قامت السلطات القضائية السودانية بفتح تحقيق حول تعرّض فتاة للجلد بعنف على أيدي رجال يرتدون زيّ الشرطة، وتم تداول الفيديو عبر الإنترنت. ويظهر شريط الفيديو المتداول على موقع يوتيوب منذ بضعة أيام امرأة تدل ملامحها على أنها سودانية، راكعة وهي تبكي وتصرخ، في حين يقوم رجال يرتدون زي الشرطة الأزرق بجَلدها على رأسها وكل أنحاء جسمها. وقالت السلطة القضائية -وفقا لموقع العربية.نت- في بيان نشرته الصحف السودانية، أمس (الإثنين) إنه سيتم فتح تحقيق حول تنفيذ عقوبة الجلد بالفتاة، التي تناولت صورها مواقع على الشبكة العنكبوتية، ومخالفة تنفيذ العقوبة للضوابط المقررة قانوناً وفقاً للمنشورات الجنائية. وأضافت: "سوف تتخذ السلطة القضائية ما يلزم من إجراءات، على ضوء ما يسفر عنه التحقيق". وفي السياق ذاته ألقت قوات الأمن السودانية القبض على جميع النساء اللاتي حاولن تسليم مذكرة احتجاج على بعض القوانين التي يعتبرنها مجحفة بحق النساء مثل عقوبة الجلد إلى وزارة العدل. وقد أوقف رجال أمن يرتدون ملابس مدنية -حسب ما أفاد موقع BBC- المتظاهرات، ومنعوهنّ من الوصول إلى مبنى الوزارة بالقوة، وقاموا بحمل النساء، وضربهن، ووضعهن في السيارات التي تحرّكت بهن إلى القسم الشمالي من الخرطوم، وهو مركز شرطة وسط الخرطوم. من ناحيته قال عبد الرحمن الخضر -والي الخرطوم والمسئول الكبير في حزب المؤتمر الوطني الذي يتزعمه الرئيس عمر البشير- إن هذه المرأة عوقبت بموجب الشريعة، ولكن هناك خطأ في طريقة تنفيذ العقوبة بحقها. وفي تصريح لمحطة التليفزيون الخاصة "النيل الأزرق" أوضح الخضر أنه حتى الآن ما زالت السلطات تحقّق بالأمر، وأضاف: "لن نسمح لأي أحد باستعمال هذه القضية لأغراض سياسية". وتنصّ بعض مواد القانون الجزائي الذي اعتمد في 1991 بعد عامين من الانقلاب الذي قاده الرئيس عمر البشير بدعم من الجيش، على إنزال عقوبة الجلد لدى مخالفة القواعد الأخلاقية؛ مثل الزنى، والدعارة، لكن لم توضح السلطة القضائية مسببات فرض عقوبة الجلد على المرأة. وكان الاتحاد النسائي السوداني -وهو تنظيم نسائي معارض للحكومة السودانية- قد طالب بفتح تحقيق في الواقعة. وقال الاتحاد في بيان إن حادثة جلد الفتاة المتداولة في عدد من المواقع الإلكترونية أخيراً تُشكّل وصمة عار في جبين القضاء والقانون السوداني، وإهانة للمجتمع السوداني، وإذلالاً للمرأة السودانية. وكانت الصحفية لبنى حسين قد أشارت العام الماضي إلى وضع آلاف السودانيات اللاتي يتعرّضن للجلد بأيدي الشرطة، بعد محاكمتهن لارتدائهنّ السروال الذي اعتبر مخالفاً للحشمة، وأدينت لبنى حسين بدفع غرامة 200 جنيه سوداني لكنها لم تتعرّض للجلد.