استنكر د. حسب الله الكفراوي -وزير الإسكان الأسبق- اشتباكات ماسبيرو في يوم الأحد الأسود؛ متسائلًا: ماذا كان سيحدث لو تمت إقالة محافظ أسوان لإخماد الفتنة؛ ولماذا ترك قضية كنيسة الماريناب حتى وصلت إلى القاهرة، رغم أنه كان بإمكانه حلها وديا في كلمتين "الله محبة"؛ واعتبر أنه "لم يفتح عكا وكل يوم يصدر مشكلة للنظام". وقال الكفراوي إنه يبلغ الآن من العمر 81 عامًا، ولم يعد يريد شيئًا من الدنيا؛ فلم يبقَ له فيها سوى بضعة أنفاس لأداء ركعتين لله وقراءة آيتين، وتعشم أن مصر الغالية ستعبر الأزمة؛ لتصل إلى بر الأمان؛ وذلك في حوار خاص اليوم (السبت) لبرنامج "الحياة اليوم". واستذكر أزمة كنيسة العمرانية عندما طلب من زكريا عزمي -آنذاك- إبلاغ الرئيس السابق بضرورة إقالة محافظ ومدير أمن الجيزة، وكشف أنه طالب شيخ الأزهر سنة 1977 ببناء مسجد وكنيسة جنبًا إلى جنب بعد نشوب فتنة طائفية في أسيوط. وكشف أن الرئيس السابق مبارك كلمه وشخط فيه؛ معترضًا على تخصيص أرض لبناء كنيسة في 6 أكتوبر، وأنه حاول الإيقاع بينه وبين المشير أبو غزالة؛ لافتًا النظر إلى أن كلام الرئيس السابق عن الاستقرار كان كلام أولياء لكن الفعل فعل شياطين. وجزم بأن أحداث ماسبيرو كانت لمصلحة أعداء مصر في الداخل والخارج، وأقسم إن أحداث ماسبيرو ليست من صنع الجيش أو الأقباط؛ ولكن من الثورة المضادة التي لا تزال موجودة وتمارس عملها في وضح النهار؛ مشيرا إلى أن من يحاكم الآن من رموز النظام السابق "عينة وشوية صغيرين لكن لسه في بره كتير". وأشار إلى أن من سرقوا المليارات في عهد النظام السابق من غير المستبعد أن يصرفوا الملايين؛ لكي يحافظوا على أنفسهم، حيث كان شعار رجال الأعمال الذين دخلوا البرلمان "فتح عينك تاكل ملبن"، أما رجال الأعمال الحقيقيون فهم الذين يساهمون في زيادة فرص العمل وإثراء الإنتاج. وتابع: مجلس شعب 2005 و 2010 لازم يغوروا في 60 داهية علشان مصلحة مصر؛ وأبدى دهشته من وجود 55 حزبًا في مصر؛ معتبرًا أنه "شيء يخلي الأطفال تشيب". وأكد الكفراوي أنه عرف المشير طنطاوي منذ أن كان لواء في الحرس الجمهوري في عصر السادات، الذي عاش الكفراوي أحلى سنوات العمل العام في عصره -على حد قوله- وكانت له نفس الابتسامة الهادئة المتواضعة التي قابل بها الثوار في ميدان التحرير، وأعرب عن ثقته في وطنية المجلس العسكري. غير أنه رأى أن المؤتمر الصحفي الذي عقده المجلس العسكري للتعقيب على أحداث ماسبيرو لم يكن موفقا؛ مشددًا على أن دماء 25 مصريًا لا ينبغي أن تذهب هدرًا، وقال: لو كنت رئيسًا للوزارة لشكّلت مجموعة من القوات المسلحة؛ لتتعامل مع كل الأحداث التي تمر بها مصر. ونفى أي مبرر لإنكار وجود قناصة بوزارة الداخلية؛ مشيرًا إلى أن "اللي ما يتسماش" وزير الداخلية السابق (حبيب العادلي) فتح السجون واستخدم القناصة لقتل المتظاهرين.
وحيا الكفراوي شيخ الأزهر لإحساسه بالمسئولية بعد الثورة وقيامه بعمل مبادرتي: وثيقة الأزهر، وبيت العائلة، وشدد على أن مصر لا تعرف الفتنة وليست هكذا؛ لأن المصريين كلهم أقباط، والبوس والأحضان بين المسلمين والأقباط في مصر لا يحلان مشكلة أو فتنة. واعتبر أن من يتصارعون حول إسلامية أو مدنية الدولة لا بد أن يدركوا أن "مصر هي الحل"؛ مشيرًا إلى أن هناك داعية قال: "هنطبق الشريعة واللي مش عاجبه من المسلمين يروح السعودية أو ليبيا، ومن الأقباط يروح أمريكا أو كندا؛ مشيرا إلى أنه "فيه ناس كتير في مصر ينقصها الحد الأدنى من الحياء".