قرر مجلس الجامعة العربية الذي انعقد اليوم (الأحد) على مستوى وزراء الخارجية العرب في ختام أعماله تشكيل لجنة عربية وزارية برئاسة حمد بن جاسم -رئيس مجلس وزراء دولة قطر ووزير خارجيتها- وعضوية كل من وزراء خارجية مصر والجزائر والسودان وسلطنة عمان والأمين العام لجامعة الدول العربية، تكون مهمتها الاتصال بالقيادة السورية؛ لوقف كافة أعمال العنف، ورفع كل المظاهر العسكرية، وبدء الحوار بين الحكومة السورية وأطراف المعارضة؛ لتنفيذ الإصلاحات السياسية التي تلبي طموحات الشعب السوري. ونفى الدكتور نبيل العربي -الأمين العام للجامعة العربية- المعلومات التي تحدثت عن قرب التوصل إلى قرار بتجميد عضوية سوريا في الجامعة بقرار عربي. وقال العربي -في كلمته التي ألقاها أمام المجلس- إن الأوضاع في سوريا لا يمكن السكوت عليها، فيما يدور من أعمال عنف وقتل مؤسفة، مؤكدا أن الجامعة العربية عليها مسئوليات إزاء الأزمة السورية، وهي الأوْلى بالتحرك والمبادرة لحل الأزمة بما يحقق تطلعات الشعب السوري في التغيير والحرية والإصلاح، ويحمي وحدة سوريا وشعبها؛ درءا للفتنة ومنعا للتدخلات الخارجية بأجمعها. وأبلغ العربي وزراء الخارجية العرب بمضمون الاتصال الهاتفي من الدكتور أحمد الطيب -شيخ الأزهر- الذي طلب فيه الاجتماع بضرورة وقف ما يحدث في سوريا من عنف. وشدد العربي على رفض الجامعة لأي تدخل أجنبي في المنطقة، واصفا ما حدث في ليبيا بأنه تخطّ لما اتُّفق عليه إذ كان القرار بداية تطبيق حظر جوي، وليس الترخيص بالقتال، معترفا بما أسماه التخطي الأممي، الذي تم في شأن ليبيا، مستبعدا الموافقة على أي قرار مشابه ضد سوريا. يُذكر أن يوسف أحمد -السفير السوري- لم يُدع للاجتماع التشاوري الذي دعا له رئيس المجلس حمد بن جاسم في مقر إقامته لوزراء الخارجية للاتفاق على البيان. وأوضح يوسف في بيانه أمام المجلس موافقة بلاده على وجود الجامعة العربية على الأرض السورية؛ للاطّلاع على حقيقة الأوضاع وخطوات تنفيذ برامج الإصلاح والمشاركة في جلسات الحوار الوطني، وفق آلية متفق عليها بعيدا عن "التحريض السياسي والتزوير الإعلامي" الذي تمارسه جهات خارجية ضد سوريا. واتهم السفير السوري بعض الدول العربية دون تحديد أسمائها في الاعتداء على السفارة السورية في القاهرة. وطالب بوقف التحريض الإعلامي من قبل بعض الأجهزة الإعلامية العربية التي تصف نفسها بالمستقلة والتي تعمل علي تجييش القوى ضد سوريا وحكي قصص وهمية لم تحدث، وعرض صور لأحياء على أنهم أموات، وتبنّي وجهة نظر واحدة. وكان مجلس الجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية العرب قد بدأ اجتماعه الطارئ مساء اليوم بمقر الجامعة برئاسة الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني -رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري- لمناقشة تطورات الأوضاع في سوريا. وكان الوزراء قد عقدوا اجتماعا تشاوريا في أحد فنادق القاهرة دون مشاركة وفد سوريا؛ لتنسيق المواقف بشأن ما سيتم اتخاذه في اجتماع مجلس الجامعة العربية.
وأكد الشيخ حمد بن جاسم أن استمرار الأزمة في سوريا يضع الجامعة العربية ومصداقيتها على المحكّ، داعيا إلى ضرورة اتخاذ قرار مناسب بشأن هذه الأزمة. وقال في الجلسة الافتتاحية لمجلس الجامعة العربية: "إننا نعقد هذا الاجتماع في ظروف حزينة مأساوية بالغة الدقة؛ نظرا لاستمرار عمليات القتل والعنف الذي تطور بصورة خطيرة في ظل عدم وجود بارقة أمل للوصول إلى حل لهذه المشكلة". وأضاف أن استمرار الوضع يحتم على جامعة الدول العربية المساهمة في حل الأزمة، واتخاذ كافة الإجراءات لوقف العنف وإراقة الدماء. وتابع: "استمرار الوضع يحمّلنا مسئولية تاريخية أمام الشعب السوري والأمة العربية، ويحتّم ذلك علينا اتخاذ موقف صريح، وإلا فإن مكانة الجامعة العربية ومصداقيتها سوف تكون على المحكّ". ويُعقد اجتماع وزراء الخارجية وسط مظاهرات تحيط بمبنى الجامعة العربية ينظمها معارضون سوريون ويمنيون، مما أجبر الوزراء على الدخول من الباب الخلفي للجامعة العربية. وطالب المتظاهرون بفرض عقوبات عربية على سوريا واليمن، كما أكد المتظاهرون السوريون تأييدهم للمجلس الوطني السوري.