قبل عدة أيام وفي مفاجأة كبيرة، قرر الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن، عدم ترشيح نفسه للانتخابات الفلسطينية القادمة المقرر إجراؤها في يناير القادم، مما حدا بكافة وسائل الإعلام الإسرائيلية إلى الاهتمام بالواقعة وأفرطت في الحديث عنها، حتى أنها قدمت وطرحت مجموعة من المرشحين لخلافة أبو مازن في الرئاسة الفلسطينية. في البداية تساءلت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية الجمعة الماضية عن مدى جدوى قرار أبو مازن اعتزاله الحياة السياسية وتفضيله عدم ترشيح نفسه؟؟ وقالت إنها إما أن تكون مناورة أو قرار اعتزال حقيقي، حتى أن أكثر من رئيس دولة ناشدوه التراجع عن قراره دون جدوى، من بينهم الرئيس حسني مبارك، وشيمون بيريز، حيث نشرت قصة حياته بشكل سريع من اعتباره أحد الأعمدة الأساسية لحركة فتح وحصوله على درجة الدكتوراه في الفلسفة، إلى كونه الرجل الثاني في منظمة التحرير الفلسطينية بعد الرئيس الراحل ياسر عرفات. أوضح المحلل السياسي للصحيفة "روني شكيد" أن أبو مازن "زهق" من المناورات السياسية الإسرائيلية والأمريكية، ورأى أنه من الصواب أن يتراجع ولا يقدم نفسه كمرشح جديد وأن يترك الساحة السياسية لرجل آخر ربما يقدم أكثر مما قدم للقضية الفلسطينية، لكن الكاتب الإسرائيلي ما يزال يرى أن هناك مناورة سياسية وتكتيكية من أبو مازن؛ لأن المقربين من الرئيس الفلسطيني لم يفاجأوا من هذه الخطوة، وإن اعتبر أن أي شخصية ستلي الرئيس عباس ستكون "متطرّفة". وقالت صحيفة معاريف الإسرائيلية الجمعة الماضية إن ثمة تهديداً غير مباشر من الرئيس أبو مازن للقيادات السياسية الأمريكية والإسرائيلية على حد سواء، وأنه يضعهما في مأزق؛ لأنه لا يوجد مرشح فلسطيني يلقى قبولاً واستحساناً باستثناء أبو مازن حتى الآن، كما أن الساحة السياسية الفلسطينية ستدخل حالة من الدوار والارتباك، وذلك في ظل متغيرات إقليمية ودولية. واعتبرت من جانبها صحيفة هاآرتس الإسرائيلية أن قرار الرئيس الفلسطيني عدم ترشيح نفسه لانتخابات الرئاسة القادمة يعني أن الرسالة موجهة بشكل مباشر إلى الإدارة الأمريكية التي توقع منها أبو مازن تقديم المزيد من الدعم، لكنها خذلته وما تزال تقدم الدعم اللوجستي والعسكري لحليفتها إسرائيل على حساب الشعب الفلسطيني.
بيد أن الكاتب الإسرائيلي "روني شكيد" طرح في مقال آخر له في صحيفة يديعوت أحرونوت، مجموعة من الشخصيات لتحل محل عباس، من بينهم مروان البرغوثي "52 عاما" أمين سر حركة فتح بالضفة الغربية، وهو حالياً يقبع في السجون الإسرائيلية بأربعة مؤبدات بدعوى دوره في مساندة "الإرهاب" كونه أحد أعمدة الانتفاضة الفلسطينية الثانية، حيث يعتبره "شكيد" صاحب شعبية جارفة وديناميكي وزعيم شاب، فضلاً عن تحدثه اللغة العبرية، فيما أضاف الكاتب الإسرائيلي اسم محمد دحلان "53 عاماً" كمرشح قوي للرئاسة الفلسطينية، فهو من زعماء فتح وكان يتولى منصب رئيس الأمن الوقائي بقطاع غزة، وشارك في كثير من جولات المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية، كما أنه يُجيد اللغة العبرية بطلاقة، وإن حامت حوله الشبهات في بعض قضايا الفساد! ويطرح الكاتب الإسرائيلي أسماء أخرى من بينها أبو ماهر غنيم "72 عاما" عضو اللجنة المركزية لفتح وهو المنتخب مؤخراً ليكون رقم 2 لأبو مازن، لكنه ليس معروفاً على مستوى الشارع الفلسطيني بقوة ولم يقدم نفسه كشخصية محورية على الساحة الفلسطينية، على عكس نبيل شعث "70 عاما" من كبار حركة فتح، والذي كان يتولى أحياناً رئيس فريق المفاوضات مع الطرف الإسرائيلي، كما أضاف إلى قائمة المرشحين للرئاسة الفلسطينية ناصر القدوة "60عاما" ابن أخت الرئيس عرفات، وكان ممثل منظمة التحرير الفلسطينية في الأممالمتحدة، وعضو اللجنة المركزية لحركة فتح، وقدم الكاتب الإسرائيلي "شكيد" آخر شخصية وهي جبريل الرجوب "56 عاما" والذي يحتل المرتبة الخامسة لكبار رجالات حركة فتح، يتكلم العبرية بطلاقة وسجن 17 عاما في السجون الإسرائيلية، وكان رئيس جهاز الأمن الوقائي الفلسطيني.