تحدثنا في الحلقة السابقة عن ماهية الدورة الشهرية وكيفية حدوثها وبعض المشكلات التى تصاحبها واليوم نستكمل معا تلك المشكلات ومنها: 4- عدم انتظام الدورة الشهرية: من المعروف أن انتظام الدورة الشهرية يحتاج إلى انسجام كامل وشامل بين كل من الرحم والمبيض والغدة النخامية في المخ، وهي المسئولة عن تنشيط المبيض، وأن أي خلل في تتابع وانتظام وظائف أي منها ينتج عنه اضطراب في الدورة الشهرية. وعادة ما تكون الدورة غير منتظمة في أول 2 - 3 سنوات بعد البلوغ؛ وذلك لعدم حدوث التبويض في هذه الدورات الأولية، فلا داعي للقلق؛ لأن هذه المشكلة تعانيها بعض الفتيات، ولها أسباب كثيرة منها: • زيادة في إفراز هرمون اللبن. • حدوث تكيّس في المبايض. • اضطراب في وظائف الغدة الدرقية. • الاضطراب الوظيفي في المبيض؛ نتيجة لبعض الضغوط النفسية والإجهاد العصبي.
ويجب وقتها على من تعاني هذه المشكلة أن تقوم بإجراء بعض تحاليل للهرمونات؛ مثل تحليل FSH، LH، PROLACTIN في اليوم الثالث من بداية الدورة؛ لمعرفة سبب الخلل، وكذلك عمل تحليل للغدة الدرقية، وكذلك إجراء أشعة تليفزيونية عن طريق الشرج على الرحم والمبايض، مع إنقاص الوزن، إذا كانت الفتاة تتميز بالسمنة، ويعتمد العلاج على نتائج الفحوص الهرمونية وصور الأشعة التليفزيونية. 5- حدوث الدورة الشهرية كل أسبوعين عند الفتيات: تختلف خصائص الدورة الشهرية من سيدة إلى أخرى، وتكون الدورة الشهرية منتظمة إذا حدثت كل 21 إلى 35 يوما، أما إذا قلّ طول الدورة عن ثلاثة أسابيع أو زاد على 45 يوما، فإنها تُعتبر دورة غير منتظمة. ومن أسباب حدوث الحيض كل أسبوعين وجود احتقان في المبيضين، والذي يؤدي إلى ضمور الجسم الأصفر سريعا، ويجب عمل تحليل هرمونات في اليوم الثاني للدورة مع استبعاد قلة نشاط الغدة الدرقية، ويتم وصف العلاج بعد العرض على الطبيب. وما دام تحاليل الهرمونات والأشعة التليفزيونية سليم فلا داعي للقلق؛ لأن ذلك قد يرجع إلى عدم انتظام حدوث التبويض، وفي هذه الحالة يمكن استخدام علاج لتنظيم الدورة، يُستخدم لمدة 21 يوما، ثم يوقف ويكرّر من خامس أيام الحيض. 6- الدورة الشهرية والبدانة: أثبتت الأبحاث أن النساء المصابات بالسمنة معرضات بدرجة كبيرة إلى الإصابة باضطرابات الدورة الشهرية، في شكل قلة دم الحيض أو امتناعه تماما، وهذا في حد ذاته يعد إنذارا لتأخر حملهن عند الزواج، كما لوحظ أيضا زيادة نمو الشعر في وجوههن وأجسامهن، ناهيك عن التعرض للإصابة بالسكر ومضاعفاته، حيث إن الجسم السمين يقاوم الأنسولين الذي يفرزه البنكرياس. وزيادة الدهون في جسم المرأة وإصابتها بالسمنة تحدثان تكسيرا بهرمونات المبيض، التي غالبا ما تكون بالدم، مما يؤدي إلى قلة نسبة الهرمونات بالمبيض، والتي لا تكفي لتنشيطه. ولهذا يجب على السيدات والفتيات البدينات التخلص من السمنة؛ للاحتفاظ بصحتهن الإنجابية، وإعادة الحيوية والنشاط لهرمونات المبيض. حيث تتسبب السمنة في حدوث اضطراب في إفرازات هرمونات المبيض، بحيث لا يفرز المبيض الكمية الكافية من الهرمونات اللازمة لإنضاج البويضة، تضعف الخصوبه، وحيث إن هرمون الإستروجين يكون أقلّ من الطبيعي، فإنه لا يحرّض على إنتاج ما يكفي من هرمون البروجستيرون، الذي يبني بطانة الرحم، مما ينتج عنه عدم انتظام الطمث أو غيابه. ويجب أن تعرفي أن المحافظة على الوزن المثالي مهمة لنجاح العلاج، لذلك أنصحك بالمشي السريع المنتظم لمدة 45 دقيقة ثلاث مرات على الأقل أسبوعيا، وينصح بتناول بعض العقاقير التي تساعد على علاج الاضطراب في الهرمونات الجنسية، كما أن تناول دواء المتفورميين يساعد على تعديل عمل هورمون الأنسولين، والذي يحدث له اضطراب نتيجة للسمنة. 7- وجود التهابات أثناء الدورة الشهرية: للفوط الصحية تاريخ صلاحية مثل أي منتج آخر، وتاريخ الصلاحية مدوّن على الغلاف الخارجي للعبوة. أما بالنسبة للالتهابات المصاحبة لاستخدام نوع معين من الفوط الصحية فهو يعرف ب contact dermatitis ويفضل في هذه الحالات تغيير نوع الفوط إلى نوع آخر، ويفضّل استخدام النوع المخصوص للبشرة الحساسة، ومن هنا تأتي لنا الفرصة؛ كي نتحدّث عن الفوط الصحية، وعن كيفية اختيارها.
نصيحتنا لفتيات "بص وطل" هي الاهتمام بالنظافة الشخصية الفوط الصحية: تختلف كل فتاة عن الأخرى في مقاساتها وحجم تدفّق الدم عندها، والذي يكون شديدا أول يومين، ومعتدلا باقي الأيام. ولتلبية تلك الاحتياجات صنعت الفوط الصحية بأشكال وأحجام مختلفة، لذا باستطاعة كل فتاة أن تختار فوطة صحية تتميز بالقدرة المناسبة على الامتصاص لكل يوم من أيام الدورة الشهرية. بدءا من الفوط الواقية وحتى الفوط ذات الحجم الكبير والقدر الأكبر على الامتصاص. ويوجد خلف عبوة الفوطة الصحية جدول يساعدك في اختيار الفوط المناسبة لك. وما عليك سوى أن تكتشفي التشكيلة الأفضل بالنسبة لك. مدة تغيير الفوط الصحية: إذا كان التدفق غزيرا عند بداية الدورة الشهرية فينصح بتغيير الفوطة كل ساعتين أو أربع ساعات، أما عند نهاية الدورة الشهرية عندما يصبح التدفق أقلّ فينصح بتغيير الفوطة كل أربع إلى ست ساعات، ولكن يجب تجنب إبقاء الفوطة أكثر من ست ساعات بدون تغيير، فقد تفوح رائحة من سوائل الدورة الشهرية بعد تعرّضها للهواء لمدة طويلة، وهذا أمر طبيعي لذا من المهم تغيير الفوط بانتظام. 8- شكوى من الحيض الخفيف وعدم الانتظام: إن خصائص الدورة الشهرية تختلف عند النساء من حيث عدد أيامها من جهة، ومن حيث كمية النزف وعدد أيام النزف من جهة أخرى، فقد لوحظ أن هناك اختلافا بين أيام الدورة الشهرية من سيدة إلى أخرى فهي تتراوح من 21 يوما إلى 35 يوما (تكون 28 يوما في المتوسط)، كما تتراوح أيام الحيض من 3 - 6 أيام وتكون 4 أيام في المتوسط. ويعتبر الحيض طبيعيا ما دامت مدته تكون من 2 إلى 7 أيام، وقد يكون دم الحيض خفيفا متوسطا، أو غزيرا، وتتراوح كمية الحيض الطبيعي من 40 مم إلى 80 مم، وهذا الاختلاف يمكن أن يكون له تأثيرات متنوعة تنعكس على مسار الحياة اليومية للمرأة، وقد تنتج حالة الحيض الخفيف أو قليل الدماء عن زيادة في نشاط الغدة الدرقية، أو نتيجة العوامل النفسية مثل الإجهاد الشديد أو القلق النفسي أو الاكتئاب، والذي يؤدي بدوره إلى ارتفاع في نسبة هورمون البرولكتين في الدم، وقد ينتج في بعض الحالات نتيجة لممارسة الرياضات العنيفة ولفترة طويلة، لذا يجب عليك استشارة طبيبك لعمل بعض التحاليل ووصف العلاج المناسب لحالتك.
أما عن نصيحتنا الأخيرة لفتيات "بص وطل" فهي الاهتمام بالنظافة الشخصية، فلا بد من الاستحمام بانتظام؛ فعند البلوغ تصبح الغدد أكثر نشاطا، فتقوم غدد العرق تحت الإبطين وفي منطقة الأعضاء التناسلية بإفراز عرق أكثر. وعندما يلامس هذا العرق البكتريا المتواجدة على الجلد فقد يسبب رائحة مزعجة، وما عليكِ سوى الاستحمام بانتظام أثناء الحيض، ويستحبُّ يوميا، خاصة أن البعض يعاني تغير رائحة العرق في أثناء الحيض. وفي النهاية أتمنى أن يكون الموضوع قد أفادكم، وفي انتظار آرائكم واستفساراتكم، كما أنه يمكنكم إرسال بعض المقترحات لموضوعات ترغبون أن نتطرق إليها في الفترة القادمة...
اقرأ ايضا معلومات تهمك عن الدورة الشهرية ومشكلاتها