أنا مشكلتي إني اتخطبت عن حب في سن صغيرة، وقعدت أربع سنين ما شفتش خطيبي، وفي الآخر رجع واتجوزنا.. قعد شهر بس وسافر، وأنا حملت.. المهم إني تعبت في الأربع سنين من وحدتي بس، كنت باشتغل وبادرس، ودلوقتي قعدت من كل حاجة، وبقيت وحيدة. المهم إننا اتفقنا إنه مش هيبعد عني أبداً، وهيبعت لي أول ما يروح؛ بس بقالنا ثلاثة شهور وبيقول لي ظروفه مش سامحة؛ بس أنا مش مصدقة كلامه لأن معاه فلوس، وكل يوم يقول لي بكرة هاحجز.
المهم إني مشتاقة له من الناحية الجنسية، ما لحقتش أتمتع بيه، وسابني تاني زي برضه ما عشتش مراحل الخطوبة معاه.
أنا باقول له إنه واحشني بيقول لي استحملي؛ بس أنا مش قادرة أستحمل، غصب عني لما بانام لوحدي من غيره، وأما بحتاج له بيصعب عليّ نفسي.. كان نفسي أعيش أول مرحلة في الحمل دي وهو معايا، وييجي معايا للدكتور ويحسسني بالأمان؛ إنما مع الأسف ضحيت بحياتي من الأول لما اتخلّيت بكل ده عشان الحب.
المهم إنه حتى مش عايزني أزور قرايبي؛ خِلَاني وأعمامي، ولا يبقى ليّ أصحاب وكده.. أنا مقيمة حالياً عند والدتي عشان مش قادرة أقعد في شقتي لوحدي.
وكل ما أفكر إني لما هاولد مش هيكون جنبي وكده باتعب.. أرجوكم ردوا عليّ.
memo
إن المولى جل وعلا خلق الذكر والأنثى، وجعل كلاً منهما يميل إلى الآخر بالفطرة, والجنس غريزة وضعها الله في الإنسان، ولا يمكن تجاهُلها أو غضّ الطرف عنها؛ حيث يقول عزّ من قائل: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً}؛ فالسكن والقرب في المكان سبب أساسي للزواج؛ وذلك لإشباع الرغبات الحسية والعاطفية والاجتماعية لكل من المرأة والرجل على السواء, ولا يحق للرجل أن يترك زوجته أو يبتعد عنها أكثر من أربعة أشهر حتى لا تقع في المحظور -لا قدر الله- أو تميل إلى غيره.
لكن الظروف الاقتصادية والاجتماعية التي يمرّ بها كثير من الشباب فرّغت الزواج من مضمونه، وحصرته في "شقة وشوية فلوس"؛ فالزوج يُحضر الشقة ولا يقعد فيها -وكأن الهدف هو الحصول على الجدران-وينخرط في البحث عن المال، وتأخذه الغربة من زوجته وبيته، ويعتاد على البعد والجفاء.
إن ما تطلبينه هو حقك الشرعي على زوجك، ولا جدال في ذلك؛ فالمرأة تتزوج لكي تتحصن وتشعر مع زوجها بالحماية والأمان؛ لا أن تجلس مُلتاعة بين أربعة جدران.
فعليك أولاً بالإلحاح عليه؛ فإما أن يأخذك لتعيشي معه في هذا البلد، أو يعود هو ليعيش معك في بلدك، ويكتفي بما جمعه من مال وبارك الله فيما رزق.
وإذا لم يستجب لإلحاحك وسّطي العقلاء من أسرته, ثم من أسرتك؛ لأن هذا الوضع لا يرضاه شرع أو دين؛ على أن يحددوا له زمناً معيّناً للاستجابة لسفرك له.
وإذا لم يفعل فعليك بإغلاق تليفونك فوراً؛ فلا تتصلي به أو تردّي عليه؛ حتى يشعر بأهمية مطلبك، وعندما يوسّط شخصاً للسؤال عنك؛ فعليك أن تَعرضي طلباتك على هذا الشخص. وهي حقوقك الطبيعية وحقوقه هو أيضاً التي نسيها بفعل البعد والجفاء، ورغبته في جمع المزيد من المال؛ فالبيوت تحتاج إلى المودة والرحمة والسكن قبل كل شيء.
كما أطالبك بالصبر؛ حتى يأذن الله تعالى وتجتمعا في بيت واحد إن شاء الله؛ فهو دواء القلوب.. وتأكدي أن أمر الله لك فيه كل الخير، كما أن وجودك وسط أسرتك أثناء فترة حملك، بالتأكيد له الكثير من المزايا؛ فانظري لنصف الكوب المملوء، ولا تفرّطي في حقك أيضاً؛ لكن افعلي ما بوسعك. والله والموفق.