في واحدة من المفاجأة المدوية على صعيد الاشتراك والتعاون العسكري والمخابراتي بين قوى إقليمية صاعدة -قوى ناعمة- وباعتبار أن منطقة الشرق الأوسط تمر بمرحلة مخاض لقوى إقليمية وعالمية جديدة، زعمت مصادر صحفية إسرائيلية أن إيران وتركيا اتفقا على تفاهمات عسكرية وسياسية ومخابراتية تضمن نقل تركيا معلومات مهمة حول تحركات القوات الأمريكية بالشرق الأوسط ومساعدة أنقرةلطهران في تفادي الضربات الإسرائيلية على المنشآت النووية الإيرانية في حال قيام سلاح الجو الإسرائيلي بها أو مساندة سلاح الجو التركي لإيران أثناء هذه الضربات! قالت شبكة ديبكا الإسرائيلية (القريبة من جهاز الاستخبارات الإسرائيلي " الموساد " في تقرير مطول لها اليوم): إن الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، ورئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، اتفقا خلال لقاءهما في الثامن والعشرين من الشهر الماضي على تبادل المعلومات الاستخباراتية واللوجستية بينهما، ومساعدة تركيا لإيران في حال قيام سلاح الجو الإسرائيلي بضرب المنشآت النووية الإيرانية، حيث ادعت الشبكة أن ثمة لقاءات سابقة جمعت الطرفين -نجاد وأردوغان- في تركيا وإيران نوقش خلالها كيفية تبادل المعلومات اللوجستية والتعاون العسكري أو التفاهم العسكري -على حد قولها، وأن ثمرة هذه اللقاءات أو أهمها على الإطلاق الذي عقد في الثامن والعشرين من الشهر الماضي حيث وقّع الطرفان على اتفاق تفاهم عسكري ومخابراتي بينهما أثناء زيارة أردوغان للعاصمة الإيرانيةطهران، وأن أهم نقاط هذه التفاهمات تقضي بمساعدة سلاح الجو التركي لإيران في حال قيام إسرائيل بضربة عسكرية للمنشآت النووية الإيرانية.
بحث الطرفان التركي والإيراني التعاون العسكري والتفاهم اللوجستي بينهما، وأن اللقاء الذي عقد في إسطنبول في الحادي عشر من شهر سبتمبر الماضي واللقاء الثاني -من حيث الأهمية- والذي عقد في الحادي عشر من شهر أكتوبر الماضي بين الرئيس التركي عبد الله جول، ورئيس وزرائه أردوغان مع الرئيس الإيراني نجاد خلال زيارة الأخير لأنقرة، ناقش ثلاثتهم نقل معلومات عسكرية تركية لإيران عن تحركات القوات الأمريكية في الشرق الأوسط، وكذا معلومات عما يحتمل من قيام إسرائيل بهجوم عسكري على إيران، مؤكدة أن التفاهم الثنائي دشن في الخامس والعشرين من الشهر الماضي في طهران عقب وصول أردوغان للعاصمة الإيرانية مباشرة، كما أن الجانبين اتفقا على تبادل بعثات عسكرية رفيعة المستوى بين البلدين للتباحث المخابراتي والجوي بين الطرفين.
ذكرت الشبكة أن أردوغان يعمل على تعميق الجبهة الغربية الشمالية ضد إسرائيل -تركيا من الغرب ولبنان من الشمال وسوريا من الشرق وحماس في قطاع غزة من الجنوب- لتطويق إسرائيل كثمرة تعاون مشترك بين الأتراك والإيرانيين، كما أنه بتعاونه المباشر مع إيران سينقل لطهران معلومات حول التعاون العسكري واللوجستي بين تركيا وإسرائيل، فضلاً عن أن الإيرانيين يأملون أن مساعدة أنقرةلطهران بتقديمها معلومات عسكرية عن إسرائيل يمنحهم التكهن بمدى استعداد أو احتمال قيام تل أبيب بضربة عسكرية ضد طهران أم لا! وكذلك معلومات عن القوات الأمريكية الموجودة في إسرائيل أثناء الحرب نفسها -في حال اندلاع الحرب بين إيران وإسرائيل- مشيرة إلى أن الجيش التركي اعترض في البداية على هذا الاتفاق، ولكنه في النهاية رضخ لمطالب القيادات السياسية وللمصالح التركية أيضا، كما أن أحد تفاهمات الطرفين العسكري والسياسي التركيين هو اقتراح الرئيس الأمريكي باراك أوباما نقل 400 كجم من اليورانيوم الإيراني إلى تركيا بناء على تفاهمات أو توصيات الوكالة الولية للطاقة الذرية، وبأن الدكتور محمد البرادعي يعتقد أنه أوصى بذلك لعلاقته بإيران وتركيا في وقت واحد، وعلل أردوغان هذا السبب لقادة الجيش التركي بذلك إلى أن توجه الرئيس الأمريكي بذلك إلى تركيا يعزى إلى الاتفاق السري العسكري والمخابراتي بين تركيا وإيران من جانب، وإلى توجه أنقرة وموقفها الرئيسي الحالي من قضايا الشرق الأوسط من جانب آخر.
واعتبرت الشبكة أنه للمرة الأولى يعترف رئيس وزراء تركي لقادة جيشه عن قيام تحالف أو علاقات عسكرية مشتركة مع طرف خارجي شرق أوسطي معاد للغرب، فيما يعتقد الطرف الأمريكي وكذلك الجيش الإسرائيلي أن الاتفاق التركي - الإيراني ربما يصل إلى أبعد من ذلك أيضاً.