تصدر دار ميريت خلال أيام رواية "ديرمافوريا" للكاتب الأمريكي "كريج كليفنجر"، وترجمة الكاتب الكبير الدكتور أحمد خالد توفيق، في ثاني ترجمة له للروايات الأمريكية التي نالت شهرة واسعة، وذلك بعد ترجمته لرواية "نادي القتال" مع دار ميريت منذ بضع سنوات. و"كريج كليفنجر" من أهم الكتّاب الأمريكان في وقتنا الحاضر، وُلِد عام 1964 في ولاية تكساس، ثم درس الأدب الإنجليزي في جامعة ولاية كاليفورنيا، ويقيم حالياً في سان فرانسيسكو بالولاية نفسها. في عام 2002 أصدر روايته الأولى بعنوان The Contortionist's Handbook، وفي عام 2005 أصدر روايته الثانية بعنوان Dermaphoria، ويتفرّغ "كليفنجر" لوضع لمساته الأخيرة على روايته الثالثة The Fade. تدور أحداث رواية Dermaphoria عن "إريك أشوورث" الذي يستيقظ فجأة في السجن، غير قادر على تذكر كيف حصل هناك، أو لماذا، كل ما تذكره هو اسم المرأة "ديزيريه". ورويداً رويداً تنتج سلسلة مفككة من الأحاسيس التي تسمح ل "إريك" ببطء لتذكر حياته السابقة. فيبدأ "إريك" في استعادة ماضيه على حساب قبضته على الحاضر، فيبدأ في رحلة من المتناقضات، مع شعور بالتسامح ينمو جنباً إلى جنب مع جنون العظمة، استعادة الماضي على حساب الشعور بالحاضر، الفارق بين الحقيقة والخيالات والهلاوس شبه معدوم. ورغم أن الدكتور أحمد خالد توفيق يلتزم بالنص الأصلي في الترجمة وبشكل حرفي، فإن روح الكتابة لديه لا تكون غائبة أبداً عن النص، ربما لأنه يختار في الأساس ترجمة أعمال أدبية ليست بعيدة عن عالمه الأدبي الخاص، وهذا العمل هو الثالث لخالد توفيق مع دار ميريت العريقة؛ حيث سبق وأن أصدرت الدار روايته الشهيرة "يوتوبيا" التي كانت نقلة محورية في مشوار "توفيق" الأدبي، وينتظر عشاق أدبه الرواية الثانية له بعد "يوتوبيا". وفي سياق متصل انتهى د. أحمد خالد توفيق من كتابة أربع روايات جديدة لصالح سلاسل روايات مصرية للجيب الصادرة عن المؤسسة العربية الحديثة، الرواية الأولى بعنوان "داء الأسد"، وهي الرواية رقم 44 في سلسلة سافاري، ونقرأ خلفية الرواية التي كتبها الكاتب: يمكنني سماع صوت الأجراس.. هل تسمعها معي؟ ترن ترن ترن.. إنهم المجذومون يمشون في شوارع مدن القرون الوسطى الأوروبية.. على كل مجذوم أن يحمل جرسًا ينذر به الناس.. عندها يرتجف الأطفال خوفًا، وتهرع ربات البيوت يضعن على الأبواب أرغفة الخبز وآنية الماء ثم يغلقن الأبواب لأن موكب المشئومين قادم.. يشعلون النار وينتظرون وهم يرتجفون خوفًا.. أنا من بينهم.. لا يمكنك أن ترى وجهي؛ لأنه مغطى بعباءة.. لكنك ترى لمحات معينة تملأ نفسك ذعرًا.. أما الرواية الثانية فتحمل عنوان "قطار الجحيم"، وهي رواية ترجمها د. أحمد خالد توفيق للكاتب "روبرت بلوخ" وهي الرواية رقم 72 في سلسلة روايات عالمية للجيب، نقرأ الخلفية التي كتبها د. أحمد: هذا هو الجزء الثاني من مجموعة قصص قصيرة متفرقة لكاتب الرعب الأمريكي المعاصر وتلميذ "لافكرافت" "روبرت بلوخ". بالتأكيد سوف تروق لك هذه القصص بأفكارها الطريفة غير المطروقة وبراعة السرد، مع قدر لا بأس به من التوجس. والغريب أنه يمزج بين الخيال العلمي والرعب مرارًا. "روبرت بلوخ" كاتب رعب مهم آخر نقابله في هذه السلسلة، وعلى الأرجح لن تنتهي علاقتك به بعد ذلك أبدًا. الرواية الثالثة بعنوان "الرجل الخفي" للكاتب الشهير "ه. ج. ويلز" وترجمة د.أحمد خالد توفيق، وتعتبر الرواية رقم 73 في سلسلة روايات عالمية للجيب، نقرأ الخلفية التي كتبها د.أحمد: هناك أعمال أدبية حفرت للأبد ليس في تاريخ الأدب فقط، بل في وجدان البشر أنفسهم، وصارت جزءًا من خلفيتهم الثقافية في كل مكان. هذه الرواية التي قدمها "ه.ج. ويلز" عام 1897 قد نالت حظها كاملاً من استمتاع القراء والمعالجات السينمائية والمناقشات العلمية، ومهما تعددت معالجات صيغة الرجل الخفي وازدادت براعة وتعقيدًا، فكلها خرجت من عباءة هذه الرواية، كما خرجت كل الألعاب الزمنية من عباءة روايته "آلة الزمن". إنها بالتأكيد رواية تستحق القراءة. الرواية الرابعة التي ينتظرها عشاق أحمد خالد توفيق بفارغ الصبر، الرواية رقم 76 في سلسلة ما وراء الطبيعة بعنوان "أسطورة معرض الرعب"، نقرأ الخلفية: نعم.. هناك شيء مخيف في المعارض والمتاحف بلا شك.. من الصعب أن تجد تفسيرًا لهذه الرهبة التي تشعر بها أمام لوحات.. مجرد لوحات قديمة رسمها ديلاكروا أو روبنز، لكنها تثير في أطرافك قشعريرة غريبة. في قصة "ليلة الجنرالات" ل"هانس هيلموت كيرشت"، وقف الجنرال النازي أمام لوحة لفان جوخ.. هنا بدأ يرتجف كورقة.. ثم أصابته نوبة صرعية كاملة. السبب أن رسالة الصرع التي تركها "فان جوخ" في اللوحة انتقلت كاملة سليمة عبر الأعوام إلى الجنرال... المعرض الذي نتكلم عنه اليوم حالة خاصة جدًا وفريدة.. الفكرة هنا أنه يعكس حالة نفسية سيئة لدى من رسم اللوحات، والسؤال هو: هل هذه الطاقة النفسية قادرة على أن تبقى عبر الأعوام لتنتقل لواحد آخر؟ لقد رأينا الصرع ينتقل مع "فان جوخ" فماذا عن أشياء أخرى؟ وأخيراً فإن الأسابيع المقبلة سوف تشهد طبعات جديدة لبعض إصدارات د. أحمد خالد توفيق مع دار ليلى.