أنا فتاة عندي 25 سنة مخطوبة من حوالي 8 شهور من زميل لي في الكلية كنت أعرفه أيام الكلية في علاقة أقرب للصداقة من الارتباط، وكانت بعلم أهلي، كان خطيبي برئ الوجه والقلب وكان إحساسي تجاهه إعجاباً أكثر منه حباً، ومع الأيام اكتشفت أن هذه البراءة ليست حقيقية؛ حيث إنه كان يتحدث على النت مع فتيات في حوارات لا أستطيع أن أصف لكم مدى وقاحتها وانحلالها. وعندما واجهته وخيّرته بين هذه العلاقات وبيني اختارني أنا رغم تكرار هذه العلاقات؛ ولكنه كان يختار فتيات من خارج مصر حتى لا يضطر إلى مقابلتهن، ولتكون مجرد علاقات عابرة على النت؛ ولكن هذا طبعا لا يبرؤه، وبعد تأكدي من صدقه وقطعه علاقته بهولاء الفتيات بدأ يطلب مني أنا أن أعوضه عما كان يشعر به معهن من أحاسيس حسية بحتة فعلا تخدش حيائي، أنا لا أستطيع أن أجاريه فيما يطلب؛ حيث أن هذا حرام طبعا وأنني أستحي أن أتكلم في مثل هذه المواضيع قبل الزواج، ولأنه ليس مجرد كلام وإنما حالة شعورية يدخل فيها ليشعر وكأنه فعلا يقيم علاقة، وعندما أجادله وأرفض بشده يبدأ بالمقارنة بيني وبين الفتيات السابقات ويشعرني أني أقل منهن في هذه الناحية التي تهمه كثيرا. لا أعرف ماذا أفعل؟ وماذا أقول؟ ولا أستطيع أن أخبر أهلي لأنه كان اختياري أنا، والمشكلة الأكبر أن فترة الخطوبة ستكون طويلة حوالي 4 سنوات نظرا لظروفه المادية المتعثرة، أنا أعلم جيدا أنه يحبني كثيرا؛ ولكن ديني وأخلاقي وحيائي يمنعونني من أي تجاوب معه؛ فماذا أفعل بالله عليكم وعذرا للإطالة...
D.
الأخت العزيزة كما أن للإنترنت الكثير من المزايا؛ فإن له من العيوب الكثير، وإحداها إدمان الشات أو الدردشة الإلكترونية، التي احتلت مساحة كبيرة من اهتمام الشباب؛ فأصبحت تلتهم معظم وقتهم، حتى اندفع بعضهم إلى ارتكاب المحرمات وإقامة علاقات مشبوهة من خلالها في الخفاء وبعيدا عن أنظار الأهل.
ومن أسباب انتشار هذه الظاهرة؛ ضعف الإيمان، وقلة الوازع الديني، والظروف الاقتصادية السيئة، والبطالة، وقلة فرص العمل، والفراغ أحيانا. ويجد بعض الشباب من ضعاف النفوس ضالتهم في إقامة هذا النوع من العلاقات التي يسعى من خلالها إلى التنفيس عن احتياجاتهم العاطفية والاجتماعية والجنسية أيضا. وكل هذا لا يدعو إلى التماس عذر أو مبرر على الإطلاق.
لا تقلقي أبدا فإن موقفك هذا عندما رفضتي الخضوع لرغباته هو نعم الصواب؛ كأية فتاة متدينة، صاحبة حياء وفضل، تحافظ على حق الله، وعلى حق أهلها.
صديقتي... إن كنت ترين حقا ما يدفعك للاستمرار مع هذا الشاب بغض النظر عن حبه الشديد لك كما ذكرت، وهو أمر مشكوك فيه؛ خاصة بعدما تجرأ عليك وطلب منك أشياء مهينة كهذه. والأدهى من هذا أنك عندما رفضت وحاولت ردعه وتذكيره بحدود الله؛ فإنه يضغط عليك من خلال عقد مقارنات بينك وبين أولئك الساقطات اللائي يتعرف إليهن في غرف الشات المشبوهة. وسواء كنّ من الداخل أو الخارج؛ فليس هناك تسمية أخرى لما يدور بينه وبينهن إلا أنها "علاقات آثمة".
نصيحتي لك أن تعامليه بمنتهى الحزم ودون فرصة للتهاون؛ اسأليه صراحة عله يرتدع ويخجل من نفسه: أترضاه لأختك أو لأحد من أسرتك؟ قولي له أن الله يراقبه ويطلع على أفعاله ولا يخفى عليه خافية، وهو يعلم السر وأخفى.
أعطه فرصة وحيدة أخيرة إما أن يختارك أنت ويتوقف عما يطلبه منك؛ معلناً ندمه وتوبته وعزمه عدم العودة إلى هذا الذنب مرة أخرى أو يفارقك إلى الأبد ودون رجعة. دون أن تبدي لحظة ندم واحدة.
في النهاية أعتقد أن 4 سنوات خطبة؛ فترة طويلة للغاية ينبغي إعادة النظر في هذا الأمر وتقلليها إلى أقل فترة ممكنة كي لا تسنح فرصة للشيطان لعقد حبائله.
وأنهي حديثي بما ورد عن النبي الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: "لأن يطعن في رأس أحدكم بمخيط من حديد خير له من أن يمس امرأة لا تحل له".
احرصي دائما على الدعاء له بالهداية.. وفقكما الله إلى ما فيه الخير.