كتب: دعاء حسين الشبيني كلنا سمعنا كلمة فلول، ودخلت مصطلحاتنا اللغوية، وأصبحت كلمة معتادة يتم المزاح بها بين الأصدقاء، حين يتهم أحدهم الآخر بأنه "فلّ". وفي ذات الوقت الكل يتساءل من هم الفلول؟؟ وهل تنطبق الكلمة على كل من ينتقد موقفا للثورة، ولا على اللي بيعمل ضدها، ولا الأشخاص اللي قاموا بتغيير مواقفهم بعد سقوط النظام السابق ولا... ولا... كمان الخوف من الفلول في المرحلة دي خاصة مع اقتراب الانتخابات أصبح ملحا بشدة، فكلنا مرعوب من إن الفلول يعيدوا تصدير نفسهم، وأن يدخلوا المجلس بشكل جديد، ولكن بنفس الأفكار والمواقف.. وعلشان كده هنعرض لك دلوقتي مين هما الفلول وتلاقيهم إزاي.. وتعرف إن هما فلول أكيد بأي طريقة.. وطبعاً عليك أنت إنك تحمي البلد منهم مش بس بإنك تمنع عنهم صوتك في الانتخابات.. لكن كمان تحذر منهم عيلتك وأصحابك وتطبق مبدأ: "اعرف الفلّ وعلّم عليه"! الفلول مش هم كل شخص ما وقفش جنب الثورة أو خاف منها في الأول؛ لأن فيه ناس كانت بسيطة جدا وخايفة على البلد والاستقرار، والإعلام لعب في دماغهم وخوّفهم أكتر، وعلشان كده هتلاقيهم واخدين موقف مش حلو من الثورة، ومتخيلين إنها خربت البلد، الناس دي لا ليها مصالح ولا بتحارب علشان تفسد الثورة علشان مكسب خاص، هما بس مش فاهمين صح، ووظيفتك إنك تفهّمهم بشكل مافيهوش تعالي ومن غير فذلكة، لكن ببساطة رغم إنهم مش فلول حاذر تدّيهم صوتك وهما لسه على فهمهم الخاطئ. كمان الشخص اللي بينتقد مواقف للثورة مش فلول خالص؛ لأ ده ربما كان ثوري كمان، مش معنى إن حد يختلف معانا في الموقف إنه يبقى عدو، خاصة لو كان متفق في المبدأ ومالوش غرض أو مصلحة إلا رفعة البلد.. الشخص ده تناقشه يا يقنعك يا تقنعه، وإن اقتنعت براحتك تقدر تدّيله صوتك. نيجي بقى لأول الفلول، وده كان شخص ليه علاقات ممتازة مع شلة النظام السابق بالتدريج كده وانت بتنزل من أول مَن لهم علاقة مباشرة مع الرئيس المخلوع لحد أصغر موظف كان في المحلّيات وشغال رشوة على ودنه، وفجأة سيل المصالح ده اتوقف بسبب الثورة، لحد ما توصل في النهاية لبلطجية تقفيل لجان الانتخابات وضرب المعارضين اللي حالهم وقف.. كل دول طبعاً فلول، ولكن بعض الفئات منهم أو من المتعاونين معاهم داخلين الانتخابات دلوقتي معتقدين إنهم ممكن يلحقوا حاجة من اللي ضاعت.. وعلشان كده لازم تكون واعي وتعرف كويس مين المرشح ده وتاريخه إيه، كان مع مين قبل كده ودلوقتي مع مين. مرحلة أعلى بقى من الفلول وهما اللي غيّروا جلدهم، فتلاقيهم كانوا من أقوى مؤيدي النظام السابق، لأ دول كانوا رجّالته وبيتكلموا باسمه، كنت تلاقيهم في مؤتمراته وفي حزبه المنحلّ، وربما كمان في لجنة سياساته، وكان بيسبّح بحمد النظام ليل نهار، ده حتى مع بداية الثورة كان شغال سبّ وقذف في الثوار، إن ماكانش من اللي ضربوهم كمان وكانوا أبطال في موقعة الجمل مثلاً، دول فجأة بقى تلاقيهم بقوا من الثوار بقدرة قادر، خلعوا عباية النظام ولبسوا عباية الثورة، عملوا أحزاب باسم الثورة نفسها، وصدّروا أنفسهم كمدافعين عن الديمقراطية متخيلين إننا مش هنعرفهم بزيهم التنكري، دول بقى تهرب منهم هروبك من أسد جعان بيجري وراك؛ لأنهم مستعدين يفترسوا الأخضر واليابس. آخر حاجة هندردش فيها سوا النهارده مع الفلول هي: تلاقيهم فين الفلول دول في الانتخابات؟! خلي بالك.. الفلول في الانتخابات نوعين: فلول داخل أحزاب.. ودول تسللوا لبعض الأحزاب المعروفة وانضمّوا لها، إما عن طريق إغراء الحزب بالمادة أو بمكانة الشخص "الفِلّي" ده في قريته أو دايرته، أو بعصبيته وعيلته الكبيرة مثلاً أي هتقدر تكتسح أصوات -زي ما بيصور هو- وده نوع خطير جداً؛ لأنك ممكن تنتخب حزب أنت عارف إنه مش فلول وتكتشف أن على قوائمه فلول، وتبقى بكل أسف شاركت بدخول "فل" للمجلس من غير ما تشعر. وحلّ ده إنك ماتكتفيش بأنك تختار قائمة حزب، لأ لازم تعرف مين الأشخاص اللي على القائمة دي، وخلفياتهم إيه بالضبط. أما النوع التاني فهو أحزاب الفلول.. ودول واضحين هتلاقيها أحزاب جديدة نشأت بعد الثورة، ومؤسسوها وأبرز من فيها هم أعضاء في الحزب المنحلّ والحكومة السابقة ورجال مبارك، من الآخر هتلاقي شعاراتهم برّاقة وبرامجهم حلوة أوي، لكن إنت صاحي وعارف إننا مابقيناش بناكل من الكلام ده. إحنا في فترة حرجة من مستقبل بلادنا وعلينا عبء مهم إننا نحترم صوتنا ونعرف إنه فعلاً أمانة مش مجرد شعارات، وندّيه للي يستحقه بجدّ واللي قلبه على البلد بحق وحقيقي.