أولا أنا متابعة جيدة لكل موضوعات بص وطل، وبحب الموقع جدا، وأرجوكي عايزة حل لأني بجد تعبانة نفسيا، أنا مشكلتي إني ما عنديش أي ثقة في نفسي خالص عندي 24 سنة، ولغاية دلوقتي لا اشتغلت ولا اتخطبت؛ بالرغم من إني خريجة كلية من كليات القمة؛ بس خايفة أشتغل علشان ما عنديش أي ثقة في نفسي، وباخاف يمشّوني وما يعجبهومش شغلي دي حاجة، الحاجة التانية عندي اكتئاب فظيع لأني ما اتخطبتش ولغاية دلوقتي ما جاليش ولا عريس مع إني مش وحشة، أنا الحمد لله على قدر من الجمال يعني لا عارفة اتخطب ولا عارفة أخرج واشتغل، وعندي اكتئاب فظيع وميل للوحدة والعزلة، ودايما حاسة إني ما ليش أي قيمة في الحياة باحاول أضيع الوقت في أي حاجة مفيدة، وفي قراءة القرآن؛ بس أنا برضو متضايقة لإني مش زي باقي البنات، وحاسة إن عندي نقص وباشوف نظرات الحسرة في عنين أهلي لأنهم نفسهم يفرحوا بي أنا حاسة بالعجز وشكرا لسعة صدركم. ....
لا أدري صديقتي سبب ما تعانيه من عدم ثقة في النفس وخوف وفشل وحسرة في عيون الناس؟؟ هل يا ترى لأنك حاصلة على مؤهل جامعي من كلية مرموقة؟ أو لأنك ابنة ناس ظروفهم والحمد لله طيبة ومرتاحة ولم يدفعوا بك دفعا لتكوني عاملة في محل ولا جرسونة في كافيتريا، ولا سكرتيرة في شركة (كل شيء كان) علشان مديرها وصاحبها يستغلك إنسانيا ونفسيا وجسديا؟! أو يا ترى لأنك (بعيد الشر عنك) مريضة أو عندك عاهة وخايفة من مواجهة الناس؟!! أو.. أو .. إلخ.
أو يا ترى سبب ما أنت فيه أن الزواج بيدك وليس بيد الله، وأن كل شيء نصيب؟!! وأن الشغل المحترم أتى لك وأنت رفضتيه؟! أو بيدك وأنت مقصرة؟!
وطبعا إجابات هذه الأسئلة كلها واحدة، وهي أنك تركت نفسك للفراغ النفسي والعقلي، ولم يبق أمامك إلا الحسرة على نفسك والبحث على الحسرة على نفسك في عيون الآخرين.
وبما أنك لا تستحقين الحسرة؛ بل الحسد وقعت فيما أنت فيه من تجمد فكري صور لك أن قراءة القرآن كما يفعل القراء على المقابر تملأ نفسك، وأن الأعمال المفيدة التي لم تذكري منها شيئا كفيلة بشغل أوقات فراغك الوقتي والنفسي، وقادرة على قتل الخوف من البطالة والعنوسة.. إلخ.
ونصيحتي لك صديقتي لا قيمة لها إذا لم تتشربيها وتستوعبيها ثم تعملي بها.
وتبدأ نصيحتي: أولا: بسؤال توجهينه لنفسك وهو: ماذا ينقصك لتكوني فرداً عاملاً في المجتمع سواء في العمل بشهادتك أو العمل داخل البيت بحب وفن وتطوير لتوفري على نفسك بعد زواجك فترة الارتباك الشديد الذي تتعرض له كل فتاة لم تمر على المطبخ أو ميزانية البيت أو إدارة البيت قبل الزواج لتتعلمي كيف تكونين زوجة ثم أماً؟!!
ثانيا: لماذا لا تخرجين لتتعلمي شيئاً تحبينه مثل اللغات فتتمكني بعد ذلك من مساعدة أولادك في دروسهم، أو التفصيل والخياطة؛ فيمكنك لبس ما تشائين بأسلوب متميز عن الجاهز الذي ترتديه كل النساء مما هو متوفر في الأسواق، أو فن الديكور، أو التمريض، أو تنسيق الزهور.. إلخ.
ثالثا: لماذا لا تكتبين خواطر، أو ترسمين، أو تسمعين الموسيقى الراقية التي تسمو بالنفوس وتخرجها من الاكتئاب، أو تجعلين من وقتك وقت للتأمل في مخلوقات الله التي تتغير وتتبدل تبعا للظروف التي تمر عليها ولا تترك نفسها للموت النفسي.
رابعا: لماذا لا تجربين العمل وتخطئين؟ هل ستنشئين كوبرياً يسقط بالناس والسيارات في البحر؟ هل ستبنين عمارة تقع على رأس سكانها وسكان العمارات المجاورة؟ هل ستعملين في حسابات البنك المركزي وخطؤك سيكلف البنك مليارات؟.... والإجابة بالطبع لا.
والنصيحة جربي!! هو فيه حد تعلم إلا لما غلط؟! وكمان التجربة والنجاح والفشل هم اللي بيعلموا الإنسان التجربة، ويمنحوه الخبرة، ويصل بهما إلى أن يكون معلما.
صديقتي: مشكلتك الكسل، وعدم تقدير مواهبك وما أعطاك الله الكبير العظيم من نعم لا تعد ولا تحصى وجب عليك شكرها بالحمد، وبالرضا، وبالمحاولة.
ضعي في اعتبارك القاعدة الشرعية التي تقول: من اجتهد فأصاب فله أجر ومن اجتهد ولم ينجح فله أجران؛ الأجر الأول أجر المحاولة، والأجر الثاني أجر الإعادة والإصرار على النجاح.
استعيني بالله على ما أنت فيه واستعيني بقوتك الكامنة داخل نفسك، واتركي الزواج لله الذي جعل لكل منا رزقاً معلوماً في وقت معلوم، كل ما علينا السعي فيما نملك، وهو أن لا نترك أنفسنا للخوف ينخر قوانا ويحولنا لمرضى نفسانيين.