السلام عليكم ورحمة الله وبركاته على فريق عمل بص وطل أنا عندى مشكلة سأرويها لكم وأتمنى من الله سبحانه وتعالى أن أجد الحل بمساعدتكم أنا 28 سنة، مطلّقة وليست هذه هي المشكلة، وكمان مريضة من أكتر من 4 سنين والمرض هو ليس المشكلة أيضا لأنه أصبح صديقا لي وأنا راضية الحمد لله بإرادة الله سبحانه وتعالى. ولكن المشكلة هي في الدواء الذي آخذه وهو الكورتيزون، وكلنا على علم بالكورتيزون، وبماذا يغير شكل الجسم فهو يصنع مياها تحت الجلد، ويظهر الجسم منتفخاً، فأنا نفسيتي تعبانة جدا من تغير شكل جسدي وسوء نفسيتي سبّب لي أيضا كثرة الأكل بدون الإحساس بالشبع لدرجة أني كنت أشك أني نسيت أن أذكر اسم الله فأجد أني ذكرت اسم الله فى بداية الطعام وتقريبا مع كل لقمة آكلها للشك، فتأكدت أن هذا من سوء الحالة النفسية التي أعاني منها. فبجد مش قادرة أنا تعبت أوي هل أجد لديكم الحل أو الخطوط الرئيسية التي تساعدني أن أجد حلا لهذه المأساة التي أعيش فيها أنا أعرف جيدا أن هناك مشاكل أكتر أهمية بكثير من مشكلتي تحتاج أشد الاحتياج للحل والمساعدة، بس أنا أملي في ربنا كبير وفي أسرة "بص وطل" أن تنظر إليّ بعين الاعتبار وتحس بما بداخلي وتساعدني. أشكركم شكرا جزيلا. nana
شفاك الله وعافاك أختي الكريمة، وهذه فرصة لأوضح لك ولكل قراء "بص وطل" أن أي مشكلة تؤثر على صاحبها هي مشكلة حقيقية وهامة؛ فنحن لا نستخفّ بأي من المشكلات؛ لأنه ليس هناك مشكلة تافهة ما دامت تنغّص على شخص حياته، والحمد لله أنني لمست في سطورك توكّلا ورضا كبيرا بقدَر الله تعالى وهذا سيساعدني على الحديث معك بشفافية، فلقد أثبتت الدراسات الحديثة أن هناك اضطرابا من اضطرابات الطعام اسمه اضطراب "الأكل الشره" وهو يأتي في صورة نوبات وفيها يشعر الشخص أنه غير قادر على التحكم في كمية الطعام التي يتناولها، ولا يصل لمرحلة الشبع، ويتناول كميات كبيرة مقارنة بالمدة التي تم الأكل فيها، وكذلك يكون مصاحبا لهذه النوبة سرعة في التناول عن السرعة الطبيعية، ولا يمكن للشخص التحكم في هذه السرعة، وغالباً ما يقوم بتناول تلك الكمية حين يشعر بتلك النوبة في "الخفاء" بعيداً عن البشر، وهذا الاضطراب يرتبط بقوة بالاكتئاب؛ فهو يأتي نتيجة للوقوع في الاكتئاب، وبوقوع الشخص في تلك النوبات يحدث اكتئاب للدرجة التي يصعب التفريق بين من بدأ ومن جاء بعده!، والحقيقة أن هناك اضطراباً آخر في الطعام اسمه اضطراب النهم العصبي، ولكنني لا أراك تعانين منه؛ لأنك لم تذكري أنك بدأت بالتقيؤ العمد بعد النوبة كمحاولات للتخلص من الطعام الذي تم تناوله أو أخذ المسهلات أو القيام برياضة بشكل قهري، وعلى أية حال من المهم أن تتأكدي أن هذا الاضطراب لا إرادة لك فيه؛ لأنك بدأت تحاسبين نفسك عليه، وبدأت نظرتك لصورة جسدك تتأثر وهو خطر آخر، لذا سأقترح عليك بعض العلاج السلوكي للتعامل مع الطعام، ولكن قبل ذلك أتمنى أن تتذكري ثلاث نقاط غاية في الأهمية: * أن الطلاق ليس نهاية العالم، وأن البداية الجديدة ممكنة، ولقد استطاعت نساء كثيرات تخطي تلك المحنة والتعامل مع الحياة بشكل جديد، وكثيراً ما كان الطلاق أفضل، حين ينهي التوتر والعداء والكراهية ومناخ الأزمات النفسية المستمرة، فحين نتعرض لأمرين كلاهما مر، نختار ما يمكننا التعايش معه بالخسارة الأقل، فلتحترمي اختيارك وحياتك ولا تعتبري طلاقك وصمة تؤلمك. * المرض العضوي أهون بكثير من المرض النفسي، وكلما كانت درجة الرضا والتوكل على الله أعلى كلما كان الأمل له طريقاً في نفسك، وكلما استحضرت أن كل دقيقة تمر عليك وأنت تعانين من مرضك أنت مُثابة عليها وأجرها محفوظ لك في الدنيا والآخرة، وكلما توقفت عن الاستسلام لفكرة أنك حالة "خاصة" كلما تمكنت من تحصين جهازك النفسي والقدرة على النجاح في العلاج العضوي والنفسي. * صورة الجسد "اختراع" بشري خبيث، كانت اليد العليا فيه لشركات التجميل والميديا! وهذه حقيقة لا يراها الكثير، حيث تم اختراع شكل محدد للجسد الجميل -الخصر، والبطن، والأرداف، والوجه الجميل، والعين، والشعر... إلخ- وتكالبت الشركات والأطباء الذين يعملون في مساحة جراحات التجميل على اللعب على هذا الوتر، وللأسف نجحوا في تغيير نظرتنا للجسد، وجعل الفتيات إما تنتقل من حمية لحمية، وتلهث وراء كل ما هو جديد في عالم التنحيف، وتظل فاقدة لحريتها وتتبع أنظمة صارمة تجعلها تسعد لفترة ثم تعود لسابق عهدها من الوزن؛ لأن الريجيم خرافة وتتصور الفتيات اللاتي تنتقلن من حمية لحمية ولا تنجح إلا قليلاً أنها فاشلة في الوصول ل"آيزو" الجسد، والحقيقة أن كل الدراسات العلمية أثبتت أن كل الحميات هي التي تفشل، وأنجحها لم يصمد أكثر من خمس سنوات فقط!، أو تجعل الفتيات يتقوقعن على أنفسهن ويتوارين من التعامل مع البشر من بدانتهن، وكلتا النوعين من الفتيات تقعن فريسة الاكتئاب ودوامة التعامل الخطأ مع الجسم والطعام!، ونسينا وسط هذا الزخم أن نتعامل مع أجسادنا على أساس قدرتها على القيام بالمهام وليس على شكلها، فكلما تمكّنّا من خلالها القيام بالمهام الموكولة لنا كلما كان هذا هو الأهم. إذن الواقع يقول إن نقطة البداية هي قهر الغرق في الاكتئاب والاستمرار في التعامل مع العلاج -الكورتيزون- لأنه لا بديل له، والقيام بعلاج سلوكي للتعامل مع الطعام؛ لنضمن على الأقل ألا يزداد الوزن بالمزيد من الطعام، وإن لم تتمكني خلال 4 أشهر من تغيير هذا التعامل لا مفر من التواصل مع طبيب نفسي لتغيير أفكارك عن جسدك وعلاقته بالطعام بشكل أكثر تفصيلاً ومتابعة.. والآن: • عليك الالتزام بالتهيئة للطعام، بمعنى أن تتعاملي مع تناول الطعام على أنه أمر لا يتم القيام به دون تحضير وتخصيص مكان ووقت له، فلا تتناولي الطعام وأنت في الشارع أو في المطبخ أو أنت تشاهدين التليفزيون مثلاً، فهو نشاط منفرد يسبقه تحضير الطعام والمكان، ولا مانع من القيام بسنة الرسول صلى الله عليه وسلم بالوضوء قبله وبعده. • الجلوس أثناء الطعام في جلسة غير مريحة نوعا ما، فهذا يساعد على الإقلال من تناول الطعام، فليكن جلوسك نصف مريح. • المعلومة العلمية تقول إننا نشبع بعد 20 دقيقة من بدء الطعام، فلتتركي لنفسك في البداية فارق 10 دقائق بعد العشرين دقيقة الأولى على أن تقل تدريجياً. • محاولة التركيز في الطعام فقط أثناء تناوله، وعدم ترك نفسك للتفكير في أي من الأمور أثناء تناوله قدر إمكانك، امضغي الطعام جيداً جداً قدر إمكانك، ولا تتناولي طعامك وحيدة؛ فتناول الطعام وسط الناس يخفف من حدة الشره وتناول كميات ضخمة، وحاولي أن تبدئي طعامك بالفاكهة، وعدم النوم بعد الأكل مباشرة، ويفضّل أن تقومي بأي رياضة مستمرة في حياتك، ولكن ليس بحشرها عنوة في برنامج حياتك، ولكن اجعليها من تفاصيل حياتك؛ كأن تستبدلي ركوب المصعد بطلوع السلم، واختيار أحد تنقلاتك بالمشي بدلاً من ركوب السيارة أو المواصلات وهكذا. • يمكنك القيام بصيام يوم تطوعي في هذا البرنامج كبداية، على أن يزداد بمرور الوقت. أسأل الله لك تمام العافية والقوة، ولا تتهاوني في التواصل مع متخصص نفسي إن لم يفلح معك هذا البرنامج؛ لأن اضطراب طعامك يرتبط بشكل وثيق جداً بالحالة النفسية التي قد تحتاج لعلاج دوائي بجانب العلاج السلوكي.