أنا كنت مرتبطة بجارنا لمدة 6 سنين، وكنت بحبه جداً، وهو مجنون بيّ؛ لدرجة إن أهلي كانوا بيخافوا عليّ من كتر حبه ليّ، وجت علينا فترة لقيته اتغير معايا جداً، وكانت بتحصل بيننا مشاكل كتير مع إن إحنا كنا مثال للحب. وجت علينا فترة سيبنا بعض، ورجّعت له الشبكة بتاعته، ووقتها لقيته بيتصرف تصرفات مش طبيعية، ويبعت لي رسايل مش حلوة، واخترع إن فيه حد تاني في حياتي. وبعد ما سيبنا بعض بشهر واحد خطب واحدة ما يعرفهاش ولا شافها قبل كده، وقبليها بيوم كان باعت لي رسالة، وبيقول لي: أنا بحبك سامحيني وخليكِ جنبي واقفي معايا.. وتاني يوم لقيت الناس بيقولوا لي إنه قرأ فاتحة والخطوبة بعديها بأسبوع. ومن وقتها أنا ما حصلش بيني وبينه أي كلام، وهو كان بيبعت لي رسايل وأنا مش باردّ عليه؛ لأنه كان خطب، وبعد ما خطب بأسبوعين سابها، وقال لأهله إنه مش قادر يستغنى عني، وإنه عايز يرجع لي، ووقتها طبعاً الموضوع اتفتح تاني؛ بس أنا رفضت لأني حسيت إن كرامتي اتهانت واتجرحت جامد. هو لحد فترة قريبة كان عايز يرجع وبيبعت رسايل، وفوجئت من كام يوم برسالة إنه هيخطب واحدة قريبته، وبيقول لي ابقي تعالي الفرح، وأنا مش عارفة البني آدم ده إيه بالظبط مجنون ولا عاقل؟ أنا بحبه؛ بس للأسف مش هاقدر أرجع له لأنه مش عاقل ومش متّزن، ومش عارفة أعمل إيه.. أنا باخاف على نفسي منه أحسن يعمل فيّ حاجه؛ مع العلم إني سامعاه بودني وهو في شقته بيقول لأهله إنه عايزني وبيحبني بس برضه هيخطب. أنا احترت خلاص، ومش عارفة أعمل إيه، وده حب 6 سنين، ومش عارفة هو ليه بيعمل كده، وأنا كرامتي ما تسمحليش إني أرجع له بعد كل ده؛ بس أنا للأسف بحبه. anosh احترت جداً في موقفك الغريب يا صديقتي العزيزة؛ فأنت تارة تقولين إنك تحبين هذا الشخص ويصعب عليك حبك له لمدة 6 سنوات، وتارة أخرى ترفضين رجوعك له وتقولين إنك تخافين منه، وأن كرامتك لا تسمح لكِ بالرجوع إليه.. فيا له من موقف غريب وعجيب!! فلا يُعقل أن يجتمع النقيضان سوياً؛ فمن يحبّ شخصاً حقاً يريد من كل قلبه أن يكون معه دائماً؛ ولكن موقفك الذي اتخذتيه يقول عكس ما اعترفتِ به من حب نحوه! صديقتي العزيزة، تقولين إنك احترتِ ولا تدرين ماذا تفعلين.. وأقول لك: أن عليك ألا تحتاري؛ ولكن احمدي الله أنه قد أبعدك عن هذا الشخص غير المتزن عقلياً؛ فكل التصرفات التي حكيتِها لي لا تصدر أبداً من شخص سوي نفسياً أو عقلياً؛ ولكن على الأرجح أن هذا الشخص الذي أحببتِه يعاني مرضاً عقلياً يؤثر على طريقة تفكيره وتصرفاته. ولعل أكثر ما استغربته في قصتك هو موافقة أهله على هذه التصرّفات المجنونة وغير المنطقية التي يقوم بها؛ فمن المفروض أنهم أكثر حكمة ونضوجاً منه، وأن يرفضوا هذه التصرفات الغريبة الصادرة منه، وأن يحاولوا تقويمه. وكل ما عليك فعله الآن يا صديقتي هو الالتفات لمستقبلك وحياتك، وألا تفكري أبداً في سنوات حبك الماضية؛ ولكن تعلّمي منها، واجعلي أحزانك دافعاً لنجاحك في مستقبلك، وحاولي أن تفكّري في تنمية نفسك وشخصيتك ومستقبلك بطرق مختلفة؛ فإذا كنت تدرسين، حاولي أن تُذاكري بشكل أكبر لتنجحي بتفوق، أما إذا كنتِ قد أنهيتِ دراستك؛ فاجعلي هدفك هو الحصول على وظيفة مرموقة..وحصّنِي نفسك بدورات في اللغات والكمبيوتر، وثقّفي نفسك أكثر، وحاولي أن تشغلي نفسك بما هو مفيد، بعيداً عن هذا الشخص الذي كان سيمرضك معه. وأحب أن أحيّيك على شجاعتك وموقفك في عدم الرجوع له مرة أخرى، وحفاظك على كرامتك، وهذا ما يجب أن تقومي به دائماً، وفي النهاية أدعو لك الله بأن يوفقك لما فيه الخير ولما يحبه ويرضاه، وأن يرزقك بمن يُسعد قلبك ويحافظ عليك.