هناك الكثير من المسلمين لا يتسحّرون، ويكتفون بوجبة الإفطار فقط، ولا يحبّون تناول وجبة للسحور، وهذا ليس من السنة؛ حيث كان النبي صلى الله عليه وسلم يتسحّر ويوصي بذلك كما في قوله: "تسحورا فإن في السحور بركة"، وقد أكّد الأطباء أن وجبة السحور أهم من وجبة الإفطار؛ لأنها تُعين المرء على تحمّل مشاق الصيام، وتقوي الصائم وتنشّطه وتسهّل عليه الصيام إنها تمنع حدوث الإعياء والصداع أثناء نهار رمضان، كما أنها تحافظ على مستوى السكر في الدم فترة الصيام، وهذا كله من جوانب بركتها. ويوضّح لنا النبي -في حديثه- متعلقات السحور؛ فعن ماهية وجبة السحور يقول صلى الله عليه وسلم: "نِعْم سحور المؤمن التمر"؛ فيوصي صلى الله عليه وسلم بالتمر لما فيه من فائدة وما يحتوي عليه من طاقة كبيرة تُعين الصائم على إكمال يوم صومه وتقيه التعرّض للصداع أو الإعياء. كما يحدد صلى الله عليه وسلم وقت السحور؛ حيث يوصي النبي بتأخير وجبة السحور قدر الإمكان كما في قوله: "عجّلوا الفطر وأخّروا السحور".. ويُستحب تأخيره إلى قُبَيل أذان الفجر حتى تساعد الجسم والجهاز العصبي على احتمال ساعات الصوم في النهار، وقد كان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يؤخّرون السحور، كما روى عمرو بن ميمون -أحد الصحابة: "كان أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم أعجل الناس إفطاراً وأبطأهم سحوراً". ويفضّل ألا يحتوي السحور على كمية كبيرة من السكر أو الملح؛ لأن السكر يبعث على الجوع، والملح يبعث على العطش. ولهذا يُفضّل في السحور الاعتماد على الخضروات التي تحتوي على نسبة عالية من الماء مثل: الخس والخيار؛ الأمر الذي يجعل الجسم يحتفظ بالماء لفترة طويلة، ويقلل من الإحساس بالعطش أو الجفاف، إلى جانب أنها مصدر جيّد للفيتامينات والأملاح. فعلى المؤمن أن يحرص كل الحرص على تناول هذه الوجبة المباركة والتي أوصانا بها رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ حتى تُعينه على العبادة في نهار رمضان وتشدّ من قوته ليتحمل مشاق الجوع والعطش. ********************* للتعرف على مزيد من سلوكياتنا في رمضان اضغط هنا "اللهم إني صائم" *********************