أشاد الكاتب والمفكّر الدكتور طارق حجي أمس (السبت) بدور الجيش المصري في حماية الثورة؛ رغم الاختلافات والمآخذ التي تقع عليه في بعض القرارات التي يقرّها من أجل البلاد، مشيرا إلى أن المجلس العسكري قد استعجل استفتاء التعديل الدستوري قبل أوانه؛ وذلك في حوار خاص لبرنامج "90 دقيقة". وأبدى طارق حجي استياءه الشديد من تعنُّت بعض القوى السياسية الإسلامية في طريقة تعاملها مع قرارات المجلس العسكري؛ قائلا: "أعيب على هذه القوى في اتّباعها لمبدأ إمّا أن يسير الجيش على هوانا أو نُعلن العصيان المدني، وإمّا أن يسير المجلس على هواهم، ويوصلهم للحكم أو لا يتفقون معه". وأضاف: "هذا ما رأيناه على مدار التاريخ؛ لأنهم دائما يريدون القسم الأكبر من الكعكة، وهذا خطأ كبير يقعون فيه، وهذا سبب في تخوّف الآخرين منهم؛ وعلى الجيش أن يضمن لنا أنهم سيشتركون في الانتخابات وليس النيل منها". وأعرب المفكّر عن تخوّفه من تلك القوى ورؤيتهم للدولة المدنية بشكل خاطئ؛ لأنهم يروْن أن حقّ المرأة والتعبير عن الحرية أمر يُخالف الشريعة، ويريدون بنوكا إسلامية لا تتعامل بالفائدة، مشيرا إلى أن هذا -وعلى حد قوله- سيُؤدِّي إلى انهيار النظام المصرفي العالمي. وتحدّث طارق حجي عن هذه النقطة، مفسّرا: "التيار الإسلامي مقتنع بأن البنوك الأخرى تتعامل بالربا، وهذا في منتهى السذاجة؛ لأن هناك آراء فقهية عدة تُؤكِّد شرعية البنوك الأخرى والتعامل معها". وأضاف، متسائلا: "أليس من حقّنا أن نتخوّف من تلك التيارات المهووسة بالنساء والجنس، وتقيم ثقافتها على الذكور فقط، وعلى إلغاء الآثار التاريخية التي تقوم عليها السياحة بمصر؟!!". وأتبع: "الإخوان والإسلاميون بعد الثورة تحدّثوا عن النموذج التركي وتَقدّمه، وحينما أتى أردوغان استقبلوه بحفاوة، ثم انقلبوا عليه حينما نادى بالعلمانية، وهذا في رأيي الشخصي يُؤكّد عدم رحابة صدورهم أو تقبّلهم للرأي الآخر". واستطرد: "مصر لا تحتاج إلى مسلم أو مسيحي أو يهودي، وإنما تحتاج إلى وظائف وعِلم وإدارة ومؤسسات علاجية وتعليمية صحيحة فقط، وهؤلاء الإسلاميون أحكامهم مُطلقة ولا يؤمنون بالتنمية البشرية وعمل المرأة، ولا يجب أن ننسى أنهم مَن حاولوا اغتيال حُكماء سابقين، واغتالوا السادات يوما ما". وعن رأيه الشخصي بالتيار السلفي؛ أكّد المفكّر المصري أن حجم السلفيين بمصر ليس بالقليل، مصرّحا بأن حبيب العادلي -وزير الداخلية الأسبق- قد أبلغه بإعداده لجيش كامل من السلفيين لكي يقف أمام الإخوان المسلمين ويُهاجمهم في يوم ما. أما عن المرشّح الذي سيختاره الدكتور حجي فوقع اختياره على كل من عمرو موسى والدكتور محمد البرادعي؛ قائلا: "كلاهما مرشّح جيّد، وينتميان لهذا العصر، والعبرة بصندوق الانتخاب، واختياري الأول سيكون للبرادعي؛ لأن بضاعته هي العلم والإدارة، وهما نَفْس بضاعتي، ولكن في النهاية ما سيسعدني هو انتهاء هذه الفترة الانتقالية". وفي نهاية اللقاء؛ طالب طارق حجي بأهمية وجود ما أسماه ب"قطار التقدُّم"، مفسّرا أن هذا القطار هو قطار إنساني بحت لا دين له ولا هوية؛ فقط قطار يتمتّع بعلماء وإداريين يعملون من أجل هذا البلد ورفعة شأنه.