عند سؤالك لمتحمسي ومحبي السيارات الرياضية حول العالم بين فئتي الشباب والرجال عن اسم أعظم صانع للسيارات الرياضية في كل العصور، الكل سيأخذ وقتاً ليجيب، ثم تكون الإجابة في الغالب "فيراري Ferrari"، حيث يعتقد الكثيرون أنه لا توجد شركة مختصة بمجال تصنيع السيارات الرياضية يستطيع التقرب من فيراري على الإطلاق أو حتى الأرقام المسجلة في الحلبات العالمية تحت اسم فيراري. فيراري كانت ولا تزال تُقدّم طرازات يغلب عليها الطابع الرياضي الممزوج بالحماس، ثم تسأل عن ماهية أعظم سيارة أنتجتها الشركة الإيطالية العريقة؟؟ لتسمع من معظم المحبين أنها فيراري طراز "GTO" فهي سيارة تميّزت من يوم إنتاجها بالجمال والسرعة في آن واحد. الصانع الإيطالي فيراري أنتج من طراز 250 GTO ما يُعادل من 39 نسخة فقط ليعتبر طرازاً نادراً منذ إنتاجه لتضم كل نسخة تاريخها، وقد تم طرح أول نسخة بحلول عام 1962 وتم إنتاجها حتى عام 1964. وقد صنفت مجلةSport Car International طرازات 250 GTO بالمركز الثامن ضمن أفضل سيارات رياضية في الستينيات بعد أن حصدت المركز الأول طرازات E-Type من جاجور، بالإضافة إلى أن المجلة وضعت طراز فيراري في المركز الأول بين طرازات السيارات لكل الأزمان. بالإضافة إلى أن مجلة Motor Trend Classic، صنفت فيراري GTO بالمركز الأول بين قائمة "أفضل سيارة صنعت من قبل فيراري لكل الأوقات". محرك جلب لفيراري الصدارة الدائمة: كثيراً من محبي فيراري سوف يختلفوا حول أن طراز "250 GTO" من فيراري يعد الأفضل بين الطرازات المنتجة، حيث يضعها محركها دائما في الصدارة، والعائد لاعتقاد المتحمسين أن إنتاج الشركة الإيطالية تعتبر في الأغلب محركات رياضية أكثر من كونها سيارة رياضية تعبر عن الأداء الميكانيكي تحديداً، فمحرك GTO موضوع بمقدمة السيارة سعته 3.0 لترا مكوّن من 12 أسطوانة؛ لتكوّن شكل حرف ال V بزاوية 60 درجة، و24 صماماً يتم التحكم بهم من خلال الكامة العلوية الفردية SOHC، ولقد تم اختبار ال39 نسخة المنتجة من طراز 250 GTO في صالات الDynomometer لينتج ناقل الحركة اليدوي المكوّن من خمس سرعات أمامية قوة قدرها 302 حصان تقريبا عند 7500 دورة في الدقيقة، وعزم يصل إلى 333 نيوتن/ متر عند 5500 دورة في الدقيقة، لينقل عزم الدوران إلى نظام العجلات الخلفية، لكل النسخ المجربة داخل الصالة، حيث يتمكن الطراز بذلك من اختراق الحاجز المئوي (100كم) في غضون 5.4 ثانية، ليتمكن أن يصل إلى سرعة قصوى تقدر ب280 كم/ الساعة، ويستطيع الطراز من إنهاء سباق الربع ميل في أقل من 13.1 ثانية بسرعة قصوى قدرها 181 كم/ الساعة، ويستطيع الطراز من التوقف من السرعة المئوية وحتى صفر كم/ الساعة في مسافة تقرب من 3413 سم. الهيكل النادر لطراز نادر: تم تصميم هيكل فيراري طراز250 GTO من قبل العديد والعديد من المهندسين المبدعين أمثال Bizzarini والمهندس Scaglietti في الشركة الإيطالية، وقد أشرف عليه بنهاية التصميم قسم التصميمات من فيراري ليخرج ما لقبوه ب"سيارة كل الأزمنة" بوزن عام للطراز يصل إلى 1100 كجم، حيث تجمع بين الجمال الساحر وهندسة الفوز بالبطولات العالمية، ولقد تم تجربة ال39 نسخة المنتجة من الطراز في كل من اختبارات أنفاق الهواء Wind Tunnel بالإضافة للاختبار على حلبة السباق Track Test لتحقق أرقاماً وأداءً عالياً في كل منهما. الهيكل الخارجي للطراز بالكامل من اللحام اليدوي، حيث تأتي المقدمة بواجهة سهمية وذات انحناء يُبيّن من تلقاء النظر أنها سيارة مصنوعة للسباقات، حيث تأتي المصابيح الأمامية دائرية الشكل، وأسفلها بالمصد الأمامي مصابيح مربعة الشكل للضباب يتوسطها الشبكة الأمامية التي تضم شعار الحصان الجامح من الصانع الإيطالي، مع غطاء محرك كبير يتوسطه بالمقدمة علامة فيراري، ويتواجد فتحات تهوية جانبيه، أما عن خلفية الطراز فهي مرتفعة مقارنة بمقدمة الطراز، وتأتي المصابيح الخلفية صغيرة وذات شكل دائري، بالإضافة لنظام إخراج العادم والمكوّن من أربعة مخارج لإخراج العادم، هذا وتأتي العجلات بشكل أسلاك متشابكة طراز Barrani، مع تواجد نظام للكبح معزز بأسطوانات كبح كبيرة. مقصورة احتفظت بالطابع الرياضي:
احتفظت مقصورات GTO بالطابع الرياضي، بدلاً من العصرية والعائد للوحة القيادة المطلية بأغلب طرازاتها بطلاء باللون الذهبي، مما جعل منها هدفا مرغوبا لكل من يحب التميّز والمؤدي بالنهاية لارتفاع سعرها، ولوحة العدادات البارزة للقائد التي توحي بالهجومية يتوسطها عداد الRPM كبير الحجم، كل هذا من خلال عجلة القيادة ثلاثية الإشعاع والتي يتوسطها شعار وأيقونة فيراري، أما باقي لوحة القيادة مليئة بالعتلات المأخوذة من طرازات فيات Fiat 500 والعائد من سرعة الشركة بإنتاج الطراز، بالإضافة إلى أنها تضم مكان مفتاح تشغيل السيارة، وهذا لا يمنع بالاعتراف أن فيراري لم تضع عداد قراءة سرعة السيارة بالطراز، حيث يتم تركيبه من قِبل صاحب الطراز، ولا ننسى ناقل الحركة الذي تمتاز به فيراري منذ القدم باللون الفضي اللامع. تاريخ يتوج نسخ GTO: بعد أيام الإنتاج ضمنت وبجدارة طرازات GTO بطولات رياضية في سباق السيارات حول العالم، هذا ولا تزال من أفضل التصميمات في تصميم هيكلها الخارجي، مع أن الطراز كان مصمما خصيصا للتنافس بسبقات الGT، فعند ظهورها قيل عنها إنها السيارة التي يقودها سائقو السيارات المحترفين من منازلهم إلى حلبات السباق؛ لينهوا بها السباق في المراتب الأولى ثم يأخذونها إلى المنزل في طريق عودتهم كسيارة رياضية مخصصة للاستخدام اليومي. أما عن التاريخ المشرّف لGTO فقد ضمنت المركز الأول في كثير من السباقات العالمية، حيث حصدت المركز الأول بقوة في سباقات الLe Mans لل24 ساعة، وقد حصد اسم فيراري في هذا لموسم بطولات برصيد هائل من النقاط ليصل إلى 45 نقطة، بالإضافة أنها حصدت جائزة بطولة المصنعين العالمية World Manufactur's Championship لثلاث سنوات متواصلة لأعوام 1962 و63 و64. وعلى صعيد سباقات الGT Racing فقد كان اتحاد الFIA قد قرر أن أي طراز منتج من شركات السيارات الرياضية يحتاج أن يكون قد أنتج منه ما يتخطى ال100 نسخة كوضع آمن ليتم إشراكه بسباقات الGT، ولكن طرازات 250 GTO من فيراري اشتركت دون معرفة السبب الحقيقي وراء هذا التهاون، وقد وضع الطراز في سباقات الاثنتي عشرة ساعة السنوية من Sebring بولاية فلوريدا الأمريكية عام 1962 وقادها Phil Hill قائد الفورميلا 1 وبطل العالم آن ذاك، بالإضافة للسائق Olivier Gendebien البلجيكي الجنسية بعد أن عبروا عن تضررهم من عدم قيادتهم لطراز Testa Rossas التاريخية والمخصصة للحلبات من فيراري، ولكنهم تفاجئوا عندما أنهوا السباق في المركز الثاني بعد فيراري Testa Rossas. أسعار تاريخية سجلتها 250 GTO: وبعد أن تبيّن أن طراز GTO من فيراري هو الأعظم بين سيارات الصانع الإيطالي حيث ضمّت خاصيتي الاستخدام اليومي، بالإضافة للاستخدام داخل حلبات السباقات، وبداية فقد وصل ثمن هيكل الطراز ال3729GT إلى 9 مليون دولار في معرض Bonhams للمزادات العلنية بلندن عام 1997، وبحلول عام 1999 وصلت السيارات النادرة والكلاسيكية لمرحلة الاشتعال، حيث بيعت نسخة من GTO بمبلغ 15 مليون دولار أمريكي. وقد بيعت نسخ عدة من الطراز خلال الأعوام الماضية بأسعار متفاوته فعام 1988 بيعت مقابل مبلغ وقدره 2 مليون دولار أمريكي، وعام 1989 بيعت مقابل 14.6 مليون دولار أمريكي بالإضافة للعمولة، وبحلول عام 1991 بولاية لاس فيجاس بيعت مقابل 5.5 مليون دولار، وعام 1994 بيعت مقابل 13.3 مليون دولار، وبحلول العام الماضي 2008 بيعت من قبل صاحب متاجر Smasung Electronics مقابل ما يقارب مبلغ وقدره 15.7 مليون جنيه إسترليني.