استوقفتني مقولة للأستاذ أحمد الشقيري التي يقول فيها " إذا كانت المرأة درست، تزوجت، اخلصت، حملت، أنجبت، أرضعت، ربت، عملت، تحملت قلق وخوف، وكانت في الاخر بنصف عقل فكيف لوكان عقلها كاملا؟" فإذا كان نصف العقل حقق لك كل هذه الأمور فهنيئًا لك بنصف العقل وأجعلي منه فخرًا لك وعزة وأقول لمن يستدلون على هذا الشيء من حديث الرسول صلى الله عليه وسلم انظروا كيف كانت للمرأة دور بارز في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم فها هي السيدة خديجة رضى الله عنها كانت أول من آمنت من البشر وكانت أول من لجأ إليها الرسول صلى الله عليه وسلم عندما نزل عليه الوحي في غار حراء فهدأت من روعه وكانت له الحضن الدافئ الذي يطمئن له، فانظري ماذا قالت له "فوالله لا يخزيك الله أبدًا، فوالله إنك لتصل الرحم، وتصدق الحديث، وتحمل الكلَّ، وتكسب المعدوم، وتقري الضيف، وتعين على نوائب الحق". فما أجملك يا سيدتي وما أجمل تقديرك لزوجك وحبك له الذي جعلك أول شخص يلجأ إليه عند الشدة، ثم بعد ذلك عندما عالجت الأمر برجاحة عقلها وحكمتها، وذهبت مع الرسول صلى الله عليه وسلم لورقة بن نوفل فبشرهما برسالته، ثم واصلت الوقوف بجانبه في أشد الأزمات التي مرت به حتى أنه عندما توفيت أطلق صلى الله عليه وسلم على هذا العام "عام الحزن". وهنا تأتي رسالتي إليك أيتها المرأة الغالية التي بدونها الحياة تفتقد البسمة والبهجة والحب فلا تنتقصي من قدرك ولاتبخلي على نفسك أن تكوني مثل هؤلاء النساء وتقولى إنهم من زمن الرسول صلى الله عليه وسلم، وأن السيدة خديجة كانت متزوجة الرسول صلى الله عليه وسلم وأين الرجال الآن من الرسول صلى الله عليه وسلم. أقول لك لا ياسيدتي فإن أردتي زوجا كالرسول صلى الله عليه وسلم فكوني خديجة رضى الله عنها، فأنا على يقين أن المرأة تستطيع أن تغير العالم فما بالك بشريك حياتك الذي هو من نفسك فهكذا قال الله تبارك وتعالى في كتابه الكريم " وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا" فأسعدي نفسك وزوجك ولا تبخلي على نفسك بالحب فكوني له السكن الذي يسكن إليه ويلقي بكل همومه على بابه، وكوني له الحضن الدافئ عندما تضيق عليه الدنيا، وكوني له الصديق المخلص الذي يحافظ على سره، وكوني له الحارس الأمين على بيته وأولاده، وكوني له المشجع الذي يدفعه نحو الأفضل، يكن لك كما تحبين حينها ستدركين أنك فعلاً خير متاع الدنيا كما قال رسولنا الحبيب صلى الله عليه وسلم عنا، فأبهري العالم بنص العقل.