يبدو أن توابع كأس العالم قد هلّت على الكرة المصرية؛ على الرغم من عدم مشاركتها به؛ فقبل أيام من انطلاق فاعليات مونديال 2010 والذي احتضنته القارة السوداء لأول مرة، خرج علينا لاعب الأرجنتين السابق ومدرب منتخبها الحالي "دييجو مارادونا" بتصريح يقول فيه: "سأرقص عارياً في شوارع العاصمة الأرجنتينية بوينس آيرس، إذا فازت بلادي بكأس العالم". وما إن انطلق المونديال حتى خرجت علينا "لاريسا ريكليمي" -عارضة الأزياء الباراجوانيَّة وأشهر مشجّعة للمنتخبات الكروية المشاركة به- بقولها: "سأتعرى ولن يكون على جسدي إلا ألوان علم الباراجواي، إذا حصل فريق بلادي على كأس المونديال". ورغم عدم حصول فريق بلدها على الكأس؛ فلقد وفّت "لاريسا" بعهدها السابق وتعرّت بالفعل -على مرأى ومسمع من الجميع- على أرضية ملعب "ديفنسوروس دل شاكو" الملعب الرسمي للمنتخب البارجواني، رغم التهديدات والانتقادات التي وُجّهت إليها. ولا تقتصر "سياسة التعري" على خلع الملابس فقط؛ فقد تتخطاها إلى ما هو أبعد، فما نشاهده الآن من بعض المسئولين والإعلاميين يُعدّ نوعاً من التعري؛ فعندما يستضيف "فطوطة" (لقب خالد الغندور عندما كان لاعباً في نادي الزمالك) أحد الصحفيين المغمورين ليهاجما معاً مهندس الصفقات الناجحة بالأهلي "عدلي القيعي" لا لذنب اقترفه، أكثر من نجاحه في قيام عمله، بشهادة الجميع؛ بدلاً من أن يتكلم عن بكاء الحضري بعد مهاجمة جماهير الزمالك له؛ ألا يُعدّ ذلك نوعاً من التعرّي لكشف ما يدور داخل القلوب. وعندما يؤكد المهندس رءوف جاسر -نائب رئيس نادي الزمالك- أن الأهلي استخدم أساليب غير شريفة (الشيبسي) للتعاقد مع محمد ناجي (جدو) لاعب الاتحاد السكندري السابق ومنتخب مصر، ويبدي دهشته من دفع الأهلي كل هذا لأموال في الصفقات بالرغم من الاستقرار المادي الذي ينعم به. وكان الأولى به أن يتكلم عن تمرّد "شيكابالا" وحسين ياسر المحمدي، والاستغناء المفاجئ عن محمد عبد الله قبل انتهاء القيد للدوري العام بيوم واحد فقط، أي أنه تكلم عن نجاح الآخرين مع تفنيد أسبابه، ليُداري فشله؛ ألا يُعدّ ذلك قمة التعري. وعندما يهلّ علينا بطلعته البهية إبراهيم يوسف (الغزال الأسمر) ليعلن أنه لا يوجد قيم ولا مبادئ عندما يتم السطو على لاعب وقّع للزمالك، متناسياً واقعة هاني سعيد، عندما اتهموه علانية بالتهجّم على سيارة محمد عبد المنصف -حارس الزمالك السابق- وسرقة العقود التي وقّعها؛ وذلك في محضر شرطة رسمي، وقبلها واقعة شريف عبد الفضيل، وتعليقه الشهير عليها "روحيّة اتخطفت"، على نفس الشاشة "مودرن سبورت".. هل له اسم آخر غير التعري يا سيادة عقيد الشرطة؟! وأين كانت تلك القيم ومنسّقكم العام يصرح: "الأهلي هيقفل أبوابه بعد عامين"؟ الأمثله كثيرة؛ فلاعب مثلاً بحجم عصام الحضري حارس منتخب مصر وإفريقيا الأول يلعب لنادٍ ليس بالصغير مثل نادي الإسماعيلي يخرج على الهواء يبكي ويستجدي نادياً آخر وهو الأهلي؛ من أجل أن يصفح عنه ويعيده إلى صفوفه مرة أخرى بعد حادثة الهروب الشهيرة إلى "مركز شباب سيون" السويسري، ومتى؟ قبيل المباراة التي ستجمع بين الناديين. وبعد فشل هذا السيناريو رغم حبكة "دائم التميّز" مدحت شلبي، يذهب الحضري إلى نادي الزمالك؛ بل ويأخذ على عاتقه إقناع لاعب الإسماعيلي "المعتصم سالم" باللعب للزمالك؛ رغم أن هذا اللاعب قد أعلن بنفسه وهو في كامل قواه العقلية ومع نفس المقدم؛ أقصد "اللواء" مدحت؛ بأنه لن يلعب إلا في النادي الأهلي؛ بل والأغرب من ذلك أن يعلن حسام حسن -المدير الفني للزمالك- الموافقة على ضمه، ولكن بشرط اعتذاره أمام الرأي العام، على طريقة "سقوني حاجة أصفرا". كما حدث من قبل عندما قدّم حسين علي -لاعب الأهلي السابق والجونة حالياً- اعتذاراً لجمهور الزمالك لأنه فضّل اللعب للأهلي على الزمالك وقت أن كان لاعباً في بتروجيت، ورغم ذلك لم يضمه الزمالك، وقد تتكرر نفس التفاصيل مع جمال حمزة، ويبدو أننا دائماً ننظر للأمور من ناحية واحدة فقط. إن وكالة الأهرام للإعلان وعدلي القيعي ليسا هما سبب نجاح الأهلي؛ فالأهلي كان -وسيظلّ إن شاء الله- نادي البطولات قبلهما وبعدهما؛ ولكن السبب هو المعتزّ بالله إينو وحسين ياسر المحمدي ومحمد عبد الوهاب!!.. نعم؛ فإينو عندما رفض أن يمدد عقده مع نادي الزمالك، عامله كالعبد: إيقاف عن اللعب، تدريب في السادسة صباحاً، ومعاملة غير آدمية.. أما عماد متعب عندما فعل نفس الشيء: لعب لآخر دقيقة في الموسم، وتمّ تكريمه وتوجيه الشكر له، ونأتي لحسين ياسر المحمدي، الذي رحل عن الأهلي في نصف الموسم لينضمّ للزمالك. وليتألق معه، وليحرز عدة أهداف في مرمى الأهلي نفسه؛ فما كان من الأهلي إلا أن منحه حقه في مكافأة الدوري؛ لأنه ساهم في الدور الأول، ولو لدقائق في إحرازه. أما الحاج محمد عبد الوهاب -عضو مجلس إدارة الأهلي السابق- فرغم خروجه من مجلس الإدارة؛ إلا أنه لم يخرج من المنظومة ولم يهاجم ولم يرفع قضية، كما يفعل قُرَناؤه بنادي الزمالك؛ بل ساهم بشكل كبير في إتمام صفقات عديدة؛ أشهرها صفقة محمود أبو السعود (حارس المنصورة السابق)، وحاول بكل جهده مع عماد متعب؛ إلا أن رغبة الاحتراف الخارجي كانت أقوى منه. هذا هو سر نجاح الأهلي يا سادة، سرّ روح الفانلة الحمراء، وليس "الشيبسي" ولا "محامي الشيطان".