ضمن واحدة من أحدث الدراسات الأسرية المتعلقة بدراسة تأثير وجود الأبناء على الآباء والأمهات التي تمّ نشر نتائجها مؤخراً، أخذ الباحثون عيّنات من الدم من 80 زوجاً وزوجة صاروا آباء للمرة الأولى، مرة في الأسابيع الأولى من حدوث الولادة، ومرة أخرى بعد ستة أشهر، وقاموا بقياس نسبة هرمون "الأوكسيتوسين" في العيّنات المأخوذة، كانت المفاجأة أن نسبة الهرمون زادت بشكل شبه متساوٍ لدى كل من الأب والأم على السواء! من المعروف سلفاً أن "الأوكسيتوسين" يزداد لدى الأمهات كنتيجة للولادة والإرضاع؛ فهذا الهرمون ضروري لحدوث الولادة وإفراز اللبن؛ لكن ما الذي جعل نسبة "الأوكسيتوسين" لدى الآباء تتساوى مع نسبته لدى الأمهات خلال نفس الفترات؟ يبدو أن ممارسة مهام الأبوة؛ كالعناية بالأطفال وملاعبتهم وما إلى ذلك، أدّت إلى زيادة نسبة الهرمون لدى الآباء، وقد وجدت الدراسة أيضاً أن هناك ارتباطاً وثيقاً بين نسبة الهرمون لدى الأب، ونسبة نفس الهرمون لدى الأم.
وفي محاولة لتفسير زيادة الهرمون لدى الأب، قال الباحثون إن القيام بواجبات الأبوّة نحو الطفل، يتبعه ردّ فعل من الطفل، كشعور الطفل بالراحة، أو بالسعادة إذا لعب مع الأب، وهكذا.. هذا الشعور الذي يمثّل ردّ فعل الطفل يترجم إلى إحساس بالمكافأة لدى الأب، وهذا الإحساس يؤدي إلى رفع نسبة الهرمون. وجدَت الدراسة أيضاً أن الآباء والأمهات المصابين باكتئاب، تكون نسبة "الأوكسيتوسين" لديهم منخفضة، ويبدو أن السبب في ذلك أنهم لا يلعبون مع أطفالهم أو يعتنون بهم بالشكل الكافي.