أكد الإعلامي مجدي الجلاد -رئيس تحرير جريدة المصري اليوم- في حوار له مع معتز الدمرداش ببرنامج "مصر الجديدة" أنه حتى الآن لم تظهر أي نوايا حسنة من المجلس العسكري لإنجاح الثورة، قائلا: "حتى الآن لا يوجد تغيير حقيقي، والأداء غير مُرضٍ على الإطلاق". وأضاف: "المجلس العسكري والحكومة حتى الآن لم يتبنيا آليات محددة لحكم البلد؛ فنحن بهذا أسقطنا النظام السابق، ولكننا لم نحدد رؤية مستقبلية وبالتالي نتخبط في آرائنا". وشدد الجلاد على أن هناك من له مصلحة في إبقاء الوضع على ما هو عليه، بل ووصوله حتى إلى سيناريو مخيف، قائلا: "ذيول النظام السابق بالتعاون مع عناصر خارجية تحاول أن تقنع الشعب بأن الوضع خلال فترة حكم مبارك كان أفضل من الوضع الحالي". وحذر الجلاد من انقياد الناس إلى هذه الفكرة أو تصديقهم، معللا ما يحدث الآن بأن مبارك استطاع خلال 30 عاما إعداد جهاز أمني قوي متسلط ومستبد، والذي انكسر يوم جمعة الغضب، وهو حتى الآن لا يصدق أنه سيعيش بدون قوة ونفوذ، قائلا: "إحنا بنتعاقب على إسقاط الأمن في 28 يناير". وعبر الجلاد عن رأيه في عودة قانون الطوارئ مرة أخرى، قائلا: "إن مشكلة قانون الطوارئ أنه استثنائي، ولذلك فهو مقلق، كما أن سمعته في الأساس سيئة، وأنا لا أضمن أن يتم تطبيقه على البطجية فقط، وبالتالي فنحن نحتاج إلى ضمانات أكثر، ومن المؤكد أنه عندما تم حكمنا لمدة 30 عاما بالطوارئ فعمره ما نفعنا". واستطرد: "قانون الجنايات كفيل بالتعامل مع أي بلطجية، أما الهدف من قانون الطوارئ فهو تكميم الأفواه". وعن رأيه فيما حدث في مبارة الأهلي السابقة من احتكاكات بين ألتراس الأهلي وقوات الأمن يرى الجلاد أن هناك مجموعة من الخطوات التي يجب اتباعها؛ لتجنب مثل هذه المشكلات مستقبلا، وهي: 1- لا بد من عمل جدار فاصل بين قوات الأمن ومشجعي الألتراس على مسافة 20 مترا. 2- التأكيد على ضباط الأمن على ضبط النفس واستخدام الوسائل المناسبة لفضّ الاشتباكات. 3- لا بد من تعليم رجل الأمن ثقافة التعامل مع المواطن. وأكد عصام عبد الصمد -رئيس اتحاد المصريين العاملين بالخارج بلندن- أن الغرب ينظر لثورتنا على أنها ثورة عظيمة يجب أن تدرّس، ولكنهم يرون أنها تتقهقر، لذا ناشد الشعب المصري قائلا: "أرجو من الشعب المصري ومن الذين يعملون على تقهقهر الثورة أن يتكسفوا على دمهم، ويدعوا الثورة تستكمل طريقها لتحقيق الأمن والأمان". واقترح عبد الصمد وضع السفارة الإسرائيلية في أماكن بعيدة قائلا: "ليس من المنطق أن توضع سفارة إسرائيل في وسط مجموعة سكنية؛ فهي تستفز مشاعر الشعب، وكان لا بد من وضعها في الصحراء"، واستطرد: "إن ما حدث في السفارة الإسرائيلية هو نتيجة وجود الجدار العازل بين الشعب والسفارة، والذي ذكّر الشعب بالجدار العازل في غزة". وعلى صعيد متصل فقد أكد الناشط السياسي والإعلامي د. وليام ويصا أن ممارسات المجلس العسكري تؤدي -ولو بحسن نية- إلى قتل الثورة، كما أشار إلى غياب قراءة سياسية واعية من المجلس العسكري والحكومة للمرحلة الانتقالية، منتقدا أداء المجلس العسكري في أنه لا يساوي بين جميع الفصائل السياسية. واختتم وليم قائلا: "يجب استخدام قانون الطوارئ بحكمة، وعلى المجلس العسكري أن يتقبل الانتقادات ويفرّق بين كونه يمثل الجيش وبين كونه يمثل الحاكم والسلطة التنفيذية التي تحكم البلد".