منذ أدركت الصلاة وأنا أسمع من المشايخ في أول الصلاة الجهرية "بسم الله الرحمن الرحيم" في أول الفاتحة، ثم لم أعد أسمعها منهم في قريتنا هذه الأيام، فسألتهم عن ذلك، فقالوا: في الجهر بها خلاف بين الفقهاء. فما الحكم الشرعي في ذلك؟ دار الإفتاء المصرية: الجهر بالبسملة من المسائل المختلف فيها بين العلماء؛ فالشافعية يرون مشروعية الجهر بها، وغيرهم من العلماء يرون أن الإسرار بها هو الأفضل، وهذا الأمر معدود من هيئات الصلاة التي لا ترقى إلى درجة السنن المؤكدة؛ فالخلاف فيه قريب والشأن فيه واسع، ومن المقرر شرعًا أنه إنما ينكر ترك المتفق على فعله أو فعل المتفق على تركه، ولا ينكر المختلف فيه، فمن جهر بالبسملة فهو حسن ومن أسر بها فهو حسن، ولا يجوز أن تكون أمثال هذه المسائل الخلافية مثار فتنة ونزاع وفرقة بين المسلمين، بل يسعنا فيها ما وسع سلفنا الصالح من أدب الخلاف الذي كانوا يتحلَّون به في خلافاتهم الفقهية واختياراتهم الاجتهادية. والله سبحانه وتعالى أعلم