أنا في 3 إعدادي.. خلاص تعبت من الحسد ده.. أنا والله باتجنبه، ودايماً بقرأ قرآن وباصلّي.. السنة اللي فاتت في الترم الأول في أول يوم في الامتحانات كنت تعبانة جداً جداً؛ كان عندي برد وحش أوي، والحمد لله خفّيت بعد ما الامتحانات خلصت.
جه الترم التاني جالي تاني يوم في الامتحانات "الجُدَري"، وقعدت في لجنة خاصة لوحدي وما كانش حد بيقرّب مني، والحمد لله خفّيت بعد الامتحانات بأسبوع، ونجحت وجبت مجموع بعد كل المصاعب اللي أنا عديت بيها.
نيجي بقى في 3 إعدادي، قبل الامتحانات ما تبدأ بأسبوع ما كانش لي نِفس أذاكر حتى ولا أفتح كتاب، وكنت ناسية كل حاجة.. جه أول يوم في الامتحان جالي العصب السابع (شلل في الأعصاب)، وكان أسبوع الامتحانات ده أسبوع تعب بالنسبة لي كنت تعبانة جداً، وما كانش فيه طبعاً وقت أذاكر فيه؛ لأن أغلب الوقت كنت باعمل علاح طبيعي، والحمد لله خفيت بعد ما الإجازة خلصت والنتيجة الحمد لله طلعت ونجحت وجبت مجموع عالي مش هاقول عليه عشان اتحسد.
أنا خلاص تعبت.. أنا إيه ذنبي إن أنا نجمي خفيف وباتحسد بسرعة.. وعملت أنا وأهلي كل حاجة عشان أمنع الحسد من تلاوة القرآن عليّ والصلاة.
أعمل إيه بجد عشان أمنع أصحابي والناس اللي حواليّ من الحسد؟ أرجوكم ساعدوني.
Romantic girl
ما شاء الله تبارك الله، بكل الحب والإخاء ندعو لك بالتقدم والازدهار المستمر وأن تَصِلي لأعلى الدرجات.
اعلمي صديقتي أن الحسد موجود، وقد ذكره النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث "العين حقّ"، ولذلك جعل الله تعالى ما يمنعه ويحفظ المرء من شره وهو قراءة سورة الإخلاص (قل هو الله أحد) والمعوذتين (قل أعوذ برب الفلق وقل أعوذ برب الناس)، ثم الدعاء ب"أعوذ بكلمات الله التامّة من كل شيطان وهامّة ومن كل عين لامّة".
لكن من جانب آخر عليك أن تعلمي أن الحسد لا يكون كله بغرض الشرّ؛ فقد يكون الحاسد حاقداً، وقد يكون محباً حَسَد حبيبه دون أن يشعر، وقد يحسد المرء نفسه؛ ولذلك فعلى الإنسان إذا أحسّ بفرحة وفخر في نفسه أن يقول "ما شاء الله لا قوة إلا بالله"، وأن يقولها كذلك إذا شعر به من أحد أحبابه، أو إن أثنى عليه من يحبهم، أو رأى شيئاً أعجبه في أحد أو عند أحد غيره.. وبعد ذلك يضمّ كفّيه على وجهه ويقرأ الإخلاص والمعوذتين والدعاء، ثم يمسح بهما على وجهه ورأسه وبعض جسده.. وبعد ذلك يترك حفظه على الله تعالى.
وحبذا لو فعلت ذلك منفردة حتى لا تجرحي من يريد لك الخير، وكان حسده عن غير قصد منه.
لكن نريد أن نذكر من جانب آخر أن المرء المحسود هو من يعطي فرصة لغيره أن يحسده!! نعم؛ فكما أثبتوا في الدراسات النفسية لأطراف الجريمة أن نسبة كبيرة من الجرائم يكون المتسبب فيها الضحية نفسها؛ فكذلك الحسد كصورة مصغّرة؛ فالضحية غالباً تُلفت النظر إليها، وتحب الاستعراض دون مبرر، وقد قال صلى الله عليه وسلم "استعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان"؛ وهذا الحديث يعني أنه لا مانع من أن تمارسي حياتك الطبيعية وتجيبي على الأسئلة في فصلك وتشاركي مع مدرسيك؛ لكن ليس من الطبيعي أن تذكري لزميلاتك عدد الساعات التي قضيتها في المذاكرة، وليس من الحكمة أن تستفزيهم حين تذكرين أنك فهمت الدرس الذي لم يفهموه، وأنه سهل جداً، وأنهم هم الأغبياء البلداء الذين لا يستطيعون عمل شيء، وليس من العقل أن تذكري درجاتك التي حصلتِ عليها لكل من هبّ ودبّ من الجيران والأقارب البعيد منهم والقريب؛ بل دعي والديك يقومان بذلك بحكمة منهم، واكتفي بقول الحمد لله، وأنك لا تذكرين تفصيلات ودرجات المواد.. إلى غير ذلك.
ثم لا تعطي فرصة للحاسد أن يحسدك؛ فأنت حين تخافين الحسد؛ فإنك بشكل لا إرادي تُلفتين النظر لك، ويلتفت الحاسد لك عن طريق الإشارات التي ترسلينها دون تشعري أنت أو هو؛ فعليك أن تستعيني بالذكر والدعاء والقرآن كما قدمنا أعلاه، وأن تحسني التصرف ثم تكوني على يقين وقناعة بأن الله تعالى يقيك شر كل حاسد.
وإن شعرت بأن أحدهم ينظر إليك نظرة مريبة؛ فانظري إليه بقوة دون خوف، وإن قال كلمات شَعَرْتِ أنها غير مناسبة، أو لم يقل "ما شاء الله"؛ فاطلبي منه أن يقول "ما شاء الله" كما علّمنا النبي الكريم عند رؤية شيء يعجبنا، ولا تخجلي من ذلك؛ لأن الحاسد الحاقد يريد إيذاءك، وفي المقابل عليك أنت ألا تخجلي منه.. ثم لتقرئي الأذكار والقرآن كما أوضحنا.
واستعيني بالله يحميك، حماك الله ووقاك وحفظك من كل سوء ومكروه.