أكد "مايكل بوزنر" -مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية لحقوق الإنسان- أهمية ملف حقوق الإنسان في مصر, وشدّد على أن بلاده ستظل تثير قضية حقوق الإنسان وحقوق الأقليات الدينية مع المسئولين المصريين بشكل علني وفي الاجتماعات المغلقة، مشيرا إلى أن الولاياتالمتحدة لديها علاقات ثنائية قوية ومهمة مع مصر، لكن حقوق الإنسان مهمة أيضا، فيما اعتبرت الخارجية المصرية أن هذا الإجراء يعبّر عن مواقف أمريكية غير مقبولة. وأوضح تقرير "الحريات الدينية" الأمريكي، الصادر مساء أمس الأول، أن الحكومة المصرية نادرا ما ترشّح الأقباط لخوض الانتخابات، فمن بين 92 مرشحا للحزب الوطني لانتخابات الشورى تم اختيار ثلاثة أقباط فقط، إضافة إلى استبعادهم من بعض المناصب الحكومية. وأشار التقرير إلى تمييز الحكومة المصرية ضد غير المسلمين في تولي الوظائف العامة، كما اتهم التقرير الحكومة بالتمييز ضد المسيحيين في التوظيف في القطاع العام وتعيينات هيئات التدريس بالجامعات الحكومية ومنعهم من الدراسة بجامعة الأزهر، وانتقد التقرير حظر عمل المؤسسات البهائية، والاضطهاد والملاحقات التي تتعرض لها جماعة الإخوان. من جانبها، رحبت الكنائس المصرية الثلاث للمرة الأولى بالتقرير، مؤكدة وجود تمييز ضد المسيحيين في مصر، وحمّل متحدثون من الكنائس الحكومة مسئولية وجود مصر في القائمة السوداء, بسبب تجاهل الانتقادات السابقة. فيما أكد الدكتور محمد سعد الكتاتني -عضو مكتب إرشاد جماعة الإخوان المسلمين- أن ما ورد في تقرير الحريات الدينية الأمريكي بحق اضطهاد الإخوان المسلمين أقل بكثير مما يعانيه الإخوان على أرض الواقع. وأقرت الطائفة البهائية بوجود تمييز ضدهم, أدى إلى "موتهم مدنيا"، على حد وصف الدكتور "رؤوف هندي" -المتحدث باسم البهائيين المصريين- فيما أرجع الدكتور "أحمد راسم النفيس" -الناشط الشيعي- التمييز ضدّ الشيعة المصريين إلى الجهل بحقيقة الإسلام، والغطرسة السياسية التي تمارسها الحكومة.
في المقابل أعرب مصدر رسمي في وزارة الخارجية عن بالغ الاستياء إزاء استقبال مسئولين أمريكيين رفيعي المستوى عددا من الأمريكيين الذين يُطلقون على أنفسهم اسم "مجموعة عمل مصر"، وناقشوا معهم أمورا تتعلق بالشئون الداخلية المصرية، وقال المصدر في تصريحات للمحررين الدبلوماسيين أمس (الخميس) تعليقا على هذا التطور: "هذا الإجراء يعبّر عن مواقف أمريكية غير مقبولة إزاء التحفظات المصرية القوية والمبررة، تجاه تعامل الإدارة الأمريكية مع الشأن الداخلي المصري عموما، ومع تلك المجموعة التي تدّعي اهتماما بهذا الشأن على وجه الخصوص". وأضاف أن المواقف الأخيرة للإدارة الأمريكية تجاه الشئون الداخلية المصرية أمر مرفوض بشكل قاطع من جانب مصر، مشيرا إلى أن رفض هذا السلوك الأمريكي يأتي بغضّ النظر عن أي حجج أو ذرائع يمكن أن يسوّقها البعض لتبرير هذا الأمر، وتابع المصدر: "كأن أمريكا تحوّلت إلى وصي على كيفية إدارة المجتمع المصري لشئونه السياسية"، مضيفا: "من يعتقد أن هذا أمر ممكن فهو واهم". وذكر المصدر أن مصر تعلم أن هناك مجموعات مصالح وأشخاصا يقفون وراء تشجيع مثل هذا السلوك من جانب الإدارة الأمريكية، بل الضغط في هذا الاتجاه، موضحا أن مصر ليست معنية على الإطلاق ولا تقبل بسعي الإدارة الأمريكية للتخفيف من الضغط الذي تواجهه من خلال تدخلها في شئون مصر الداخلية. وتابع المصدر: "أما هذه المجموعة التي تسمي نفسها مجموعة عمل مصر فيكفي النظر إلى أعضائها لنتبين أهدافها وأجندتها؛ فهي مجموعة من أولئك الأمريكيين الذين يظنون أنهم على علم بالمجتمعات إما من خلال قراءة التقارير التي يعدها أتباعهم من ذوي الأجندات المحددة أو من خلال تنظيم الرحلات، أو اللقاءات القاصرة، وهي من نفس نوعية المجموعات التي تهدف إلى إشاعة الفوضى في الشرق الأوسط، دون الاكتراث بأي اعتبارات سوى أجندتها الضيقة في التغيير وفقا لرؤاها". عن المصري اليوم