هل فكرت يوما في إنشاء موقعك الخاص على الإنترنت؟ أو أن تكون مبدعا في صناعة أحد ألعاب الكمبيوتر وتنشرها حول العالم؟
قد نستغرب في معرفة أن الهند تصدر للعالم برمجيات بقيمة 20 مليار دولار سنويا مقارنة بمصر التي تصدر بقيمة 10 مليون جنيه سنويا.. فكيف سيكون الحال بعد 10 سنين مثلا..؟!
مجموعة شباب من خريجي حاسبات ومعلومات قرروا تغيير هذا المسار عندما واجهوا مشكلات عديدة في مشروع تخرجهم بسبب عدم خبرتهم الكافية طوال سني الدراسة؛ فقرروا القضاء على هذه المشكلة للأجيال القادمة في الصغر.
بدأت جمعية "صوت الحياة للتطوير والتنمية" كأسرة في كلية الحاسبات المعلومات – جامعة القاهرة عام 2005 تطورت واتسعت دائرتها إلى أن تحولت لجمعية أهلية تحمل اسمها وأهدافها، وتم إشهارها عام 2008.
تتبنى الجمعية عدة مشاريع في مجال تكنولوجيا المعلومات؛ جميعها تتكامل مع بعضها للوصول إلى هدف محدد وهو إنشاء جيل من الشباب المصري القادر على المنافسة بقوة في مجال صناعة البرمجيات على المستوى الإقليمي والعالمي، يقدم حلولاً تقنية في هذا المجال بجودة عالية وتميز فكري؛ فبدءوا برامج تدريبية عن البرمجة للشباب Programming for youth وهدفها البعيد وضع مصر على الخريطة العالمية في إنتاج البرمجيات.
يهدف مشروع "البرمجة للشباب" إلى تعليم وتدريب النشء في المرحلة العمرية (9- 14) على أساسيات علم البرمجة وكيفية صناعة البرمجيات؛ وذلك من خلال دورات تعليمية وتدريبية مقسمة إلى مراحل.
في المرحلة الأولى يقوم الأطفال بتعلم صناعة البرمجيات باستخدام لغة بسيطة للبرمجة وقريبة الشبه باللغة الإنجليزية ليستوعب مبادئ علم البرمجيات وصناعة برامج صغيرة, وفي المراحل التالية يتدرج إلى استخدام لغات للبرمجة أكثر احترافية، كذلك يهدف المشروع إلى التدريب على مهارات أخرى مثل كيفية العمل في فريق، ومهارات التواصل مع الآخرين، ومهارة التفكير العلمي وحل المشكلات.
وشرح م. أحمد شهاوي -مدير الجمعية- فكرتهم قائلا: "وضعنا منهجاً تعليمياً للأطفال للغة البرمجة ++ Cوالجافا، وعرضناه على شركة The Phrogram الأمريكية؛ فأعجبوا به جدا، وعرضوا شراءه ليبيعوه مع السوفت وير الذي ينتجونه عالميا مقابل 2 $ للرخصة الواحدة؛ ولكننا رفضنا حتى وصلت المفاوضات إلى 450 $ للرخصة، واستمر الرفض إلى أن اقترحنا على الشركة إعطاءها منهج المستوى الأول فقط مقابل السوفت وير الذي تنتجه مجانا، وتم إمضاء العقد، وانتشر المنهج التعلميمي مع السوفت وير في جميع أنحاء العالم، وكتبت عنا معظم الصحف الأمريكية؛ مشيدة بالمجموعة المصرية على لسان مدير الشركة ديفيد وايتس".
وقدمت م. سارة المغازي -عضوة بالجمعية- عرضا مختصرا لنتائجه حتى الآن بتدريب 140 طالباً على مدار 6 دورات في أكثر من مكان في أنحاء الجمهورية، وقدمت طفلين هما سلمى ومحمد اللذان قالا بمنتهى البساطة: "نفسنا نطلع مهندسين كمبيوتر نعمل مواقع على النت، وننفذ ألعاب حلوة زي ما بنشوف الألعاب اللي بتيجي من برة ونصدرها إحنا كمان".
وقالت سلمى على حدة: "أنا عملت لعبة عربيات بسيطة، وحطيت مجموعة أكواد بتأمر وتبرمج الكمبيوتر على مسار تحريك العربية، ولما أخلّصها هاديها لكل أصحابي يلعبوا بيها".
ويعتمد أي منهج خلّاق على مبادئ أساسية لتعليم الأطفال هي: - القدرة الخلاقة للأطفال المصريين التي تبدأ في سن مبكرة. - قدرتهم على الحفظ السريع. - حبهم لوسائل الترفيه.
ومن خلال هذه المحاور ودوافعها تزرع جمعية صوت الحياة للتطوير والتنمية داخل الأطفال -أثناء الكورسات- مهارات البرمجة وأدواتها؛ معتمدة بشهادة من كلية الحاسبات والمعلومات بجامعة القاهرة حتى يصلوا إلى درجة الاحتراف العالمية، ويصلوا بمصر في السنين القادمة إلى مستوى أفضل للمنافسة.