إذا كنت لم تسمع بعدُ بمشروع حلم العلم الذي تبنى مبادرته الشاعر الجميل/ جمال بخيت، فقد قرر الرجل أن يحمل علي عاتقه تعريف الناس بالحلم، أو إعادة خلق حلم آخر لهم يشعرون فيه بالنصر دون أن يكون ماتش كرة أو مكسب مؤقت. الأحداث المؤسفة التي جرت مؤخرا بين مصر والجزائر، لم تظهر فقط كم أننا نفتقر للكثير، لا أريد المبالغة، ولكن كرامتنا وقامتنا العربية لم تعد بالقوة كما سبق، لم نعد نملك من يدافع عن كرامتنا ومواقفنا تجاه حماية المصريين هي عادة واهية ومؤسفة.. والأوضح أننا أصبحنا نختزل وطنيتنا وحبنا لمصر وأملنا في التقدم في ماتش كرة فقط، وإن كنا جميعا مع دفع مصر وتشجيعها في كل الميادين، إلا أن هذا الهوس الإعلامي كان مؤسفا ليجعلنا نظهر بمظهر المحتاج جدا لتحقيق النجاح في أي مجال، وأننا لا نملك الكثير من الاختيارات في ذلك. "تلك الندوة هي جلسة علاج نفسي للهوس الكروي الذي أصاب الناس" هكذا تحدث الشاعر جمال بخيت، في ندوة أقيمت بالمركز القومي للبحوث الثلاثاء الماضي، والذي بحكمة وعقل ناقد رأى أنه آن الأوان لعدم اختزال أحلامنا بتلك الطريقة وأننا بالفعل لا بد وأن نحارب مستميتين للحصول على مشروع قومي، تلك الندوة التي قامت قبيل مباراة مصر والجزائر بالسودان التي أثارت الأحداث على جميع الأصعدة، في تأكيد منه على التفكير بشكل عملي من أجل المستقبل. ولأن الشعب المصري لا يثقُ في أي مبادرة تدخل بها كلمة حكومة، فقد أوضح القائمون على المشروع أن فكرته قامت بالأساس للابتعاد عن مظلة الحكومة والخطوات البيروقراطية التي قد تعطّل مسيرته، وأنه في سبيل الحصول على ذلك، لا بد من تمرير مشروع قانون بمجلس الشعب تنشئ بموجبه الهيئة العلمية التي يطمح لها المشروع ولن يقر هذا القانون إلا بإرادة شعبية تؤكد على موافقتها ودعمها له ذلك عن طريق الكوبونات التي اقترحها الشاعر جمال بخيت كنوع من الالتزام الأدبي تجاه المشروع إقرارا منهم على دفع تلك المبالغ حين يتم فتح باب التبرعات، وذلك حتى يضمن المتبرعون من الشعب المصري أين تذهب نقودهم، ويجعلهم ذلك يشعرون أنهم المُلاك الحقيقيون للمشروع، وأن هذا تجسيد لمشروعهم القومي الذي يحتاجون له وبشدة. وقت حضوري لتلك الندوة، كانت بارقة الأمل الوحيدة لنجاح المشروع بذهني هي مجرد نظرة تاريخية ماضية لتاريخ الاكتتابات التي نجحت في مصر ومشروع السد العالي، وأننا ربما نستطيع تحريك مشاعر الناس والتأثير عليهم للاستيقاظ والمشاركة الفعلية بتذكيرهم بتلك الخلفية، مصحوبة بنظرة متأنية للقائمين على المشروع وكلهم من الشباب المؤمن بالحفر في الصخر حتى وجود الماء أو إنهاك قواهم التي لا تنضب.. إلا أن أزمة مصر والجزائر جعلتني أجزم أننا نستطيع فعل أي شيء، إذا فقط اجتمعنا عليه اجتماعنا الآن على كره الجزائر ووقوفنا أمام سفارتها في مصر مطالبين برحيل السفير، وكعدد جروبات الفيس بوك التي افتتحت في لحظات لتحشد في أيام أعدادا بالآلاف تندد بما حدث وتطلب التحقيق العادل وإعادة كرامتنا.. كرامتنا تلك التي لن يتم إعادة بنائها وأنت تستورد كل منتجاتك من الصين، وتلقي بأموالك في مشاريع فاشلة أو لا يعلم أحد مصيرها إلا الله كتوشكي، وكل علمائك يهاجرون أو يحلمون بالهجرة، وكرامتنا تلك التي لن تنمو بعدد الأغاني التي ظهرت قبل المباراة وعدد كلمات بحبك يا مصر بها!!!! هذا المشروع هو مشروع قومي يدعوك للبناء، يدعوك لإنشاء مستقبل مختلف لنا، يدعوك لأن تفخر بأنك مصري في أي مكان دون أن يتم نعتك بالعربي المتخلف أو الإسلامي الإرهابي، فحتى وإن لم تحظَ بالحب فستحظى بالاحترام مع كل الشعوب التي تحتاج لك؛ لأنك تملك كيانا وكرامة وهذا ما يتم الأخذ به فعليا. لك أن تتعجب أن القائمين على هذا المشروع تنفيذيا من الألف للياء مجموعة من الشباب المشرف من مجموعات العمل التطوعي كمجموعة (أبناء مصر) أو خريجي كليات العلوم من مختلف المحافظات وبعض أعضاء هيئة التدريس، الذين تجمعوا في ذلك اليوم لإيمان شديد منهم بجدوى المبادرة وضرورة تفعيلها بعد أشهُر من المناقشات ومجموعات العمل. تلك الكوادر التي ترى فيهم الحماسة تنبض بشكل يحيي فيك الأمل، خاصة وأنهم لا يسعون لأي مجد شخصي أو مكسب مادي، ولكن يعملون في صمت وصدق يستحقون عليه الانحناء احتراما، هؤلاء من سيتحدثون لك في الجامعات وفي كافة أماكن التجمعات لحشد الموافقة والمساندة الشعبية من أجل تنفيذ المشروع.. لك أن تكون واحدا منهم عن طريق شرحك لفكرة المشروع، وملء كوبون الاشتراك عن طريق الموقع الرسمي للمشروع وتتبع آخر أخبار المشروع عن طريق الجروب الخاص به على موقع الفيس بوك. هؤلاء الشباب هم من قالوا في اليوم التالي لتلك الندوة بعد خسارة مصر حلم التأهل لكأس العالم، إنهم سيعملون بجد أكثر مما مضى، ولن يضيعوا طاقتهم في الحزن والغضب؛ لأنهم بالفعل يرفضون الهزيمة على كل الأصعدة، وأن الحلم لا بد وأن يتحقق يوما ما، فكن جزءا من المبادرة.. بضغطة زر تستطيع أن ترسل نشرة المشروع للآلاف عن طريق الإيميل، ليتم انتشار المشروع على شكل إعلامي واسع، تحدث لزملائك، أقنع أهلك بالاستثمار في هذا المشروع، لقد قامت بالفعل مثل تلك المشاريع في مصر عن طريق التبرع كمستشفى 57357، لكننا هنا نتحدث عن قاعدة علمية، قاعدة ربما تصل بنا لعلاج السرطان ذاته يوما ما، وتخيل ماذا سيحدث لنا إذا امتلكنا مشروعا قوميا نثبت به إرادتنا في التقدم، وننشر به الثقافة العلمية شبه المضمحلة الآن، تخيل أو احلم معنا أو زد الأمر مشاركة.. إنه اختيارك اليوم.. فماذا أنت فاعل؟