ينظّم مجموعة من أصدقاء "نصر أبو زيد" وتلاميذه ندوة لتأبينه، تُقام بالمسرح الصغير بدار الأوبرا، مساء الأربعاء الموافق 29 سبتمبر؛ حسب ما ذكرته مجلة أخبار الأدب، ويقدّم الاحتفالية الدكتور "أحمد مرسي"؛ بينما تلقي الدكتورة "إبتهال يونس" كلمة الأسرة، و"جابر عصفور" كلمة الأصدقاء، و"حسن حنفي" كلمة الجامعة، وسيتحدث عدد من أصدقاء صاحب كتاب "التفكير في زمن التكفير". وقد وُجّهت الدعوة لعدد من أصدقاء "أبو زيد" من مختلف الدول العربية؛ ولكن لم يتمّ حسم أمر مشاركتهم حتى الآن، ومن بينهم د."صادق جلال العظم"، الذي لو تأكّدت مشاركته؛ فستصبح هذه الزيارة أول زيارة له لمصر، كما سيحضر عدد من أصدقاء "نصر" من أماكن متعددة، بينهم أعضاء مركز الحوار الثقافي (تنوير) الكويتي، وهو المركز الذي وجّه دعوة إلى "نصر" للمشاركة؛ ولكن تمّ منعه من دخول البلاد. ويحاول منظمو الاحتفالية أن يشارك فيها أكبر عدد من المثقفين، ويتحول اليوم -حسب تصريحاتهم- إلى يوم للدفاع عن حرية الرأي والتعبير؛ ولكن لم يتمّ الاستقرار -حتى الآن- على هذا الأمر، وستنقل احتفالية القاهرة إلى بيروت، ليُقام حفل أوسع في 12 أكتوبر القادم لتأبين الراحل أيضاً. "نصر حامد أبو زيد" (يوليو 1943- يوليو 2010)، أكاديمي مصري، وباحث متخصص في الدراسات الإسلامية، ومتخصص في فقه اللغة العربية والعلوم الإنسانية، وعندما قدّم أبحاثه للحصول على درجة "أستاذ"، تكوّنت لجنة من أساتذة جامعة القاهرة؛ بينهم د."عبد الصبور شاهين"، الذي قدم تقريره واتهمه فيه "بالكفر"، وحدثت القضية المعروفة التي انتهت بمغادرة "نصر" الوطن إلى المنفى، منذ 1995، بعد أن حصل على درجة "أستاذ" بأسابيع. طالب "أبو زيد" بالتحرر من سلطة النصوص وأولها القرآن الكريم، وقد أثارت كتابات الباحث المصري -هذه وغيرها- ضجة إعلامية في منتصف التسعينيات من القرن الماضي، واتُهم بسبب أبحاثه العلمية بالارتداد والإلحاد؛ ونظراً لعدم توفّر وسائل قانونية في مصر للمقاضاة بتهمة الارتداد عَمِل خصومه على الاستفادة من أوضاع محكمة الأحوال الشخصية، التي يطبّق فيها فقه الإمام "أبو حنيفة"، فوجدوا فيه مبدأً يسمى "الحُسبة" طالبوا على أساسه المحكمة بالتفريق بين "أبو زيد" وزوجته، واستجابت المحكمة وحكمت بالتفريق بينهما قسراً؛ على أساس "أنه لا يجوز للمرأة المسلمة الزواج من غير المسلم". باتت حياة الزوجين بعد ذلك في خطر، وفي نهاية المطاف غادر مع زوجته د. "إبتهال يونس" -الأستاذة في الأدب الفرنسي- القاهرة نحو المنفى إلى هولندا، ليقيما هناك؛ حيث عَمِل "أبو زيد" أستاذاً للدراسات الإسلامية بجامعة "لايدن".