أنا يمكن أعرف عن الموقع ده؛ بس مادخلتش عليه إلا نادراً، والنهارده عرفت إن فيه مجال إني أفضفض فيه، وبجد موقعكم جميل أوي. أنا عندي 21 في آخر سنة في الجامعة.. هاتكلّم عن حاجات كتير بتبقى شاغلاني، وعايزة أعرف أنا صح ولا غلط.. أنا أولاً مابحبش أجرح حد، وبحب أصحابي، وبحب أسمع لهم جداً، وكمان باقول رأيي ليهم، وهم بيحبوا يتكلموا معايا؛ بس المشكلة إني باحسّ إني باجي على نفسي عشانهم.. بافضل كاتمة جوايا حاجات عايزة أقولها وحد يسمعني فيها، هو أنا مش من حقي عليهم إنهم يسمعوني؟! على فكرة هم مش رافضين؛ بس أنا مابقيتش أعرف أخرّج مشاعري أو أعبّر عنها زي زمان.. يمكن السبب الرئيسي في كده إن كل واحد فيهم مشغول في مشكلاته، ومابيحاولش يسمع حد، أو عشان أنا عوّدتهم على إني أسمعهم وبس. على فكرة أنا ماكنتش كده خالص من سنتين؛ كنت باتكلم وباعرف أقول كل اللي جوايا؛ لكن دلوقتي بقيت باحسّ إني مش باعرف أفتح حتى الكلام في مواضيع عامة. حاسة إني مابقيتش أعرف أعبّر عن اللي جوايا في أي حاجة، وبقيت على طول زهقانة ومخنوقة وقلبي بيتقبض كتير.. حاسة إني محتاجة حد يفهمني، وهو اللي يخلّيني أتكلم، ويبقى مستعد إنه يقعد يسمعني؛ لأني مش بحب أطلب ده من حد، ومش بحب أبيّن ضعفي لحد. يا ريت تردوا عليّ ضروري لأني بجد نفسي أرجع زي زمان، نفسي أحسّ إني واثقة في نفسي تاني، نفسي أحسّ إن أصحابي بيحبوا رأيي ويحبوا يسمعوني. أنا عارفة إنهم بيحبوني؛ بس في نفس الوقت مش حاسة كده. S
عزيزتي.. أنت رقيقة وحساسة بشدة؛ فأنت فتاة متميزة، وليت كل الشباب مثلك يا عزيزتي في نقطة حبك وتفانيكِ من أجل الآخرين. عزيزتي هناك مقولة رائعة تقول: "من رحمة الله بكم حاجة الناس إليكم"؛ لذا فإن حاجة أصحابك إليك ولجوءهم لك دليل واضح على رحمة الله بك، وعلى أنك فتاة ناضجة مُتّزنة؛ مع صغر سنك؛ لذا فهذه الجزئية من حياتك يجب ألا تثير لديكِ هذا الضيق والحزن. وتكمن المشكلة يا عزيزتي في كونك لا تجدين أحداً يسمعك، وفي عدم قدرتك على التواصل. وهما أمران منفصلان تماماً عن سماعك لمشكلات الآخرين؛ فليس معنى حلّك للمشكلات وسماعك لفضفضات أصدقائك أن تمتنعي أنتِ عن إخراج ما بنفسك. أليس لك أم، أو أب، أو أحد الإخوة، أو حتى الجارات المقرّبين؟ أليس لكِ صديقة تستطيعن أن تفتحي لها قلبك؟ من المؤكد أن لديك شخصاً تثقين به، وتبوحين له بما في صدرك.. وأنتِ تقولين إن صديقاتك لم يمانعن في ذلك؛ إذن فالأزمة هي أنك لا تريدين أن تتّخذي هذه الخطوة. لذا حاولي أن تفتحي قلبك -يا عزيزتي- ولو لشخص واحد تثقين به؛ فلتكن والدتك أو صديقة مقربة لك.. عوّدي ذاتك ومرّنيها على إعادة الحديث والحوار، وفكّري أن كل هؤلاء يستفيدون بنصحك ومساعدتك؛ فكيف لا تكونين أنت قادرة على مساعدة ذاتك؟! ابدئي يا عزيزتي، وخذي الخطوة الأولى؛ فتكلّمي ولو في أمور بسيطة.. في البداية ستجدين ذاتك قد اعتدتِ على البوح والعودة إلى الحديث.. وشيئاً فشيئاً ستستعيدين ذاتك؛ ولكن هذا يحتاج منكِ إلى قوة إرادة. وهناك طريقة أخرى أسهل كثيراً، وقد تحلّ لك مشكلة الفضفضة؛ ولكنها لن تُعيدك إلى اجتماعيّتك السابقة، وهي ممارسة الكتابة؛ فهي من أهم الأشياء التي تجعل الإنسان يُخرج ما بنفسه بسلاسة وهدوء؛ لأنه يحدّث نفسه.. وعن طريق الكتابة -وبداية بكتابة المذكرات- يجد الإنسان نفسه، ويتعلم من أخطائه.. ولا تقولي لي مثل الكثيرين: إنني لا أُتقن الكتابة. فلا يوجد إنسان على وجه الأرض لا يستطيع أن يعبّر عن نفسه على الورق بينه وبين نفسه، يعرّيها كما يشاء، ويعرف عنها ما يشاء؛ بل ويكتشف بذاته أموراً كثيرة لم يكن يتخيّلها؛ فقد يستطيع هذا الأسلوب إعادة نفسك إلى هدوئها وسلاستها وسكينتها؛ فتستطيعين -مع ما يحيط بكِ من سكينة- أن تُعيدي التواصل مع البشر ثانية.