بمشاركة عالمية وحضور جماهيري كبير شهدت العاصمة الألمانية مساء الأحد احتفالا ضخما بالذكرى العشرين لسقوط جدار برلين، الذي بانهياره في التاسع من نوفمبر 1989 سقط الستار الحديدي وأعيد توحيد ألمانيا وأوروبا. وبهذه المناسبة أقيمت ندوات واحتفالات في سائر أنحاء البلاد، بدأت صباح الأحد بقداس مشترك أقامته الكنيستان الكاثوليكية والبروتستانتية في برلين، وترأسه رئيس مؤتمر الأساقفة الكاثوليك ورئيس الأساقفة الكاثوليك، الذي قال إن الألمان يتذكرون بالشكر والسرور أن عودة وحدة ألمانيا تمت بدون عنف، وبدون إراقة للدماء، وإنه "بسقوط سور برلين تزايدت لدى الألمان مهمة المساهمة في أوروبا الموحدة التي تخدم التفاهم على مستوى العالم، وتتضامن مع الشعوب التي لا تزال تجبر على الحياة بدون حرية".
أما ذروة الاحتفالات بالذكرى العشرين لسقوط سور برلين فتمثلت في الاحتفال "بعيد الحرية" الذي أقيم مساء الأحد عند بوابة براندينبورج، عند موضع الجدار الذي بني عام 1961 لمنع مواطني ألمانياالشرقية من مغادرتها إلى غرب ألمانيا.
وشارك في هذا الاحتفال الكبير مئات الآلاف من داخل ألمانيا وخارجها، كما شارك فيه ممثلو أكثر من ثلاثين دولة، وعلى رأسهم الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف، والرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ووزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون.
وكان من أبرز الحاضرين الرئيس السوفييتي السابق ميخائيل جورباتشوف، الذي يعتبره الكثير من الألمان البطل الذي يقف وراء إسقاط السور المقيت، الذي كان يفصل بين الشرق والغرب بكل ما يعنيه من عسف وانغلاق في مقابل التحرر والانفتاح.
وفي حديث إلى صحيفة "بيلد" الألمانية، نشر يوم الأحد بهذه المناسبة، قالت المستشارة أنجيلا ميركل بأنها لم تكن تعتقد مطلقا أنها ستعايش سقوط سور برلين، كما لم تكن تتصور أنه سيتم إعادة توحيد ألمانيا. ووصفت ميركل سقوط سور برلين بأنه " كان تحولا كبيرا وحدثا لا يستهان به".
أحجار الدومينو التي استخدمت في محاكاة رمزية لسقوط السور الحديدي وتضمنت الاحتفالات، التي حضرتها حشود ضخمة على الرغم من تساقط المطر بغزارة، عددا من الكلمات لكبار المدعوين (منها كلمة مسجلة للرئيس الأمريكي أوباما حملتها وزيرة خارجيته)، أشادوا فيها بمعاني الوحدة والتضحية والنضال من أجل الحرية التي يرمز إليها سقوط الجدار، والتاريخ المشترك للأمم الأوروبية في سعيها نحو البناء والقضاء على النظم المستبدة البائدة.
وكان من أبرز ملامح الاحتفال إسقاط سلسلة طويلة من أحجار الدومينو (التي يزيد ارتفاع الواحد منها على مترين) امتدت عبر العاصمة الألمانية، في محاكاة رمزية إبداعية رائعة للتفاعل المتسلسل الذي يبدأ بخطوة بسيطة ثم يستمر ويتعاظم حتى ينتهي إلى نتائج واسعة النطاق من التحرر والاندماج والبناء عبر الحدود والبلدان والثقافات.