أنا فتاة أبلغ من العمر 25 عاماً، صاحبة مكتب توريدات مرموق، وأدرس ماجستير إدارة أعمال، والمشكلة مش عارفة أبدأ فيها منين. نبدأها من الأول.. أعمل منذ سن صغير في مجال الكمبيوتر، وبمجرد تخرّجي قررت أن أعمل لوحدي بالاشتراك مع أعزّ صديقاتي، نقرر فتح مكتب خاص بنا ونعمل سوياً، وفي هذه الفترة تعرفت على شاب كان عميلاً عندي في المكتب، أعجب بي وطلب مني أن نعطي فرصة لأنفسنا للتّعرف على بعض، وبالفعل وافقت وتعرفنا وأحببنا بعضنا جداً، أو هكذا تخيّلنا؛ فأنا الآن أشك في وجود هذا الحب من أساسه. المهم أن العلاقة بيني وبين صديقتي توترت وأنهينا شراكتنا في العمل وفي الصداقة أيضاً؛ حيث تعرضت لخيانة شديدة منها عرّضتني لخسارة مالية كبيرة اضطررت بعدها لإغلاق المكتب والبحث عن مكتب جديد للعمل لوحدي. وتفاجأت بحبيبي يطلب مني الشراكة في عملي، وكنت مترددة جداً لخوفي على علاقتي به؛ ولكنه طمأنني أننا لن نختلف لوجود مشاعر الحب بيننا، وأن نسبة تدخّله في المكتب لن تكون كبيرة لأنه يعمل مهندساً كبيراً بشركة، والعمل بالنسبة له لزيادة دخله. وبعد أن تشاركنا بدأتُ أنا حملة التنازلات ابتداءً من إني ما يبقاش عندي كروت شخصية برقم تليفوني لغيرته عليّ من العملاء، انتهاء بتواجدي فقط داخل المكتب للإدارة الداخلية للمكتب، وأي أعمال خارجية يقوم هو بها فقط. وبعد فترة ليست طويلة بدأ يُدخل مشاكل الشغل في المشاكل الشخصية والعكس، وأصبح بيشتكي من فكرة إني شخص مستقل برأيه وإني لازم أسمع كلامه بشكل أعمى وأناقشه؛ ولكن أقتنع برأيه فقط، وكأنه إنسان ذو قوى خاصة. واختلفنا كثيراً، وفجأة قال لي يا أنا يا الشغل، وللأسف كان بيطلب كده علشان ينهي العلاقة لأنه كان متأكد من ردي وخصوصاً إن طلبه كان إني أسيب له الشغل وأقعد في البيت؛ حتى نسبتي في المكتب أسحبها. طبعاً رفضت، وانتهت علاقتنا؛ ولكن استمرّت الشراكة بيننا في العمل؛ ولكن بسلوكيات المرتبطين (الغيرة، والخوف، والتليفونات اللي ما بتخلصش، والخروج، والكلام الحلو زي المرتبطين)؛ ولكن من غير كلام رسمي. ولما اتخنق من الأسلوب ده قال لي إنه بيحبني؛ بس مش هيقدر يرتبط بيّ لأننا مختلفين في الفكر؛ لكن في الحب طبعاً مش مختلفين.. الاختلاف في الجواز بس. المهم الوضع ده استمر أكتر من سنتين، وأخيراً أنا زهقت، وقررت إني أعيش حياتي لوحدي وإني فعلاً مش مرتبطة، وإنه لازم يلتزم بحدود الشراكة.. وهنا انقلب الشخص وتحوّل إلى شخص آخر؛ أسلوب سيئ في الكلام ومعاملة سيئة جداً وجرح لمشاعري حتى بدون اعتذار لأنه كعادته مش بيشوف نفسه غلطان في شيء. طبعاً فكّرت كتير أسيب المكتب، وخصوصاً بعد الحالة النفسية السيئة اللي وصلت لها بسببه؛ لكن أنا بادرس، والمكتب هو اللي باصرف منه؛ ده غير إن المكتب موقعه مميّز وصعب إني أسيبه يكسب كل حاجة بسهولة؛ يعني ضيّع لي 3 سنين من عمري وجرح مشاعري كتير، وكمان أسيب له شغلي اللي تعبت جداً فيه.. أرجو مساعدتي.. ماذا أفعل مع شخص مثله.. أعتذر عن الإطالة. e.l صديقة بص وطل العزيزة.. اسمحي لي أن أُعبّر عن أعجابي بشابّة طموحة تمكّنت من العلم حتى صعدت في مراتبه درجات، وتمكّنت من العمل حتى أصبح لها مركز يحسدها عليه الكثير من الشباب والشابات في سنّها. لكن صديقتي يقول المثل الشعبي "ما يقعش إلا الشاطر"؛ فرغم أنك شاطرة في دراستك وشغلك؛ إلا أنك لم تنتبهي لشيء حدث بالفعل أثار شكوكك نحو نواياه في مشاركتك.. واذكّرك صديقتي بعبارة جاءت في رسالتك تقول: "وتفاجأت بحبيبي يطلب مني الشراكة في عملي، وكنتُ مترددة جداً؛ لخوفي على علاقتي به ولكنه طمأنني أننا لن نختلف لوجود مشاعر الحب بيننا، وأن نسبة تدخّله في المكتب لن تكون كبيرة لأنه يعمل مهندساً كبيراً بشركة، والعمل بالنسبة له لزيادة دخله".. وهذه العبارة تقول إنك فهمت قصده من الدخول في الشراكة؛ ولكن الحب كما يقولون يُعمي العيون ويضع حجاباً على العقل؛ لذا بدأت تنازلاتك، وبدأت خطواتُه في التمكّن من المكتب ومن العمل كله، ومن عواطفك بالطبع. وما أقصده أنه رغم علمك المسبق بأنه قد يسيطر على عملك بما بينكما من مشاعر، لم تحاذري منه وتأخذي احتياطاتك الكافية، حتى لا تصلي لهذه المقايضة السخيفة: يا إما الحب مقابل العمل كله يا تخسري كله.. والسخيف أنه حب فقط دون زواج؟!!! والحل صديقتي: بسيط لو تمكّنت أنت من مفردات نفسك (يعني حبك له)، وسيطرته بهذا الحب عليك.. وهذا ممكن لو أقنعت نفسك أن حب هذا الشخص حب لا يؤتمن لأنه معلّق بشرط؛ فإذا زال الشرط زال الحب، وليس على الأرض مشاعر مشروطة؛ فالشروط دائماً تكون على السلع والماديات ولا تكون أبداً على المشاعر والأحاسيس. فلو تخلّصت من مشاعر الحب صديقتي وعادت لك كل سلطتك على نفسك وعقلك؛ فستتمكنين من إزاحته من العمل ليخرج كما دخل؛ سواء بشرائك لحصّته في الشركة أو بالتعامل معه على أنه مجرد واحد من الناس يعمل معك ويسهل التخلص منه بكل الطرق التي تملكينها لفعل ذلك مما هو متيسر أمامك من ظروف. وأنا واثقة أنك لن تعدمي حيلة في إزاحته من طريقك بكل طريقة لا تبدو مباشرة منك؛ بل تفعلين وتظهرين بمظهر البراءة من الفعل كما فعل أخوة يوسف عندما اتهموا الذئب بقتل يوسف عليه السلام، وهو منه بريء. لا تستسلمي لضعفك وخدعة الحب الذي تحوّل لمساومات، ولا تأمني جانب هذا الشخص؛ فلقد بدأ علاقته بك من الأساس على هذا الهدف الذي ما إن حققه حتى بدأت شروطه التي ليس من بينها الزواج. استعيني بالله؛ فإن الله ينصر من ينصره.