صرّح المهندس ماجد جورج -وزير الدولة لشئون البيئة- أمس (الخميس) أن أجهزة الوزارة تمكّنت من اصطياد سمكتَي القرش اللتين تسببتا في ضرر بالغ لأربعة من السياح الأجانب بشرم الشيخ خلال اليومين الماضيين، فيما أعلن محافظ جنوبسيناء أن السبب وراء الحادث هو أن خِرافا نافقة تم إلقاؤها من إحدى السفن في مياه البحر هي التي اجتذبت سمكتَي القرش إلى الشاطئ. وقال إن طاقم عمل الوزارة -المكوّن من 12 فردا من أخصائيي علوم البحار، وباحثي البيئة- تمكّن باستخدام اللنشات وأدوات الصيد والحبال والمواد الجاذبة وأوناش الرفع من اصطياد سمكتَي القرش أحياء. وأوضح جورج أنه أصدر تعليماته إلى أجهزة الوزارة والمحميات الطبيعية بسرعة تمشيط ومسح منطقة الحادث والمناطق الساحلية المجاورة لها؛ للاستدلال على سمكتي القرش المفترسة وفق المواصفات التي أدلى بها السياح الأجانب المصابون والغواص الذي أنقذ السائح المصاب يوم الأربعاء الماضي، وذلك قبل فتح المنطقة للسياحة والغوص حرصا على سلامة وأمان السياح، مشيرا إلى أن عمليات المسح والتمشيط استمرّت طوال اليومين الماضيين. كما أمر بصرف شهر مكافأة لكل أفراد فريق العمل بمحمية جنوبسيناء؛ لسرعة التعامل مع الحادث وإدارة العملية بكفاءة عالية. ووجّه وزير الدولة لشئون البيئة المهندس ماجد جورج فريق عمل الوزارة المختص بالحادث باتخاذ إجراءات تشريح سمكة القرش المفترسة، وتحنيطها، ووضعها في مركز زوّار محمية رأس محمد بجنوبسيناء؛ لعرضها أمام الزوار والسياح للاستفادة منها في تنمية الوعي البيئي لديهم بالحيوانات البحرية المفترسة. وأصدر جورج تعليماته باستمرار أعمال تمشيط ومسح منطقة الحادث والمناطق المجاورة لها خلال يومين؛ للتأكّد من خلوها من أية تهديدات أخرى؛ حرصا على سلامة وأمان السياح بالمنطقة. وأكّد تقرير فريق العمل الفني لوزارة البيئة أن إحدى السمكتين يبلغ طولها 2.25 متر ورمادية اللون, والبطن بيضاء, وتتميّز بالأسنان الحادة, وتعتبر من الأصناف الشرسة, كما أنها مطابقة تماما للأوصاف التي أدلى بها الغواص الذي أنقذ السائح المصاب؛ حيث تتميّز بانقطاع جزء من الزعنفة الظهرية. مِن جانبه، قال اللواء محمد عبد الفضيل شوشة -محافظ جنوبسيناء- إن الحادث الذي شهده الشاطئ يوم الأربعاء الماضي وقع في منطقة بعيدة عن الشاطئ، ويصل عمقها إلى 40 مترا وليست أمام الشاطئ مباشرة، كما أن السياح الذين تعرّضوا للهجوم كانوا من المدربين على الغوص في أعماق متوسّطة. وأضاف المحافظ في اتصال هاتفي مع برنامج "صباح الخير يا مصر" أمس أن بعض ملابس الغوص -وخاصة النظارة والرفاسات- لم يستخدمها المصابون وهي ضرورية في هذه الأماكن؛ لإبعاد خطر اقتراب الأسماك الكبيرة، وأكد أنه أصدر عدة تعليمات يجب اتباعها من السياح، إضافة إلى الجهود المبذولة للتأكّد من خلو الشاطئ من هذه الأنواع القاتلة من الأسماك قبل السماح بالسباحة. وأرجع المحافظ اقتراب سمكة القرش لهذه المنطقة من البحر إلى إلقاء إحدى السفن التجارية -والتي كانت تحمل شحنة خراف إلى الأردن- لعدد من الخراف النافقة في عرض البحر، ومع حركة التيارات البحرية ارتفعت الخراف النافقة، وجذبت أسماك القرش للمنطقة، مشيرا إلى أن بعض الفحوص المعملية تُجرَى حاليا على سمكة القرش للتأكّد أنها المتسببة في الحادث، بالإضافة إلى عدم وجود أسماك أخرى، وقال إن قرار وزير السياحة بوقف السباحة والغوص لمدة 48 ساعة كان ضروريا لعدم وقوع حوادث جديدة؛ ولإتاحة الفرصة للسلطات البحرية في المدينة باتخاذ الاحتياطات اللازمة. عن وكالة أنباء الشرق الأوسط (بتصرّف)