اللهم بحبيبك الذي خلقته في أحسن تقويم نورا إنسانيا جامعا وبحقيقته المحمدية وبفيض اسمه النور المبين لحقائق الوجود فقد قلت إلهي وقولك الحق : (خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين ) فقد أمرتني بالعفو وأنت العفو وعفوك على قدرك فلا يضيق عفوك الواسع عن إساءة المسيئين إلهي فأعف عنا وأغفر لنا وارحمنا . اللهم اصفح الصفح الجميل . ولنكمل الحديث عن أحدية خير خلق البرية وأحلاها السيد المختار صلى الله عليه وسلم وقد ذكرنا في المقال السابق على أنه الأول والأخروالظاهروالباطن * فهو أول خلق الله ( حديث سيدنا جابر عندما سأل المصطفى عن أول خلق الله فقال إنسان عين الوجود صلى الله عليه وسلم هو نور نبيك يا جابر ) يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيرًا مِّمَّا كُنتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ قَدْ جَاءكُم مِّنَ اللّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ * وأول الأرواح روحه الشريفة صلى الله عليه وسلم كما جاء في الحديث الشريف ( أنا يعسوب الأرواح ) والممد لكل الأرواح وهذه أحدية وجوده فينا وليس بيننا فقط وَاعْلَمُوا أَنَّ فِيكُمْ رَسُولَ اللَّهِ لَوْ يُطِيعُكُمْ فِي كَثِيرٍ مِّنَ الْأَمْرِ لَعَنِتُّمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ أُوْلَئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ * وهذه أحدية المكانة له صلى الله عليه وسلم بين الأنبياء وشهادة المولى جل جلاله بذلك (وَإِذْ أَخَذَ اللّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّيْنَ لَمَا آتَيْتُكُم مِّن كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءكُمْ رَسُولٌ مُّصَدِّقٌ لِّمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُواْ أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُواْ وَأَنَاْ مَعَكُم مِّنَ الشَّاهِدِينَ) * أحدية المشهادة لله عز وجل ( وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ حِينَ تَقُومُ ) ( وَلَقَدْ رَآهُ بِالْأُفُقِ الْمُبِينِ ) * التعاليم الألهية فى الأدب مع حضرة رسول الله صلى الله عليه وسلم . انظر إلى سورة الحجرات ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَن تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنتُمْ لَا تَشْعُرُونَ ) الآيات * أن جميع الشرائع السماوية جاءت في أمثال وحكم . وجاءت شريعته صلى الله عليه وسلم كلام نفيس محكم التأسيس . وشريعته صلى الله عليه وسلم خاتم الشرائع وخاتم الرسل عليه أفضل الصلاة والسلام ( مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا ) * الله عز وجل يسّرى لحبيبه صلى الله عليه وسلم بأحسن القصص . ( نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا الْقُرْآنَ وَإِن كُنتَ مِن قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ ) * أحديته صلى الله عليه وسلم أيضا في نصرة المؤمنين لكونه بالمؤمنين رؤف رحيم . (لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ ) * حرية التصرف في العفو والشفاعة . ( يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيرًا مِّمَّا كُنتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ قَدْ جَاءكُم مِّنَ اللّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ ) ( خذا لعفو ) ( يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلَائِكَةُ صَفًّا لَّا يَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرحْمَنُ وَقَالَ صَوَابًا ) فالمأذون من الرحمن من أنزل عليه ألقرآن .فلا يضيق جاهه العظيم عن شفاعته لإنسان سر قوله تعالى : ( وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى ) تصرف في الزمان كما تريد فمولى أنت نحن لك عبيد وسل السيف في عنق الاعادى فسيفك في الورى ذكر حديد فهب ما شئت وامنع لا لبخل ولكن كي تجود بما تريد اللهم بألف الذات ولآم الأسماء والصفات وميم دائرة الصور الكونية وذلك الكتاب الذي لاريب فيه هدى للمتقين .أن تجعل الأسماء والصفات وقاية لنا منها . اللهم نعوذ برضاك من سخطك ،وبمعافاتك من عقوبتك ،وأعوذ بك منك . اللهم صل على من ناجيته باسمه تلذذا بذكره .