في ظل توقعات بنموّ تعداد سكان الصين إلى 1.44 مليار نسمة بحلول عام 2030 من 1.33 مليار العام الماضي -حسب بيانات البنك الدولي- تبحث بكين عن تقنية متقدمة لتوفير منتجات غذائية ذات جودة أفضل وتلبية احتياجات سكانها الغذائية. ويبدو أن الصين وجدت ضالتها في الاستنساخ؛ حيث كوّنت فريقا علميا متخصصا في الهندسة الوراثية والاستنساخ من معهد بكين للأبحاث الوراثية؛ للعمل حالياً على استنساخ الخنازير لحل مشكلة الغذاء على المدى القريب والبعيد أيضاً، فالاستنساخ يقلّل حتماً من تكاليف استيراد الصين للخنازير عالية الجودة من الولاياتالمتحدة والدنمارك، وذلك على المدى القريب، وأيضاً يوفّر جميع الاحتياجات الغذائية مستقبلاً دون الاعتماد على دول أخرى. المشروع الصيني ظهر له بُعد آخر يتمثل في جعل العالم أكثر تقبلاً للمنتجات المستنسخة والمعدّلة وراثياً، وبما أن المستقبل يحمل الخير للصين وفقاً للأرقام والتقديرات، فعليها أن تكون على قدر المسئولية، وتقوم بسدّ العجز الغذائي العالمي، حيث عليها أن تزوّد العالم بنحو 22% من احتياجاته من الغذاء، والمشكلة أنها لا تملك سوى 7% فقط من الأراضي الزراعية في العالم، كما أن الموارد المائية في الصين قليلة، علاوة على أن 25% منها ملوثة وغير صالحة حتى للاستخدامات الصناعية. المشروع الصيني للاستنساخ والهندسة الوراثية لم يقتصر على الخنازير فقط، بل يقوم باحثون من نفس المعهد بالعمل حالياً على تطوير أنواع متطورة من الأرز أيضاً، مليئة بالعناصر الغذائية المفيدة. يُذكر أن استهلاك الفرد من اللحوم في الصين يبلغ 70 كيلو جراماً سنوياً منها 54% من لحم الخنازير، ويرتفع الرقم في المناطق الأكثر ثراءً مثل هونج كونج؛ حيث يستهلك الفرد هناك نحو 120 كيلوجراماً من اللحوم سنوياً. يُذكر أن مشكلة الغذاء ليست مشكلة الصين بمفردها، فالعديد من الخبراء يدعون من الآن دول العالم كافةً؛ للتأهب لمواجهة الزيادة السكانية الرهيبة التي سيكون عليها العالم بحلول عام 2050؛ حيث من المتوقع أن يبلغ عدد سكان العالم 9.1 مليار شخص حينها، ويدعو الخبراء أيضاً إلى زيادة الاعتماد على المنتجات المستنسخة والمعدّلة وراثياً، مع التأكيد على ضرورة التحقق أولاً من عدم وجود آثار جانبية للاستخدام البشري للمنتجات المعدّلة وراثياً تحديداً. عن رويترز