أعلنت وزارة الدفاع العراقية أن الهجمات الأخيرة العشوائية لتنظيم القاعدة في العراق، تشير إلى إصابته بضعف وتخبط واضحين؛ بسبب العمليات الأخيرة التي نفّذتها القوات العراقية، والتي أدّت إلى قتل واعتقال العشرات من قادة التنظيم منذ فبراير الماضي. وذكر المتحدّث باسم وزارة الدفاع العراقية، أن عملية التحقيق والتحليل التي أجرتها قوات الأمن العراقية للهجمات الانتحارية والمسلّحة والتفجيرية التي نفّذتها "القاعدة" في العراق خلال الفترة الماضية، تشير إلى وجود مشكلة حقيقية يعانيها ذلك التنظيم؛ حيث أصبح بلا هدف، ويتخبط في عملياته، وبات يبحث عن أهداف سهلة للهجوم مثل الأسواق والمحلات الشعبية ودُور المواطنين ومتاجرهم. وأوضح المتحدث أن "نجاح قوات الجيش في اعتقال الرؤوس الكبيرة والمخططة للتنظيم وقتل عدد من أبرز قادته، جعلها أفعى بلا رأس لا هدف لديها؛ إنما أصبحت تحاول إيصال رسالة أنها لا تزال على قيد الحياة عبر هجمات بائسة، مثلما حصل في كنسية "سيدة النجاة" والهجوم على أسواق ومجالس عزاء وتفجير سيارات مدنيّين". وأكّد أن "تنظيم القاعدة يعيش حالياً آخر مراحله في العراق، محاولاً البقاء بأية صورة، والظهور على أنه لا يزال قوياً"، قائلاً: "في الحقيقية أن تنظيم القاعدة يحاول ذلك عبر تفجيرات بين المواطنيين الآمنين؛ وليس باستهداف نوعيّ لمناطق حساسة أو مهمة". من جانبه قال اللواء "جعفر إبراهيم" من وحدة عمليات وزارة الدفاع: "خلال الأشهر القليلة الماضية، فشل "القاعدة" في الوصول إلى 60% من أهدافه المرسومة؛ حيث تمكّنت قوات الأمن من الوقوف في طريقه، ومنعه من الوصول إلى أهداف مهمة، وإحباط عدد من الهجمات، واضطر التنظيم إلى تغيير خططه واللجوء إلى إفراغ شحنات إرهابها ضد المدنيين". ومن تلك الأمثلة هجمات يوم 2 نوفمبر الجاري؛ حيث استهدفت عدداً من السيارات المفخخة والقنابل تجمعات لمدنيين في مناطق شعبية، واستهداف صالة للبليارد في مدينة الصدر، واستهداف مدنيين كانوا يستعدون لشراء ملابس واحتياجات العيد في شارع 20 بمنطقة البياع، وانفجار عبوة قرب مجلس عزاء في منطقة "الشعلة". جميع تلك التفجيرات كانت بعيدة كل البعد عن قوات الأمن أو المراكز الحكومية، وهذا يُثبت فشل "القاعدة" في الوصول إليها، ومحاولته إثبات وجوده عبر تلك التفجيرات بين المواطنين؛ حسبما قاله المتحدث الرسمي باسم قيادة شرطة بغداد. أما رئيس حركة أبناء الرافدين فقال: "إن الهجمات الأخيرة لتنظيم القاعدة اختلفت بشكل جذري في نوعها وتوقيتها ومكانها عن الماضي بشكل يؤكد ضعفه". وأكّد أن جميع الهجمات الإرهابية الأخيرة كانت تستهدف المدنيين، ولم يستطع الإرهابيون الوصول إلى أهدافهم التي كانوا يهددون باستهدافها في كل بيان لهم على الإنترنت؛ بل وفشلوا في إثبات أو تحقيق تهديداتهم الإرهابية، باستهداف مصافي النفط، وحقول الغاز، أو ضرب منشآت الدولة الحساسة، أو اقتحام قواعد الجيش والشرطة؛ مضيفاً: "هذا دليل على أنهم أصبحوا مجرد أقوال لا أفعال". فيما ذكر الفريق الركن "عبد العزيز العبيدي" من غرفة عمليات الأنبار، أن أحد أبرز أسباب وصول "القاعدة" إلى مرحلة الشيخوخة والهرم بسرعة، هو تجفيف منابع تمويله داخل العراق وخارجه؛ حيث تمكّنت أجهزة الأمن من تتبّع مصادر التمويل، وقطع شرايين الحياة التي كانت تغذّي التنظيم. وأضاف: "نحن لا نُبالغ بالتفاؤل إن قلنا إن "القاعدة" يتخبط وأصبح لا ينظر أبعد مما هو تحت أقدامه؛ كونه محاصراً وأتباعه غير قادرين على الحركة كما في السابق". وأكد نائب في البرلمان العراقي أن "العراقيين أصبحوا لا يكترثون بتهديدات الإرهابيين أو وعودهم، ولم يعودوا يخافون منهم؛ "وذلك لأن الإرهابيين في كل مرة يهددون دون أفعال، وأغلب هجماتهم الأخيرة وقعت بين المدنيين". عن موقع "الشرفة"