تحت عنوان "مبارك وطنطاوي".. التقى برنامج "في الميدان" أمس (الخميس) مجموعة من الساسة والكتاب المعروفين الذين تحدثوا عن دور الإخوان المسلمين منذ بداية الثورة وحتى الوقت الحالي، وعن التفاصيل الخاصة بقرار تنحي الرئيس السابق مبارك، والساعات التي سبقت هذا القرار. في بداية الحوار أكد الدكتور أحمد أبو بركة -المستشار القانوني لحزب الحرية والعدالة- أن الإخوان المسلمين كان لهم دور واضح في ميدان التحرير وقت الثورة، موضحا عدم قبول الجماعة لقرار تولي عمر سليمان منصب نائب رئيس الجمهورية وقتها، قائلا: "لم نكن نستطيع وقتها أن نبدي أي اعتراض؛ لأن هذا معناه اعتقال الكثير منا، وتعيين عمر سليمان لم يكن عن طيب خاطر من قبلنا، ولكننا تركنا القرار في يد الميدان". وفي ذات السياق تحدث الكاتب الصحفي مصطفى بكري عن دور الإخوان في التأكيد على إلغاء حالة الطوارئ والإفراج عن المعتقلين السياسيين، قائلا: "هذا ما حدث يوم الأحد 6 فبراير في لقاء اثنين من مكتب الإرشاد بعمر سليمان، ولا يمكن لا أن ينكر دورهم في تدعيم روح الثورة وقتها". وأضاف: "وحتى يوم موقعة الجمل زحف الإخوان وكأنهم جيوش تسعى لنيل الشهادة في هذه الموقعة". فبادره الكاتب الصحفي الكبير سعد هجرس بالحديث قائلا: "أرى أنكما تضخّمان من حجم الدور الذي قام به الإخوان، وذلك لأنني أراهم ركبوا قطار الثورة متأخرا وغادروه مبكرا، ولكن شباب الإخوان المسلمين هم من قاموا بهذا، بالرغم من أن الأوامر كانت عكس ذلك، ولم يكن الإخوان فقط هم القائمون بهذا وحدهم، بل هي ثورة كل المصريين الذين شاركوا فيها". وعن الخطابات التي ألقاها الرئيس السابق حسني مبارك قبل تنحيه تحدث مصطفى بكرى، قائلا: "كان المسئول عن كتابة تلك الخطابات أنس الفقي وجمال مبارك؛ لأنها كتبت بلغة تخاطب القلوب وليس العقول، وأتحدث هنا عن خطاب 1 فبراير، الذي كان له صدى كبير في قلوب المصريين، ولكن شاء القدر أن تحدث موقعة الجمل في اليوم التالي". فرد عليه أحمد أبو بركة قائلا: "خبراتنا وتجاربنا العديدة مع هذه الأساليب ساعدتنا على تفهم الموقف، وبالفعل ما حدث هذا اليوم كان منحة من السماء؛ لأنه في ذات اليوم وبعد موقعة الجمل رأينا جميعا القناصة في عدة أماكن يغتالون شبابنا وهذا ما جعل الشعب يثور على الرئيس ولا يلقي بالا لخطابه". أما عن موقف المجلس العسكري من خطابات الرئيس السابق فأوضح اللواء سامح سيف اليزل -الخبير الاستراتيجي- أن المجلس العسكري كان مؤيدا لقرار التنحي بقراره التضامن مع الشعب المصري وحمايته، قائلا: "أملك معلومات مؤكدة أن المشير قد حرص على أن تصل تلك التعليمات وقتها إلى أصغر عسكري بالجيش الموجود بالميدان والقيادات". وعلق سعد هجرس على هذه المعلومة قائلا: "لقد تم تسريب بعض الوثائق المهمة حول هذه النقطة، تؤكد أن المجلس العسكري كان ضد توريث جمال مبارك الحكم، وفي نفس الوقت كان جمال يسعى لعزل المشير ورئيس الأركان من منصبيهما، ولولا أن الجيش قام بالنزول إلى الميدان لكنا الآن معلقين جميعا على باب زويلة، ولولا المليونيات الناجحة لما وصلنا لما نحن فيه الآن". وردا على تساؤل طرحه الإعلامي عمرو الليثي –مقدم البرنامج- لماذا لم يتم الضغط على مبارك لكي يتنحى من قبل المجلس العسكري؟ قال مصطفى بكري: "وجود السلطة العسكرية بالميدان كان دليلا على تأييد الشعب، وبسط المجلس سلطته على كل شيء، ووقتها قام حسام بدراوي بالتحدث إلى الرئيس وطالبه بالتنحي وحذره من زحف الشعب إلى القصر الجمهوري، ونصحه أيضا بإعلان التعديلات الدستورية وتنحيه الفوري على الحكم، ولكن تدخل جمال وأنس الفقي أفسد الأمر، وكانت نتيجة ذلك إلقاء الخطاب الثالث الذي أثار سخط الشعب المصري، والذي كان المتوقع منه أن يكون عن تنحي الرئيس، ولكن هذا لم يحدث". وبادره بالحديث الكاتب سعد هجرس قائلا: "كان هذا الخطاب بمثابة الصدمة لدى الكثيرين؛ لأنه حمل لهجة غليظة أوضحت وجود ميول فاشية لدى أنس الفقي وجمال". فرد عليه اليزل مفسرا: "احتاج هذا الخطاب وقتا طويلا في معالجته إعلاميا؛ لأن الرئيس وقتها كان مهتزا ومرهقا ومتلعثما، وكنت كغيري أتوقع أن أستمع إلى قرار تنحيه، ولكنني فوجئت بجمال وأنس الفقي يمنعانه عن هذا القرار، رغم أنه قد أعلن في صباح هذا اليوم عن تنحيه للمقربين لديه، وأولهم حسام بدراوي". وهنا طرح عمرو الليثي تساؤلا يقول: "من سمح للشعب أن يزحف إلى القصر الرئاسي"؟ فأوضح مصطفى بكري أن الجيش هو من سهّل للشعب هذا، قائلا: "لم يدفعهم الجيش لهذا، وإنما تركهم يدخلون ويزحفون دون أن يردعهم عن ذلك؛ لأنه كان واضحا أن من مصلحة المجلس العسكري أن يتنحى الرئيس، ولكني أؤكد أن القوات المسلحة لم تكن طرفا في محاكمة أحد على الإطلاق". وأضاف: "حينما زحفت الجماهير إلى القصر طلب المشير من الرئيس أن يتنحى، ووافق الرئيس، مُطالبا أن يسمح لجمال وسوزان مبارك بالسفر إلى شرم الشيخ أولا". كما أكد: "لم يحدث أن غادر أحد من أسرة مبارك أو هو نفسه البلاد منذ اندلاع الثورة كما أشاع الآخرون، ولم يكن المشير أو عمر سليمان طامعين بالحكم، والدليل على ذلك أن مبارك قد عرض على عمر سليمان العديد من المناصب وكان رد سليمان دائما الرفض". وفي نهاية الحوار أوضح سيف اليزل أن خطاب التنحي -الذي ألقاه عمر سليمان- تم بمقر المجلس العسكري دون علم عمر سليمان نفسه إلا في لحظة وصوله، قائلا: "طُلِب من عمر سليمان إلقاء خبر تنحي الرئيس غصبا عنه، ودون إرادته أي أنه فُرِض عليه".