تحوّلت بلدة "سلوان" في القدسالمحتلة أمس (الأربعاء) إلى ساحة حرب بين الفلسطينيين والجيش الإسرائيلي، في مشهد أعاد إلى الأذهان صور الانتفاضة الفلسطينية الأولى نهاية الثمانينيات، ففي كل متر مربع في البلدة كان الفلسطينيون يشتبكون مع الجيش الإسرائيلي والمستوطنين، بعدما أطلق مستوطن مسلح النار على فلسطيني من البلدة مما أدى لقتله بحسب ما أفادت جريدة الشرق الأوسط. وبعد تشييع جثمان الشاب الفلسطيني اتّسعت المواجهات، لتمتد إلى مناطق أخرى بالقدس، وأحرق الشبان الغاضبون سيارات إسرائيلية قرب مقبرة "باب الرحمة" حيث انتهت الجنازة. واشتبك المتظاهرون بالحجارة والزجاجات مع الشرطة الإسرائيلية في البلدة القديمة وحي "وادي الجوز"، وفي ساحات المسجد الأقصى التي اقتحمتها الشرطة، بعد أن هاجم الفلسطينيون "حائط المبكى" بالحجارة. واستخدمت الشرطة الإسرائيلية الرصاص والغاز المسيل للدموع في الرد على المتظاهرين الفلسطينيين، وتحدّثت مصادر فلسطينية عن إصابات في صفوف الشبان الفلسطينيين. وقالت الشرطة الإسرائيلية إن الحارس قال للمحققين إنه فتح النار على عشرات الفلسطينيين الذين سدُّوا الطريق أمام سيارته، وقذفوها بالحجارة قبل الفجر في حي "سلوان" الذي يضم مستوطنة صغيرة، وفقاً لرويترز. وقال مقيمون إن فلسطينيَين آخرَين أُصيبَا في إطلاق النار، بينما قام الحارس بتوفير الأمن للمستوطنين. ونزل أهالي "سلوان" إلى الشوارع عقب الحادث، وقلبوا سيارتين، ورشقوا الشرطة والمارة بالحجارة، وقالت الشرطة إنها ردت باستخدام القنابل المسيلة للدموع ومدافع الماء وقنابل الصدمة. وقال "غسان الخطيب" -المتحدّث باسم الحكومة الفلسطينية- إن هذا تصعيد عنيف من جانب قوات الاحتلال الإسرائيلي، وإن هذه الإجراءات الهدامة تُقوِّض برنامج صنع السلام، متهماً الشرطة الإسرائيلية بمنع سيارات الإسعاف من الوصول إلى "سلوان" للتعامل مع المصابين في الاشتباكات. وتابع قوله: "إن الأفعال غير القانونية المتمثّلة في زرع مستوطنين مدججين بالسلاح في قلب الأحياء الفلسطينية، تُسبب استفزازات وأعمال عنف يومية ضد الفلسطينيين العُزَّل، وتُمهِّد الطريق لاستمرار مثل هذه الجرائم". وتعتبر "سلوان" المنطقة الأكثر توتراً في القدس؛ إذ يسيطر المستوطنون على عدد من المنازل ويسعون للسيطرة على المزيد، كما يطالبون بهدم منازل عربية صدر بحقها قرارات في هذا الشأن، من أجل إقامة مستوطنة وحديقة توراتية. عن مصادر متعددة