التقى برنامج "الحياة اليوم" -والذي استمرّ حتى الساعات الأولى من صباح اليوم (الجمعة)- فضيلة الشيخ الدكتور علي جمعة -مفتي الجمهورية- وذلك في حوار خاص تحدّث فيه عن فريضة الحج، وعن الفتنة الطائفية، وحقيقة الخلاف القائم بينه وبين الشيخ أبو إسحاق الحويني. في بداية الحوار طالب فضيلة المفتي الحجاج المصريين بأن يدعوا لمصر؛ قائلا: "لا تنسوا مصر من الدعاء عند بيت الله الحرام وباقي المناسك؛ فمصر في حاجة لدعائكم"، مُهنّئا الشعب المصري بحلول العشر الأوائل من شهر ذي الحجة. وعن الفتنة الطائفية، أكّد الدكتور علي جمعة أن السبب في الأحداث السابقة هو افتقاد الشعب المصري للتعليم؛ قائلا: "الدين لا يتجزّأ من هوية الشعب المصري، وما جعلنا نصل إلى هذه المرحلة هو تراجع التعليم، ولو كنا شعبا متعلما لما ظهرت هذه المشكلة، ولو رغبنا في أن نفتح صفحة جديدة فعلينا بالتعليم". وأضاف: "القبطي المصري أقرب إلى المسلم المصري من المسلم الأندونيسي والماليزي". أما عن خلافه مع الشيخ أبو إسحاق الحويني، أوضح فضيلته أن عدد مَن أيّدوا الشيخ الحويني لم يزيدوا على 2000 مؤيّد، في حين أن عدد الأشخاص الذين أيّدوه في تظاهرة اليوم زادوا على 10.000 شخص. وأشار مفتي الجمهورية إلى أنه يجب وضع الفارق بين علوم الدين والتديّن في الاعتبار، وكذلك وضع الأمور في يد القانون؛ قائلا: "الحل الآن بين يد القضاء أو الاعتذار؛ لأنني من الممكن أن أتنازل عن القضية لو اعتذر الطرف الآخر عمّا بدر منه". وأضاف، متسائلا: "هل ندعو الناس للرحمة والتسامح ولا نتسامح؟! ولكن إن ظلّ الشيخ الحويني مقتنعا بأنه لم يُخطِئ فموعدنا مع القضاء". وأتبع: "أتعجّب من أقوال الآخرين حينما يقولون أحاديث عدة على لساني، كما حدث مع حفيد الرئيس السابق عندما قلت إن الطفل المسلم يدخل أهله الجنة، قالوا إنني أقول هذا من أجل الرئيس.. أليس هذا بكلام سيدنا النبي أم جئت به من عندي؟!!". واستطرد: "ما يحدث معي قلة أدب، وأتساءل ما هذه القسوة التي أتعامل بها؟!! وقالوا وقتها إنني أعمل لدى النظام السابق، ومن قال إنني لم أفعل هذا مع أهالي أطفال آخرين؟!!". ومن ناحية أخرى تحدّث فضيلة الشيخ عن الانتخابات القادمة، واستخدام الشعارات الدينية من أجل مزيد من الأصوات؛ حيث أشار إلى أن مصلحة البلاد هي أهم شيء، وأنه يؤيّد من يعمل لصالحها، واعتراضه على استخدام الدين بالأمور السياسة قائلا: "الدين شعور وعراقة وعقيدة، ولا يمكن أن أنزل بهذه العراقة إلى أن يكون وسيلة تستخدم في السياسة". وأضاف معللا: "استخدامي للدين ينقل رسالة مفادها أن الناخب الآخر غير مسلم فلا تنتخبوه، ولكنني أنصح الناس بأن ينتخبوا من يملك برنامجا انتخابيا قويا، ولا ينخدعوا بالشعارات والشكل الخارجي". وأتبع: "علينا حماية مصر ممن يسرقون العقول بالتشدد والتطرّف، ولذلك أرى أن على الناس أن يتعلّموا كيلا يضحك أحد عليهم أو يسرقهم، وهذه نصيحتي لمن سيتولّى الحكم أو منصب سياسي أن يهتم بالتعليم"، مؤكّدا تأييده للدكتور أحمد زويل بمشروع "النهوض بالتعليم". وردا على تساؤل الإعلامي شريف عامر حول الطريقة التي تعامل بها الليبيون مع الرئيس السابق معمر القذافي، ورأي المفتي الليبي بأن القذافي مات كافرا؛ قال الدكتور علي جمعة: "ما قاله المفتي الليبي رأيه الشخصي، ولكن ما قام به الثوّار يدل على أنه قال شيء، وهم فعلوا ما هو صحيح بتغسيله وتكفينه والصلاة عليه". وأضاف، مستنكرا: "أعلم أن الرجل ارتكب الفظائع، ولكن هل سعدنا بكلام أوباما عن رقص المسلمين حول الجثث، هل هذا ما نرغب في سماعه؟!!". وأردف: "الإسلام لا يدعو للتمثيل بالجثث مهما كان، وحتى لو كان كافرا أو مشركا بالله تعالى؛ لأنه إنسان، ولا ننسى المبادئ تحت أي وطأة؛ فالعدل والرحمة وجهان لعملة واحدة كن رحيما تكن عادلا". وفي نهاية الحوار دعا فضيلة المفتي قائلا: "اللهم اغفر لنا ذنوبنا، ونوّر قلوبنا، واجمعها على الحق". متمنيا العمل بالصورة الصحيحة لحكم مصر. جدير بالذكر أن فضيلة المفتي قد أقام دعوى قضائية يتهم فيها الشيخ أبو إسحاق الحويني بسبّه وقذفه في أحد البرامج الحوارية، وهو ما اعتبره فضيلته إهانة وتقليلا من شأنه، بينما تجمّع أكثر من 10 آلاف من علماء وطلبة الأزهر في وقفة تضامنية بساحة الجامع الأزهر الشريف أمس (الخميس)؛ لدعم ومساندة علماء مصر ضد ما وصفوه بالهجمة التي يُواجهونها من بعض مشايخ السلفية.