ما حدش يستغرب فعلاً.. أي بنوتة عايزة تطفّش عريس تطلع تقابله حافية وتحط بلستر على بقها "اسأل مجرب ولا تسأل طبيب".. فمن حوالي 5 أعوام تقدّم لي عريس، وحقيقة كان يتمتع بكل الصفات الجيّدة؛ يعني من الآخر ما فيش واحدة عاقلة ترفضه أو على الأقل ترفض رؤيته ولا مرة واحدة -هكذا كانت تقول لي أمي- فقد كان متديّناً ومحترماً ويعمل بوظيفة مرموقة، وعنده شقة وعربية، واوعوا تقولوا ده أكيد عجوز عنده ستين سنة؛ بالعكس كان مناسباً جداً؛ حيث يكبرني بحوالي أربعة أعوام فقط؛ ولكن رغم كل هذا لم أكن أفكّر في موضوع الارتباط؛ حيث كنت في عامي الثاني بالجامعة ولم يكن يشغلني غير دراستي. ولكن والدتي أصرّت أن أقابله ولو مرة، ودارت بيننا مناقشات عديدة وطبعاً انتهت بتنفيذ رغبة أمي خوفاً عليها؛ لأنها بصراحة كانت مريضة بالقلب، وبتستغل النقطة دي ضدّي؛ فعندما أرفض لها طلباً تصيبها أزمة قلبية وأشعر بتأنيب الضمير؛ فأنا أحبها جداً ولا أحب إغضابها. وحددنا موعداً لمجيء العريس المنتظر، وفي اليوم المنشود أرادت والدتي ألا أذهب للجامعة حتى أنام براحتي، ويكون وجهي مشرقاً، وأقوم بعمل بعض الماسكات؛ ولكني رفضت بشدة؛ فقد كانت تعاقبني إذا غبت عن الجامعة يوماً فاشمعنه النهارده بقى. ورحت فعلاً الكلية، وكان الجو حاراً جداً والشمس حارقة، ورجعت متأخرة قبل مجيء العريس بساعة واحدة، وطبعاً وشي كان محروق من الشمس ومرهق جداً؛ فطلب مني إخوتي عمل ماسك لتفتيح البشرة؛ فقلت لهم أنا كده حلوة، وبعدين إنتم بتقولوا إنه من الصعيد يعني أكيد بشرته سمراء؛ يعني أنا هابقى قشطة جنبه حتى لو الشمس حارقاني. وليتخلص إخوتي من لساني أسرعوا بإدخالي الحمام وتجهيز طقم شيك عشان البيه اللي جاي، وعندما خرجت من الدُّش طلبوا مني ارتداء ملابسي وارتداء حذاء؛ ولكني صرخت في وجههم هاقابله حافية، عاجبه على كده يبقى "بيس" مش عاجبه الباب يفوّت جمل، وأخذت أمي تبكي وتصرخ وإخواتي يشدوا في شعورهم كيف تقابلينه حافية ده عكس الذوق خالص، وفجأة دق جرس الباب ودخل العريس وخرجت وقابلته وكانت صدمة؛ فقد كان وسيماً جداً وبشرته ناصعة البياض؛ كأنة من إسكندرية وأنا جنبه اللي من الصعيد الجواني، ومع ذلك لم تهتز فيّ شعرة، وطلعت بكل ثقة ورجليا حافية، وجلست على الكرسي المواجه له. واستمرت المقابلة لمدة ساعة لم أنطق حرفاً؛ لدرجة أنه ظن أنني خرساء؛ لكن إخوتي قالوا له إنها فقط مكسوفة؛ فقام بسؤالي عن دراستي واهتماماتي ورغبتي في العمل بعد الزواج، وبصراحة رديت عليه ردود رخمة؛ كلمتين وبس على رأي "فؤاد المهندس". كان زوج أختي حاضراً المقابلة، وقد نبّهني قبل أن يأتي العريس إلى أنه سيكون هناك سيم بيننا إذا وجد أنني زوّدت جرعة الخنقة، هيمسك زوره ويقول "الدنيا حرّ أوي ما تعلّوا المروحة شوية"، وبصراحة الراجل طول القعدة كان ماسك زوره. ومن غير ما أطوّل عليكم طبعاً العريس مع رجلي الحافية وبُقي المقفول خرج ولم يعد، واوعوا تفتكروا إني زعلانة لأنني حالياً مخطوبة لإنسان أحبه جداً جداً جداً، وهو بحقّ فارس أحلامي.. وصحيح، يوم ما جه يتقدم لي لبست حذاء في رجلي.. تفتكروا ده نصيب ولا الجزمة عملت شغل؟