أن تغفو وأنت خلف عجلة القيادة مشكلة حقيقية؛ لكنها ستختفي تماماً بعد أن تمكّن فريق علمي من تطوير مجموعة من أجهزة الاستشعار، تراقب جفنيك وتطلق إنذاراً صوتياً إذا غفوت. وقد طوّر الباحثون مؤخراً في معهد "فراون هوفر" لتكنولوجيا الوسائط الرقمية في مدينة "إلميناو" بألمانيا، جهاز تتبّع يُراقب حركة العين، ويساعد على إبقاء قائد السيارة النعِس يقظاً على الطريق، وبتكلفة لا تُقارَن بالأنظمة الحالية. الجهاز المسمى ب"مراقب العين" يقوم بمراقبة حركة عين سائق السيارة، ويُصدر إنذاراً تحذيرياً إذا ما تبيّن أن جفناه يرتخيان، وبعد المرحلة التجريبية التي تستغرق ثلاثة أشهر، سيتوافر الجهاز أمام الشركات المصنِّعة للسيارات، ويتوقع "بيتر هاوزر" -أحد أساتذة التطوير في "فراون هوفر"- أن يكون ذلك في أوائل العام المقبل؛ مشيراً إلى أن تكلفة "مراقب العين" تبلغ عُشر تكلفة الأجهزة المشابهة. علاوة على ذلك، تحتاج تلك الأجهزة المشابهة لعملية ضبط معقّدة لتتوافق مع عيني السائق؛ فيما يتميز الجهاز الجديد بإمكانية تثبيته في أي طراز من طرازات السيارات، ولا يحتاج لعمليات المعايرة المعقدة للكاميرات، ولا يحتاج أيضاً لجهاز كمبيوتر عادي أو هاتف محمول. وإذا ما لاحظ نظام التتبع بالكاميرا أن العين مغلقة لفترة أطول من الفترة المعتادة يُصدر إنذاراً، وعندما يُستخدم كنظام مساعدة للسائق، يمكن أن تعمل أربع أو ست كاميرات في آن واحد تراقب عيني السائق، وتعمل الكاميرا على تقييم نحو مائتي صورة في الثانية وتحدد مدى الرؤية؛ حتى إن كان السائق يلتفت يميناً أو يساراً. المثير أن "مراقب العين" لا يتجاوز حجمه حجم علبة ثقاب، ولا يمكن حتى ملاحظته بسهولة؛ بينما لا يتجاوز قُطر العدسات -فائقة الصغر- فيه ثلاثة أو أربعة ملليمترات. ومن الجدير بالذكر أن "مراقب العين" يمكن استخدامه في عدد من التطبيقات الأخرى؛ ففي مجال الطب مثلاً يمكن استخدام النظام في جراحات العيون ليسجّل كل حركات عين المريض. عن وكالة الأنباء الألمانية