كانت مصر غرام جاهين الأكبر والأجمل، عشِقَها وغنى لها، ودافع عنها ووعدها، وبرّ بوعوده كلها؛ لكن الزمان أخلف وعده. كانت القاهرة "صاحبته". وكان الفن مزاجه وملعبه، وكانت له نظرية مازلت أعجب لها منذ أن أعرب لي عنها وأنا بعد مراهق، قال: الفن جوهر واحد ومن يمارس نوعاً منه يستطيع إذا ركّز أن يمارس الأنواع الأخرى. وربما كان هذا الاعتقاد نابعاً من حالته الفريدة كظاهرة إبداعية شاملة ومتنوعة. (بهاء جاهين في مقدمة كتاب أيام صلاح جاهين) ونحن بدورنا احتفاءً واحتفالاً بالفنان صلاح جاهين اخترنا لكم قصيدة من قصائده إحياء لذكرى رحيله في الحادي والعشرين من إبريل عام 1986.
النور مَلْوُ الشوارع ومليون راديو والع الساعة اتنين صباحاً لكن إيه الموانع!.. الخلق رايحة جايه والدنيا لسه حيه مليانة بالهأَو أَو وزعيق القهوجية واحد يقول لواحد: خليك يا عم قاعد التاني يقول له: شكراً ده أنا م المغرب مواعد فيه سهرة لسه عندي في بيت فلان أفندي ح ناكل حاجة حلوة ونشرب تمر هندي واللي تروح دالقة جردل فوق حضرة المبجّل طبعاً صاحبنا يزعل وينفجر شتايم والحي كله يوصل ما بين مصلح ولايم اللي يقول: يا جماعة واللي يقول: يا بهايم ومطرب الإذاعة يصرخ، وفي وجده هايم ولو طرطقت ودنك، في وسط دي العظايم، تسمع مسحراتي، بطبلة صوتها واطي، بيقول: اصحى يا نايم