العلاقة الرائعة بين البرتغالي مانويل جوزيه -المدير الفني للقلعة الحمراء- وجماهير الأهلي تستحقّ الدراسة؛ فهل نتذكّر الموقف الإنساني الجميل الذي كان أبطاله جمهور الأولتراس الرائع في مطار القاهرة عندما كان الفريق عائدا من بطولة العالم في اليابان، ولم يحقّق النتائج المرجوّة، وبدلا من أن يقابلوا الفريق والخواجة بالبيض والطماطم، قابلوهم بالهتاف والتشجيع الهيستيري، ليؤازره في هذا الموقف الصعب، وهو أمر ليس بغريب على جمهور الأهلي الذي يقف بجوار الفريق مع اهتزاز في المستوى، وهو ما حدث كثيرا في الفترة الأخيرة. ومما لا شك فيه أن الخواجة يُثبت يوما بعد يوم أنه أصبح مصريا 100%، وظهر ذلك جليا من خلال الموقف المحترم الذي اتخذه مع بقية أعضاء الجهاز الفني في مواساة جماهير الأهلي في فقيدهم الشاب محمد مصطفى الذي رحل قبل 24 ساعة من إقامة مباراة المقاصة، مؤكّدا أنه "ابن بلد بصحيح" بارتدائه هو والجهاز البرتغالي ومعهم محمد يوسف وأحمد ناجي قمصان رُسمت عليها صورة المشجّع الشهيد محمد مصطفى، وكُتب أسفلها عبارة (R.I.p)، والتي تعني "ارقد بسلام"، وكَتَب عليها الفترة الزمنية التي عاشها المشجع الشهيد (1992 - 2001). وقبل بداية المباراة وأثناء عملية الإحماء توجه الجهاز الفني واللاعبون حاملين الورود إلى الجماهير التي اتشحت بالسواد، وقدمتها إليها. وعقب نهاية المباراة لم ينشغل الخواجة بالفوز والنقاط الثلاثة؛ فتوجّه للمدرجات لاحتواء احتقان وغضب الجماهير وهتافاته ضد الأمن، وقام بخلع "الجاكيت" الذي يرتدينه لتظهر الفانلة المطبوع عليها صورة المشجع الشهيد، وأخذ يضرب على قلبه في إشارة إلى تضامنه من الجماهير الحمراء الحزينة على زميلها لتردّ الجماهير تحية الساحر البرتغالي وتغادر المدرجات بسلام دون تجاوزات أو أزمات. الغريب أن البعض رأى أن جوزيه قام بهذه الحركة بهدف الاستقواء على كل معارضيه الذين انتقدوه مؤخرا، واتهموهم بأنه يحصل على عمولات في أي لاعب ينضمّ للأهلي.