أعلنت السلطات العراقية مقتل القائد العسكري للقاعدة بمنطقة شمال العراق "أحمد العبيدي" وهو ثالث زعيم من زعماء القاعدة يتم القضاء عليه خلال 24 ساعة حيث سبق وأعلنت واشنطن عن مقتل زعيمي التنظيم أبو عمر البغدادي "أمير دولة العراق الإسلامية" وأبو أيوب المصري "وزير الحرب" فيها، في عملية عسكرية بمنطقة الثرثار على بعد 10 كليومتر جنوب غرب تكريت مسقط رأس الرئيس الأسبق صدام حسين. وكانت قوة أمريكية عراقية مشتركة قد داهمت منزله بحي سومر جنوب الموصل وقامت بقتله بعد تبادل كثيف للنيران، ومن المعروف أن العبيدي هو خبير للشئون العسكرية وكان المخطط الأساسي للعمليات التفجيرية التي كانت تشهدها العراق، مستعيناً بخبرته كضابط سابق بالمخابرات العراقية. وعودة لأحداث الأربعاء فقد أعلنت السلطات العراقية مصرع زعيم تنظيم القاعدة في العراق أبو أيوب المصري، الذي يعرف باسم أبو حمزة المهاجر وأبو عمر البغدادي، والذي يعتقد أنه رئيس تنظيم دولة العراق الإسلامية، المرتبط بالقاعدة في عملية مشتركة لقوات الأمن العراقية والأمريكية يوم الأحد. الخبر جاء على لسان رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، الذي أكد أن القاعدة باتت في أضعف حالاتها بعد مقتل قادتها، وأكد أن السلطات وضعت يدها على جميع اتصالاتهم ومعلوماتهم وشبكاتهم. وتؤكد بعض المصادر الأمنية أن تلك الضربات الناجحة، التي حققها الجيش الأمريكي والعراقي بقتل ثلاثة من أهم قادة تنظيم القاعدة للعراق؛ يرجع الفضل فيها إلى أحد عناصر التنظيم الذي تم القبض عليه منذ فترة، وأدلى بمعلومات قادتهم إلى أيوب المصري وأبو عمر المهاجر والعبيدي، وذلك حسب قول اللواء الركن محمد العسكري المتحدث باسم وزارة الدفاع، والذي أكد أن "المعلومات التي أوصلت للبغدادي والمصري، هي نفسها التي أوصلت إلى العبيدي". وبعد هذا الأسبوع الأسود للقاعدة في العراق بدأت التساؤلات تتزايد هل اقتربت نهاية بن لادن؟، هل بدأ رجاله يتساقطون من حوله.. أسئلة حاولت قناة البي بي سي الإجابة عليها. وبهذه المناسبة عرضت قناة بي بي سي العربية، في أعقاب الإعلان عن مقتل القياديين فيلماً وثائقيا عن رحلة الولاياتالمتحدة في القبض على زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن، منذ تفجيرات الحادي عشر من سبتمبر عام 2000 وحتى هذه اللحظة، وما إذا كان أسامة بن لادن حياً يرزق حتى هذه اللحظة؛ أم أن كل من ظهروا على الشاشة عبارة عن شخص واحد هلامي مركبة صورته وصوته، وأن مئات الجنود الأمريكيين الذين لقوا حتفهم في سبيل إيجاده قد ماتوا هباء في سبيل العثور على شخص مات بالفعل. تعرض الفيلم للجزئية المتعلقة بالتكنولوجيا الحديثة والتطورات التي طرأت عليها، وجعلت من الممكن جداً تركيب صورة وصوت شخص آخر يشبه بن لادن في كل شيء ويقول أي شيء ويستمر في بث الرعب في قلوب العالم زيفاً. نفى عدد من ضيوف الفيلم هذه الفرضية، وآثروا تصنيفها ضمن نظرية المؤامرة التي دائما ما يتبناها الأمريكيون وأن بن لادن على قيد الحياة وحي يرزق، وهو الأمر الذي أكده عدد من زعماء القاعدة في كثير من الأحيان لعدد من وسائل الإعلام والمتعاملين معهم بشكل أو بآخر، بأنه أحياناً في هلمند وأحيانا في جلال أباد... إلخ. أدلة عدة تؤكد وجود بن لادن على قيد الحياة، وأهمها أن القاعدة وعلى مدار تاريخها لم تخف أبدا وفاة أي من قادتها بعد استشهاده في العمليات العسكرية، بل أنها تتباهى بإعلان هذا الأمر على أساس أنه أمر مشرف ويستحق التباهي والإعلان وليس الإخفاء، فضلاً عن أن قواعد الشريعة الإسلامية تحتم ضرورة إعلان وفاة الميت وتحريم الامتناع عن إعلانها. يستعرض الفيلم بعض الأمور التي ساعدت على بقاء أسامة بن لادن سالماً من أيدي المخابرات الأمريكية، وهو عدم استخدامه التكنولوجيا الحديثة وبما فيها الهواتف المحمولة التي تجعل من السهل القبض عليه، بل كان يعتمد على الوسائل البدائية في التواصل مع عناصر التنظيم من خلال التنقل على الأرض حيث إنه كان يعشق باكستان وطبيعتها الصحراوية القحلاء ولم يكن يتأذى من هذا الأمر. ثم أخذ الفيلم في المقارنة بين واقعة القبض على الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين وبن لادن؛ في أن الأول كان دائماً ما يستخدم الهواتف المحمولة، فضلاً عن أنه كان يتحرك وسط أعداد كبيرة من حرسه الخاص وهو الشيء الذي لم يكن موجوداً في حالة بن لادن الذي غالباً ما يتحرك بصحبة مرافق واحد فقط على أقصى تقدير، فضلاً عن تعوده على الطبيعة الجبلية القاحلة للبلاد وقدرته على النوم داخل الحفر والفتحات الصخرية. وتوقع ضيوف الفيلم أنه ربما يستغرق القبض على أسامة بن لادن سنوات أخرى عديدة، فهكذا استغرق القبض على الرئيس الصربي سلوبودان ميلوسوفيتش وتقديمه إلى المحاكمة، وعليه فإن بن لادن أذكى من كل هؤلاء ومن الممكن أن يتطلب القبض عليه فترة أطول من تلك. الولاياتالمتحدة -وفقا للفيلم- من جهتها لم تأل جهداً من أجل القبض على بن لادن، سواء باستخدام العصا أو باستخدام الجزرة، حيث قامت بتوزيع منشورات على أهالي المنطقة تعد من يدلي بمعلومات عن مكان بن لادن والظواهري، أو بمعلومات تؤدي إلى الوصول إليهما بمكافأة مالية ضخمة ولكنه أمر لم يكن ليجدي نفعا مع أهالي المنطقة لسببين.. 1- السبب الأول أنهم كانوا يعتبرون أسامة بن لادن قائداً، وبطلا وبالتالي من المحال أن يبيعوا بطلهم. 2- السبب الثاني أن الطبيعة القبلية لهذه البلاد رسخت في عاداتهم ضرورة كفالة الحماية للضيوف، والتوعد بالقتل لمن يخون هذه العادات في الحال. أخيراً يؤكد القائد العسكري للقوات الأمريكية في منطقة "تورا بورا" في عام 2001 أنهم أضاعوا فرصة ذهبية للقبض على أسامة بن لادن، وإن كان قد شكك في أن ذلك كان من شأنه أن يوقف الإرهاب في العالم ولكنه ربما كان ليوقف تنظيم القاعدة فحسب.