموضوعات التي تناولوها؛ فبعضهم اهتمّ بالبحث حول أدلة إدانة مبارك ووزير داخليته وأعوانه، والبعض الآخر تحدث عما يتمنى حدوثه بين يومي 23 و 25 يناير المقبلين، والبعض الثالث أخذ يدعو أهل الرأي والفكر والسياسة إلى أن يكونوا على درجة من الوعي بأن الصراع والتطاحن والشطط الذي يسيطر عليهم قد يجعلهم يتحاكمون إلى العنف المؤدي إلى الدماء، وهو الطريق الذي اختارته أوروبا. لكل من قالوا إن "مبارك بريء".. تهمة القتل ثابتة عليه في مقالته "تهمة القتل ثابتة" بجريدة الشروق اهتم الكاتب فهمي هويدي بأن يجمع أدلة إدانة مبارك، ردا على جميع مَن قال إن مرافعات النيابة في محاكمته كانت تحمل كلاما إنشائيا، ولم تحمل أي أدلة إدانة. وأكد هويدي أن صريح نصوص الدستور الذي كان معمولا به إبان أحداث الثورة يكلف كل مسئول عن أمن الوطن؛ سواء أكان رئيس الجمهورية أو رئيس وزراء أو وزير داخلية أو حتى قيادات الداخلية التي كانت مخوّلة في التصرف بالحفاظ على حياة وأرواح المواطنين، بأن يتخذ من الإجراءات ما يكفل هذا الهدف. وأشار إلى أن عنصر التكليف القانوني قائم بلا ريب في حق كل منهم، ويتعين بمقتضاه أن يبذل من المجهود ما يحقق الحفاظ على حياة الأفراد وسلامتهم. وأضاف هويدي: "بقي بعد ذلك أن تتولى سلطة التحقيق والمحاكمة الوقوف من الوقائع الثابتة لديها على علم الرئيس أو الوزير أو المسئول -أيا كان- بوقوع الاعتداء على الحياة الخاصة أو السلامة البدنية، وثبوت قعودهم عن واجبهم الوظيفي"؛ موضحا أن موقف المسئول هنا يختلف في تحديد مسئوليته؛ فهو إن قاده الإهمال وعدم المبالاة إلى هذا القعود، سُئِل عن جريمة غير عمدية.. أما إذا تعمد القعود بالفعل سُئل عن جريمة عمدية، وإذا كان قعوده العمدي قُصِد به التمكين للمعتدي من بلوغ غايته في القتل أو الإصابة سُئل عن النتيجة التي وقعت جراء ذلك. وشدد في نهاية مقالته على أن "تهمة القتل ثابتة بحق الرئيس السابق ووزير داخليته وأعوانه؛ حتى لو أنكروا إصدار أوامرهم بذلك؛ لأن عدم إصدارهم الأوامر بإيقاف القتل جريمة تُدينهم أيضا". تنصيب الميزان الشعبي في 23 و 25 يناير "بين 23 و 25 يناير.. 48 ساعة ندعو الله سبحانه وتعالى أن تمرّ على خير من أجل مصر"؛ هكذا كتب الساخر جلال عامر مقالته في جريدة الشروق بعنوان "نصيحة". وأضاف عامر أن هذين اليومين هما "الأمل والمنى والعروس، واللي يحبنا ما يضربش نار عندنا"، وأتبع: "هناك فريق غاضب مما يحدث وفريق غاضب ألا يحدث.. فريق رومانسي قدّم الروح، وفريق واقعي قدّم المهر.. فريق فضّل أن يهتف للوطن، وفريق فضّل أن يهتف للمرشح". وأشار إلى أن هذه ال48 ساعة.. هي ساعات حاسمة للثورة واختبار حقيقي للثوار، يعرف الناس فيها مَن كان يستحق العروس، ويقارنون بين أداء البرلمان الوهمي ونداء الميدان الحقيقي، وسوف يُنصب الميزان الشعبي؛ حيث المهر في كفة، والروح في كفة.. مضيفا: "لا تصدقوا أن العروسة للعريس والجري خلف المتاريس؛ ولكن قدموا النموذج والمُثل لاستعادة الثقة أمام أهل العروسة قبل حضور المأذون؛ فلا يزال هناك متسع من الوقت لإعادة المهر وشرب كوب من الشربات". وأنهى مقالته قائلا: "الفرق بين الأتوبيس والإنسان، أن الأتوبيس فيه سواق، وكمساري، ومفتش، ونشال وبيعمل حوادث؛ لكن الإنسان فيه عقل ويصنع الأحداث". لا بد أن نجعل مناسبة كتابة دستورنا فرصة للتوافق الذي لا يعني الإجماع معتز بالله عبد الفتاح.. قدم من خلال مقالته -"دعوة للتعقل" في جريدة الشروق- رسالة واضحة وصريحة لأهل الرأي والفكر والسياسة في مصر؛ مغزاها أن عليهم أن يكونوا من الوعي بأن الصراع والتطاحن والشطط الذي يسيطر عليهم قد يجعلهم يتحاكمون إلى العنف المفضي إلى الدماء، وهو الطريق الذي اختارته أوروبا، وعاشت فيه لسنوات. واختتم مقالته بأن "المطلوب هو الكثير من الحوار والاستعانة بأهل العلم والخبرة والفلسفة والتفكير العقلاني المتوازن، وعدم الاستجابة لأهل الشطط والمبالغة والتصعيد والإقصاء، ولا تمجيد لأحد أو انتقاص من أهلية أحد؛ وإنما لا بد أن نتعلم من تجارب الآخرين، ولا بد أن نجعل مناسبة كتابة دستورنا القادم فرصة للتوافق الذي لا يعني الإجماع؛ وإنما يعني الخلاف المتحضر".