بالتأكيد كل منا يرغب في أن يصل للقوام المثالي، وأن يخسر الوزن الزائد الذي يعيقه عن الكثير من الأشياء التي يتمنّى أن يمارسها. ولكن البعض منا قد تخونه إرادته وتضعف، وتمنعه أن يُكمل الطريق الذي بدأه؛ خاصة أمام الأطباق الشهية والوجبات السريعة اللذيذة. ولذلك قررنا أن نقدِّم لكم بعض النماذج لأشخاص عاديين أكملوا الرحلة لنهايتها، ووصلوا لجسم معتدل ورشيق إلى حد كبير، وأصبحوا لا يعانون من السمنة الآن، واقتربوا من الوزن المثالي، واختلفت حياتهم تماماً إلى الأفضل، وصارت صحتهم في أحسن حال. لنتعرّف سوياً على بعض القصص والمواقف المضحكة في حياتهم السابقة على حسب رواياتهم لي، قبل أن يُنظّموا أسلوب حياتهم وطريقة أكلهم إلى أن وصلوا للوزن المناسب. كانت حياتهم دائماً معاناة مع الأكل؛ فقد كانت النزهة إلى محلات الأكل هي أجمل متعة في حياتهم، وكان البعض منهم يخترعون وصفات جديدة للأكل، والبعض كان يُفكّر أن يدخل كلية السياحة والفنادق حتى يصبح شيفاً للأكل.. كانوا يحبون كل شيء مرتبط بالأكل، كان الأكل عندهم هواية ومتعة وكانت هذه هي المشكلة. لنبدأ سوياً.. حتى نأخذ منهم قدوة ونتعلّم من تجربتهم ونتجنّب أخطاءهم: المحاولة الثانية ل(م. ف) توقّفنا في محاولتي الأولى للريجيم عندما قررت أمي أن تتركني آكل كل شيء، ولكن بحدود وبكميات قليلة... ولكني بدأت أُفكّر لماذا اهتمّت أمي بموضوع زيادة الوزن، وكنت دائماً أُفكّر لماذا آكل أقل من زملائي ولم أفهم السبب!! وبدأت أهتم بالموضوع خاصةً حينما بدأت أتعرّض للسخرية من زملائي في المدرسة, الذين كانوا يضحكون على شكلي، وكانوا دائماً يسخرون من جسمي، وكان هذا الموضوع يضايقني جداً. فقد كنّا أطفالاً صغاراً في الصف الثالث الابتدائي، وكان الموضوع يُؤرّقني جداً، وذهبت في يوم من الأيام إلى أبي، واشتكيت له مما يحصل معي، فقال لي ألّا أهتم بهم، وأن أُركّز في دراستي لأتفوّق عليهم. ولكني لم أقتنع بالأمر، وذهبت إلى أمي، وأنا كلي إصرار وتحدٍّ إني أظبّط جسمي وأغيّر من شكلي للأفضل، ولكني طلبت منها أن تساعدني حتى أستطيع أن أُتابِع الريجيم, ووعدتها أن أسمع كلامها ولا أُخالِف التعليمات. أصعب أيام الريجيم وبدأ المشوار الصعب، وذهبنا إلى طبيب اختصاصي تغذية، والتزمت معه بالريجيم، وكنت أُطبّق التعليمات بحذافيرها، وكانت أمي سعيدة جداً وراضية عني, كنت ملتزماً بالوجبات كلها، ولا أرتكب أي مخالفة ولو كانت بسيطة، وكان الأسبوع الأوّل هو أصعب أسبوع. أول أسبوع أو عشرة أيام من الريجيم غالباً يكونون من أصعب الأيام على المريض؛ لأن المريض كان يأكل أي شيء وفي أي وقت، لكن في الريجيم له أكل معين وفي أوقات معيّنة، فهذا شيء غالباً ما يحدث وليس فيه قلق. أوّل يوم "فرِي".. انتهى نهاية مأساوية كانت دائماً المعاناة في المدرسة، وليس في البيت؛ لأن في المدرسة كانت الأطفال تأتي بكل ما لذّ وطاب، وكل ما تشتهي الأنفس من حلويات ومقرمشات كل ما يسيل له لعاب الطفل؛ فكنت في صراع دائم مع نفسي للحفاظ على النظام وعدم المخالفة. كانت الفُسحة مؤلمة جداً؛ لأني كنت أرى الأطفال وهم يأكلون ما تعطيه لهم الأمهات، أو ما يشترونه من "كانتين" المدرسة، واضطررت أن أجلس دائماً في المكتبة يومياً إلى أن تنتهي الفسحة، وأرجع ثانية إلى الفصل. كانت إرادتي مثل الحديد، ولم أتعب أو يُصيبني ملل, ومرّ الأسبوع بسلام وخير، وذهبنا مرة أخرى إلى الطبيب لمتابعة الحالة وتفقّد الوزن، وفوجئت أني فقدت 4 كجم من وزني, واندهش الطبيب من مدى التزامي، وأمي كانت سعيدة. وصرّح لي الطبيب بأن أتناول وجبة مفتوحة، وأكسر حدّة الريجيم بوجبة مرحة، وآكل أي شيء نِفْسي فيه, ولكن في حدود معقولة حتى لا أخسر كل شيء. وطلبت من أمي أن تعدّ لي وليمة كبيرة, وبدأت الأكل بسرعة، وكنت أشعر أنني لم آكل من زمن، ولكن معدتي امتلأت سريعاً وشبعت، ولم أتمتع كثيراً بالأكل، ولكني لم أتوقّف عن الأكل حتى أستمتع بطعم الحلويات والمأكولات الشهية، وتعبت من كثرة الأكل، وصارت معدتي تُؤلمني أكثر، إلى أن ذهبت إلى الحمام، وتقيّأت كل ما في جوفي. هنا تكمن أوّل غلطة يقع فيها مرضى السمنة، وهي عدم التحكّم في غريزة الأكل، والفشل في أوّل اختبار حقيقي للتثبيت، وهي الوجبة المفتوحة. التجمّعات العائلية.. كانت بتضعف إرادتي تعبت جداً في هذا اليوم، وندمت على أكلي كل هذه الكمية, وبدأ الأسبوع الثاني، وبدأت المعاناة تزداد ومقاومتي للأكل تقلّ، وخصوصاً في المدرسة أمام المغريات الكثيرة. وكان يوم الجمعة يمثّل لي صداعاً رهيباً؛ لأنه يوم تجمّع العائلة، ويوم ما لذّ وطاب من الأكل، وكانت الأمهات تتسابق في عمل الأكل الحلو والحلويات المغرية، وأكيد كان نِفْسي آكل مثل باقي أفراد عائلتي، لكن الحظر الذي عملته أمي والأكل المسلوق أمام هذه الوليمة كان موضوع صعب جداً؛ لأن كان دايماً يحصل بعض المخالفات من الجدّة أو الخالة أو العمة, فغالباً ما كنت أصعب عليهم ويعطفوا عليّ. ننصح الأمهات في فترة الريجيم بعدم التجمّع في الولائم أو العزائم، وعدم الخروج إلى محلات الأكل كثيراً؛ لأن هذا يُضعِف الإرادة، ويُسبّب بعض المخالفات في نظام الأكل. الريجيم في المدرسة صعب جداً ومرّت الأيام ثقيلة عليّ، وأنا أحلم بالوجبة الحرة حتى أُشبِع غريزة الأكل، وأروي عطشي للحلويات والأكل الممنوع، وكنت أشتكي لأبي فيردّ عليّ: "خليك قوي" "أنت جامد استحمل"، وكانت أمي دائماً تصبرني وتقف دائماً بجانبي، ولكن شبح الجوع يُطاردني. وكانت المدرسة مؤلمة جداً، وكانت ترهقني نفسياً لما يكون فيها من حلويات وأكل بين الأطفال. نصيحة مهمة إلى كل الأمهات, يراعى أن يكون ريجيم الأطفال في فترة الإجازة وليس الدراسة؛ للتحكّم في نوعية الأكل، وحتى تكون الرقابة أكثر، ونقلل من المغريات أمام الطفل؛ لأنه صعب على الأم أن تحرمه ما يأكل أصحابه. وظلّ الجوع مستمراً إلى أن تمرّدت يوماً، وفقدت التزامي، وأكلت كثيراً، واشتريت حلويات أكثر، وأكلت طوال اليوم إلى أن تعبت فجأة، وكانت معدتي تُؤلمني بشدّة، وكانت الحالة خطيرة، فأخذني أبي إلى المستشفى للكشف، واتضح أني أعاني عسر هضم حاد وعفونة في المعدة، وهذا نتيجة الأكل. طبعاً أخذت ما لذّ وطاب من التوبيخ، ومرّ اليوم بسلام، واستمريت على الريجيم، وفقدت من وزني 10 كيلو، وكانت محاولة ناجحة جداً.
إلى اللقاء في محاولة أخرى... ومن دلوقتي للمحاولة الجاية... هنستناكم علشان تبعتوا لنا محاولاتكم مع الريجيم... علشان نقول لكم إيه سبب فشلها... ونعرّفكم إزاي تتغلّبوا على المشاكل دي بعد كده... علشان تكملوا الريجيم بنجاح وتوصلوا للوزن اللي إنتم عايزينه...