حلم «استخدام الكمبيوتر» ظل يراوده منذ أن سمع عنه، فحب المغامرة شىء أساسى فى تكوينه، ورغم أنه كفيف لم ييأس من السعى وراء حلمه، واستطاع بإصرار وعزيمة أن يتعلم الكمبيوتر بإتقان لدرجة الاحتراف التى جعلته يعمل «مدرب كمبيوتر» قصة تحد، كتب سطورها عبدالتواب محمد عبدالتواب، بعد أن حصل على ليسانس آداب من جامعة عين شمس عام 2000، واهتم بدراسة الكمبيوتر، ورغم أنه كفيف حصل على دورات تعليمية عديدة بكلية الألسن فى مبادئ علوم الحاسب ولغات البرمجة، كما حصل على الرخصة الدولية لقيادة الكمبيوتر «ICDL» ودورة إعداد مدربين من شركة «IBM»، ثم عمل مدرب كمبيوتر للمكفوفين بمركز تأهيل الحاسبات. يعتمد عبدالتواب على البرنامج الناطق «jaws» الذى ينطق ما تحويه شاشة الكمبيوتر بمجرد تحريك أسهم لوحة المفاتيح، يقول: «لما ببدأ كورس التدريب مع الطلاب، بحاول أبسط المادة، وببدأ أعطيهم خلفية نظريه عن السوفت وير والهارد وير ثم أشرح طريقة استخدامه وأقوم بمساعدتهم فى التطبيق على الكمبيوتر». وأضاف: «أهم شىء فى الكورس كله شرح اختصارات لخطوات معينة تساعد الكفيف على الوصول للملف اللى محتاجه بشكل أسرع، على سبيل المثال، لو محتاج أفتح برنامج مايكروسوفت وورد، بدخل على قائمة ابدأ ثم بضغط على كلمة (Run) وبكتب كلمة (WinWord)، ثم الضغط على زر الإدخال (Enter) ليفتح البرنامج مباشرة». «عندى رسالة لازم أوصلها لكل كفيف»، كلمات قالها عبدالتواب من قلبه، مؤكداً أنه يعكف على نقل خبرته لذوى الاحتياجات الخاصة من زملائه والمتدربين، فهو جاد للغاية فى شغله، ويومه مقسم بين العمل والمنزل فقط، وتعلم على يد عبدالتواب أكثر من 150 طالباً منذ انضمامه إلى العمل بالتدريب، فهو يقوم بتدريس ال«word ،PowerPoint excel ،access ،Internet». يتعامل عبدالتواب مع لوحة المفاتيح وكأنه يراها.. أصابعه تعودت على الأزرار وحفظت أماكن الحروف والأرقام، ويهوى استخدام الإنترنت بالتحديد ويساعده البرنامج الناطق على قراءة الصفحات باللغة العربية، «متعود على قراءة الصحف يومياً فى الصباح خصوصاً (المصرى اليوم) و(الأهرام) وأدخل المنتديات التاريخية والدينية». وعلى جهازه الخاص بمنزله تصفح عبدالتواب معى المواقع التى يفضلها ومعظمها ثقافية وتاريخية بجانب مواقع الصحف الإلكترونية كما أن لديه «بريداً إلكترونياً» على موقع «سكاى بى»، يحوى 70 صديقاً، يجلس بالساعات يجرى محادثات صوتية مع أصدقائه فيقول «فيه غرف شات صوتى للمكفوفين على موقع سكاى بى وأنا بفضل غرفة من أجل حياة افضل فأجلس وأحاور وأناقش ناس كتير من كل بلدان العالم وأتبادل معهم الآراء فى كل شىء». سألت عبدالتواب «فيه أى جهة شجعتك ومنحتك جوائز؟» فضحك وقال: «الله المستعان»، موضحاً أنه ينزعج كثيراً بسبب تناسى الدولة والمسؤولين لذوى الاحتياجات الخاصة وكأنهم غير موجودين.. واختتم كلماته بقوله: «الكفيف إنسان.. زى أى إنسان.. لازم ياخد حقه فى التعليم والتوظيف».