قوبل الحادث المروّع الذي استهدف كنيسة القديسين بالإسكندرية -وراح ضحيته 21 شخصًا، وسقط ما لا يقل عن 70 مصابًا-ردود أفعال واسعة على جميع الأصعدة المحلي والعربي والدولي، وجاءت جميعها منددةً بالحادث، وداعيةً الشعب المصري للوقوف صفًا واحدًا في مواجهة الإرهاب.
وفي أول تعليق رسمي للكنيسة على حادث الاسكندرية قال الأنبا أرميا, السكرتير الشخصي لقداسة البابا شنودة الثالث: "نحن نأسف لما حدث، والأيادي التي قامت بهذا التفجير هي أيادٍ غير أمينة، هدفها العبث بأمن مصر وأمان المصريين". وأضاف أرميا: "إننا نثق في حكمة الرئيس محمد حسني مبارك، الذي قاد هذا الوطن في أشد المحن، ونعلم أن المحبة المتبادلة بينه وبين قداسة البابا لها جذور عميقة"، مؤكدًا أن قداسة البابا شنودة الثالث سيترأس قداس عيد الميلاد المجيد كالمعتاد بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية.
القرضاوي أكد أن الحادث لا يتفق مع الإسلام وتعاليمه السمحة بشيء القرضاوي يبرّئ الإسلام من الحادث من جانبه استنكر الدكتور يوسف القرضاوي -رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين- الحادث، وشدد على أن "فاعلي هذه الجريمة لا يمكن وصفهم إلا بوصف واحد، هو أنهم مجرمون سفّاكون للدماء، يبرأ الإسلام منهم ومن جريمتهم؛ فالإسلام يحترم النفس البشرية، ولا يجيز قتلها إلا بالحق الذي يقضي به القضاء العادل القائم على البيّنة، أما قتل الناس جزافا وخصوصا إذا كانوا في مكان مثل دار عبادة يحتفلون فيه بذكرى دينية فتكون الجريمة أكبر وأفحش". وأكد الداعية الإسلامي أن الحادث لا يتفق مع الإسلام وتعاليمه السمحة بشيء، موضحا: "نحن نبرأ باسم الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين وباسم علماء المسلمين جميعا، إلى الله من هذا الحادث.. وأن يقوم به مسلمون؛ فهذا لا يتفق مع الإسلام في شيء". وألمح القرضاوي إلى احتمال أن تكون هناك يد أجنبية وراء الحادث، بغرض إشعال الفتنة الطائفية بمصر، قائلاً: "أستبعد وأستنكر على إنسان مصري أو مسلم أن يقتل أناسا من غير حق، أناس يجتمعون في دار العبادة دون أن يرتكبوا جرما، هذا أستبعده تماما، وأخشى أن يكون وراءه يد أجنبية تريد أن تشعل الفتنة، ونسأل الله أن يقينا الفتنة".
الدعوة السلفية بالإسكندرية وفي أول رد فعل لها على أحداث تفجيرات كنيسة القديسين بالإسكندرية، أصدرت الدعوة السلفية بالإسكندرية بيانا أدانت فيه حادثة التفجير التي وقعت بالإسكندرية، باعتبارها "مفتاح شر على البلاد والعباد، وتعود بالمفاسد على المجتمع كله، وتفتح الباب لاتهام المسلمين، بل والإسلام نفسه، بما هو بريء منه من سفك الدماء بغير حق واعتداء على الأنفس والأموال بغير حق". وأعلنت الدعوة السلفية في بيانها أن "المنهج الإسلامي الذي تتبنّاه والقائم على الدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة، يرفض هذه الأساليب التي تخدم فقط أهداف من لا يريدون بمصرنا خيرًا". مؤكدةً أن "المصريين مسلمين وأقباطًا قد تعايشوا في تسامح وأمان رغم اختلاف عقائدهم خلال القرون الطويلة، باستثناء حوادث نادرة (لا تكسر القاعدة بل تؤيدها)، بيد أن وتيرتها ارتفعت منذ أربعة عقود؛ لأسباب يسهل تتبعها لمن أراد أن يعالج الأزمة بطريقة علمية وموضوعية وعادلة".
خالد يناشد الشباب المصري مسلمين ومسيحيين بتجنب المساهمة فى تأجيج الفتنة عمرو خالد يناشد الشباب وقد أدان الداعية الإسلامي الدكتور عمرو خالد أحداث العمل الإرهابي بالإسكندرية، ووصف الحادث باللا أخلاقي وغير الإنساني، وقال إن الإسلام بريء مما حدث، مصداقا لقوله تعالى: {مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا}، وقول الرسول: "إن دماءكم وأموالكم عليكم حرام".
وناشد خالد الشباب المصري مسلمين ومسيحيين بأن يتجنّبوا بكل إصرار المساهمة فى تأجيج الفنتة، وأن يقوموا برفض كل دعاواها عبر الإنترنت، وعلى المواقع الاجتماعية المختلفة، معتبرا أن التربّص باللسان هو مدخل الدماء؛ لأن المسلم هو من سلم المسلمون وغير المسلمين من لسانه ويده.
أوباما يعرض المساعدة وأدان الرئيس الأمريكي باراك أوباما أحداث التفجير، ووصفه بأنه هجوم إرهابي آثم، وقال: "إن الولاياتالمتحدة مستعدة للمساعدة في الردّ على ذلك التفجير".
الدول العربية تستنكر بشدة العمل الإرهابي الذي أودى بحياة الأبرياء الاتحاد الأوروبي يدين بلا تحفّظ وأدانت كاثرين آشتون -الممثلة العليا للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي- بلا تحفظ التفجير الذي استهدف كنيسة الإسكندرية، وقال المتحدث باسم آشتون في بيان: "لقد شعرتْ بالأسف العميق للهجوم، وإنها تندد -بلا تحفّظ- بالهجوم على الأقباط الأبرياء".
عزاء ومواساة وقد تلقّى الرئيس مبارك عددًا من برقيات التعازي من رؤساء وملوك وأمراء الدول العربية، معبرين فيها عن خالص تعازيهم في ضحايا الانفجار، ومؤكدين استنكار بلادهم الشديد لهذا العمل الإرهابي الذي أودى بحياة الأبرياء، واستهدف زعزعة الأمن والاستقرار في مصر. كما أعرب عدد من الفعاليات الإسلامية في أوروبا عن شجبها واستنكارها للتفجير الإرهابي، الذي وقع بالقرب من كنيسة القديسين بمدينة الإسكندرية، وما خلّفه من قتلى ومصابين.