أكد اللواء حبيب العادلي -وزير الداخلية- أن حادث تفجير كنيسة القديسَيْن بالإسكندرية وقع نتيجة عبوة ناسفة محمولة، وليس سيارة مفخخة. جاء ذلك في تقرير وزير الداخلية الذي عرضه مساء أمس (الأربعاء) في اجتماع مجلس الوزراء، دون الإعلان عن هوية المنفّذين حتى الآن. وقال اللواء حبيب العادلي خلال عرضه التقرير: "إن كل ما لدى وزارة الداخلية من معلومات مؤكّدة، سوف يُعلن عنها في وقتها"، مضيفاً أن الحادث المؤلم وقع أمام الكنيسة، ونتج عن عبوة بدائية الصنع، ولكن بها إمكانيات تفجير تسببت في ضرر كبير نتيجة التزاحم. وكشف تسجيل مصوّر أظهره موقع يوتيوب وبثته قناة دريم في برنامج "العاشرة مساءً" عن شخص يدخل الكنيسة مسرعاً، محاولاً الدخول في صفوف المصلين مرتبكاً، ويرتدي جاكت جلد، وبعد وقوفه بلحظات حدث الانفجار، ويُظهر الشريط صوت كاهن الكنيسة محاولاً تهدئة المصلين قائلاً: "مافيش حاجة.. ما تخافوش". وأثناء ذلك وخلال الارتباك والصدمة من صوت الانفجار يشاهد نفس الشخص يخرج مسرعاً من الكنيسة متجها إلى الخارج، ولم تبد عليه علامات الارتباك كما بدت على الحاضرين، وقد لقي هذا التسجيل تعليقات عديدة، ودارت التساؤلات حول ما إذا كان هذا الشخص وراء عملية التفجير، بحيث يكون قد فجّر العبوة عن بُعد أم لا. شاب في العشرينات وحقيبة محمولة وراء التفجير الإرهابي ومن ناحية أخرى أكدت صحيفة الأهرام أن أجهزة وزارة الداخلية, تمكّنت من تحديد الصورة الكاملة لشخصية الإرهابي منفّذ جريمة الإسكندرية، والذي يتراوح عمره بين 23 و 25 عاما، بعد تحليل عينات 45 قطعة من الأشلاء بمسرح الحادث. ونشرت وزارة الداخلية أمس صورة وجه مرمّم لقتيل تعتقد أنه الانتحاري منفذ الاعتداء، ووزّعت الداخلية الصورة على جميع وسائل الإعلام لنشرها، بهدف جمع أكبر قدر من المعلومات من المواطنين عن هوية صاحبها. وأكدت الداخلية أن الأجهزة الفنية والمعملية نجحت في جمع القطع، والدوائر الإلكترونية التي كشفت عن استخدام الإرهابي حقيبة تشبه الحقائب المدرسية أو الرحلات، وبلغ وزن العبوة التفجيرية بين 20 و 25 كيلو جراما من مادة شديدة الانفجار. وتؤكد عمليات الفحص الفني والمعملي أن الانفجار وقع بطريق الخطأ، أو أن التفجير جرى قبل الموعد المحدد لاصطدام العبوة بجسم مرتكب الجريمة، مما تسبب في تفتيت كامل لأجزاء جسمه وتطايرها لعدة أمتار، كما أن العبوة مجهّزة بمواد كيماوية مخلوطة بأصابع من مادة TNT شديدة الانفجار، ولا تحتوي على مسامير بل رقائق من الصفيح وقطع الحديد، والتي كان من نتيجتها حدوث تشوهات لجثث الضحايا. كما علمت الأهرام أن خبراء الأدلة الجنائية حصلوا على بصمات من 118 شخصا من الشهداء والمصابين؛ لفحصها وتحديد بياناتهم، وتم تخصيص فريق عمل لهذه المهمة لتحديد هوية كل منهم، وتتعامل أجهزة الأمن بسرعة كبيرة؛ للكشف عن كل أبعاد الجريمة وتحديد أفراد الخلية الإرهابية بالكامل، سواء في الداخل أو الخارج. أشلاء متناثرة تقود إلى منفّذ الجريمة وَفوْر وصوله إلى الإسكندرية أمس؛ استعرض المستشار عبد المجيد محمود -النائب العام- ما انتهت إليه التحقيقات حتى الآن, وأظهرت التحقيقات أن الحادث وقع في تمام الثانية عشرة وعشرين دقيقة بعد منتصف الليل, كما أشارت التحقيقات الأولية إلى أن هناك ثلاث سيارات موضع اشتباه، وهي السيارة الاسكودا، وسيارة أخرى سوداء مملوكة لمحامٍ مسيحي, وأخرى مملوكة لشركة أجنبية بالقاهرة، وتشير أقوال المصابين والتحقيقات إلى أن التفجير تم بوساطة انتحاري فجّر نفسه من خلال حزام ناسف أو عبوة وُضعت في مكان مرتفع عن الأرض, حيث أظهرت المعاينة وجود أشلاء متناثرة على بنايات المسجد والكنيسة، وأن واقعة التفجير لم تحدث أمام مبنى الكنيسة مباشرة، وإنما على بُعد عدة أمتار. وقد تمّ العثور على أشلاء متعددة عبارة عن أذن كانت متناثرة, وجزء من وجه ليس كاملا، وتلك الأشلاء يجري عليها تحليل DNA حاليا، وقد تكون تلك الأشلاء لمنفّذ العملية, بالإضافة إلى القدمين اللتين تمّ العثور عليهما في موقع الجريمة, وبعد فحصهما من قبل خبراء الطب الشرعي تبين أن القدمين تنتميان لشخصين مختلفين؛ لاختلاف مقاسهما فالأولى مقاس 28 سم والأخرى 30 سم، كما أن مصلحة الطب الشرعي تجري تحليلات للشظايا التي وجدت في أجساد الضحايا.
من ناحية أخرى، تم التحفظ على إسلام مبروك، مالك السيارة الاسكودا الذي يرقد بالعناية المركزة، وهو يعمل مهندسا كيميائيا. إضغط لمشاهدة الفيديو: